-محمد العدل: اتركوا الدراما ولا تمسكوا لها العصا تحت عنوان «الإعلام والدراما في رمضان»، ناقشت لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، أهم الظواهر التي شهدتها داما رمضان 2018، وذلك من خلال الندوة التي أُقيمت مساء أمس في قاعة الاجتماعات بمقر المجلس في ساحة دار الأوبرا، أدارتها الدكتورة حنان يوسف، عميد كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية ومقررة لجنة الإعلام بالمجلس، وبحضور الدكتورة سعيد المصري، أمين المجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة سوزان القليني، عضو لجنة الإعلام بالمجلس وعضو المجلس الأعلى للإعلام، المنتج محمد العدل، مقرر لجنة السينما بالمجلس، الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة للسينما ورئيس المركز القومي للسينما، والإعلامي نشأت الديهي، رئيس قناة «TEN»، والكاتب الصحفى إسلام عفيفي، رئيس تحرير «أخبار النجوم»، والدكتور أيمن الشيوي، رئيس قسم التمثيل بأكاديمية الفنون، والإعلامية خلود زهران، مذيعة بقناة «CBC». وأعطت الدكتورة حنان يوسف، الكلمة إلى الصحفي إسلام عفيفي، الذي أشاد بمجموعة من المسلسلات التليفزيونية، التي تُعرض خلال شهر رمضان منها «رحيم ونسر الصعيد واختفاء وكلبش2 وعوالم خفية للفنان عادل إمام»، وقال: «رغم وجود كل هذه المسلسلات وغيرها فإنني لم أجد دراما أنور عكاشة، دراما المواطن البسيط، الكائن في أماكن شعبية تمثل الهوية المصرية»، مضيفا أن معظم المسلسلات تتحدث عن الإرهاب وخطره بشكل عام ولكنها لم تتعرض في معظمها عن عملية الإرهاب وارتباطاته الدولية. وانتقد «عفيفي»، موضوع التصنيف العمري في المسلسلات «+12،+14»، متابعا: «كان من الأفضل أن يمنع ذاتيا من المبدعين ماهو لا يجب أن يسمعه تلك الفئة العمرية». وتحدثت الدكتورة سوزان القليني، عما رصد من جانب المجلس القومي للمرأة من نتائج خلال عام 2016 حول صورة المرأة في الدراما المصرية، وكانت النتائج كما وصفتها «مقحفة»، حيث غلبت صورة المرأة الوصولية وأيضا صورة المرأة التي تتعرض للعنف دائما، مضيفة: «قمنا بعمل لقاءات مع المخرجين والمنتجين خلال عام 2017 وتحسنت الصورة إلى حد ما، وبعد تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كان ضمن قراراته إنشاء لجنة الدراما برئاسة المخرج محمد فاضل، التي تناقش مع المجلس القومي للمرأة في اجتماع أسبوعي قضايا عديدة من أهمها أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لم ينشأ لتكميم الأفواه ووضع القيود، ولكن يهدف إلى دراما راقية نظيفة، والارتقاء بالأعمال إلى مستوى أفضل». وأكد المخرج محمد العدل، ضرورة وجود التصنيف العمري في الدراما، فهناك مثلا مشاهد عنف وقتل فيجب أن يتم التنويه ويوضع التصنيف العمري لمشاهدتها، قائلا إن كل مهنة بها الشخصيات السلبية والشخصيات الإيجابية، والشخصيات السلبية هي التي تخلق الدراما وتخلق نوع من الكره لتلك الشخصية لنبذها من المجتمع. وانتقد «العدل»، مقولة «الدراما النظيفة»، قائلا: «ليس هناك دراما نظيفة أو غير نظيفة بل هناك دراما يتقبلها الجمهور أو لا يتقبلها الجمهور، اتركوا الدراما ولا تمسكوا لها العصا». وقال الدكتور أيمن الشوي،: «إنه في السنوات القليلة الأخيرة عادت الدراما إلى القضايا المصرية، ولا بد أن نفرق بين الإعلام والدراما، فالإعلام يكون رسالته مباشرة، أما الدراما فهي تقوم بمعالجة درامية لتوصيل الرسالة»، مضيفا: «حين يصل الفنان للقمة فيجب أن نتعامل معه على أنه مصدر دخل قومي، وإننا بحاجة إلى مؤسسة لعمل التنسيق الدرامي فكل جهة إنتاجية لها أهدافها الخاصة». وأوضح «الشوي»، أنه يجب أن نُحيي الدولة في محاولتها لإعادة يدها إلى الإنتاج الدرامي؛ لأنها سوف تعدل الميزان مع الجهات المختلفة من الإنتاج، وهناك عناصر شبابية دخلت الساحة الإنتاجية سوف يكون لها أثر إيجابي، لكن فى مقابل ذلك للأسف نجد الأجيال ذات الخبرة لم تعمل هذا العام ولم يشاركوا في العملية الفنية خلال شهر رمضان فلا بد من التوزان». وردا على ما جاء خلال كلمات المشاركين، أعرب الإعلامي نشأت الديهي، عن تفاؤله للمستقبل، وقائلا: «إن هذه الندوة في حد ذاتها والحوار الذي يدور فيها فيما بيننا يعد شيء إيجابي»، مشيرا إلى أهمية الاستعانة بالشخصيات ذات الخبرة وتوليتها رئاسة المؤسسات الإعلامية والهيئات. وأشار الدكتور خالد عبد الجليل، في كلمته، إلى عدة محاور أبرزها أن الدراما ليست إعلام، وهناك آليات للصناعة والمنتج الصناعي له أهدافه، ذاكرا أن التصنيف العمري في الدراما يوجد في العالم كله، فكل شخصية تقدم طبقا لبيئتها وما تربت عليه من أخلاق وسلوكيات في تلك البيئة، والفن يرى من خلال وجهات نظر مختلفة، بحسب قوله.