• عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق ل«الشروق»: المذاهب الأربعة ترى أن الأفضل أن تتم صلاتيّ العيد والجمعة كلاهما على حدة يأتي أول أيام عيد الفطر المبارك بعد غدِ الجمعة؛ حسب الرؤية الفلكية، وهو ما يطرح حيرة في قلوب المسلمين من حكم صلاة الجمعة إذا أتت يوم عيد. ويقول مفتي الديار السابق الدكتور علي جمعة، إن العلماء اختلفوا في مسألة سقوط وجوب الجمعة إذا اجتمعت مع العيد في يوم واحد؛ موضحا: «ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن إياس بن أبي رملة الشامي قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم رضي الله عنهم: أشهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخَّص في الجمعة فقال: «من شاء أن يصلي فليصلِّ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنَّا مجمِّعون» رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم.». وأضاف، في فتوى منشورة عبر موقع دار الإفتاء: «من العلماء من ذهب إلى أن أداء صلاة العيد لا يُرخِّص في سقوط الجمعة؛ مستدلين بأن دليل وجوب الجمعة عام لكل أيامها، وأن كلًّا منهما شعيرة قائمة بنفسها لا تجزئ عن الأخرى، وهذا مذهب الحنفية والمالكية، أما الإمام الشافعي فذهب إلى وجوب الجمعة على أهل البلد وسقوطها عن أهل القرى الذين تحققت فيهم شروط وجوبها؛ لما في إلزامهم بأدائها مع العيد من المشقة والحرج؛ موضحًا أن الأمر في ذلك واسع، لذا تقام الجمعة في المساجد؛ عملًا بالأحوط، ومن كان يشق عليه حضور الجمعة أو أراد الأخذ بالرخصة فيها تقليدًا لقول من أسقط وجوبها بأداء صلاة العيد فله ذلك، بشرط أن يصلي الظهر». وأشار: «إذا كانت الصلاة المفروضة لا تسقط بأداء صلاة مفروضة مثلها فكيف تسقط بأداء صلاة العيد التي هي فرض كفاية على المجموع وسنة على مستوى الفرد، وعلى ذلك فالقول بسقوط الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد قول لا يُعوَّل عليه؛ لضعف دليله». إلى ذلك قال عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور حامد محمد أبو طالب، «هذا الخلاف، خلاف لفظي لا يؤثر في شئ، هناك حديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو إذا جاء يوم العيد في يوم الجمعة، فهل يجتمع لأداء صلاة العيد ثم بعد ساعتين يجتمعون لأداء صلاة الجمعة، وتكون هناك خطبة عيد وخطبة عيد، ورأت بعض المذاهب يكتفى بصلاة الجمعة غاية الأمر في حدود العاشرة صباحًا، ويؤدون صلاة العيد تكون صلاة الجمعة، لكن سائر المذاهب الأربعة ترى أن الأفضل أن يتم صلاة العيد وحدها وصلاة الجمعة وحدها. وأضاف ل«الشروق»: «القول الذي يرى أنك أذا صليت العيد تسقط عنك الجمعة وتصليها ظهرًا، يرى أننا نحضر صلاة العيد في هذا اليوم يتم الانتظار بصلاة العيد الى الضحى، ويتم اداء الصلاتين في صلاة واحدة، والأزهر ومصر لا يعملان بهذا الرأي، فالأزهر يؤدي صلاة العيد بمفردها وصلاة الجمعة بمفردها».