تسبب إعصار في جزيرة سقطرى اليمنية، مساء الأربعاء، في فقدان سبعة أشخاص بعدما أدى إلى فيضانات حاصرت منازل غمرت قرى وأحياء في الجزيرة الواقعة في بحر العرب، ما اضطر السلطات لإجلاء أسر إلى مراكز حكومية. وقال وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كافين، إن الإعصار «ماكونو» تسبب بغرق سفينة في ميناء جزيرة سقطرى نتيجة الرياح الشديدة السرعة وحدوث منخفض جوي أدى إلى تساقط الأمطار بغزارة. وأوضح في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن أربعة أفراد من طاقم السفينة «فقدوا وتم إنقاذ أربعة آخرين، في حين فقد ثلاثة أشخاص نتيجة جرف السيول لسيارتهم». وأضاف أنه تم إجلاء 150 أسرة من منطقتين في الجزيرة وإيواء أفرادها في مدارس ومنشآت حكومية، لكنه قال إن الاتصال انقطع مع المناطق الواقعة في الجهة الجنوبية والشرقية من الجزيرة، موضحا أن هذه المناطق تقع في قلب العاصفة. وتابع «كافين»، أن محافظ سقطرى وجه رسالة استغاثة إلى قيادة «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015، بالتدخل «لإنقاذ الجزيرة وسكانها، وذلك نتيجة ضعف إمكانيات السلطة المحلية وعدم قدرتها على مواجهة النتائج المحتملة للإعصار». وأعلنت الحكومة اليمنية المدعومة من الأسرة الدولية فجر الخميس الجزيرة «محافظة منكوبة» نتيجة للأضرار الكبيرة الناتجة عن الإعصار الاستوائي، بحسب ما أعلنت وكالة «سبأ» اليمنية الحكومية. ونقلت «سبأ» عن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي، قوله إن: «أرخبيل سقطرى محافظة منكوبة بما لحق بها من أضرار بشرية ومادية وعلى كل المستويات، وتحتاج إلى مساعدات عاجلة.. لإسعاف المواطنين المحاصرين في قراهم أو المواطنين الذين يسكنون أعالي الجبال». ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الحكومية ومتمردين يسيطرون على مناطق واسعة في البلد الفقير بينها العاصمة صنعاء. وقتل منذ التدخل السعودي لمساندة القوات الحكومية نحو عشرة آلاف شخص. وأكد الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في اتصال بمحافظ سقطرى، رمزي محروس، على «تقديم التسهيلات المتاحة لإجلاء العالقين من الأسر والأفراد وإخلاء المنازل المتضررة والمعرضة للانهيار». كما دعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة المنظمات الأممية الإغاثية والإنسانية إلى «إرسال فرق طبية بسرعة» إلى الجزيرة ومناطق أخرى في جنوب اليمن يقترب منها الإعصار. وأظهرت تسجيلات فيديو التقطها مصور وكالة «فرانس برس»، في الجزيرة أمطارا غزيرة تتساقط على شوارع وأحياء غمرت المياه منازلها ما اضطر السكان إلى الخروج منها ومحاولة التوجه سيرا نحو مناطق أخرى أقل تضررا. ودعت السلطات المحلية في محافظة المهرة، جنوب شرق اليمن السكان إلى البقاء في منازلهم وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية والهواتف النقالة، في بيان نشرته «سبأ». ودعت أيضا السكان إلى التوجه إلى مراكز الإيواء التي تم تخصيصها تحسبا للإعصار. ويبدو أن الإعصار يتوجه أيضا نحو سلطنة عمان المجاورة لليمن، وأعلنت السلطات العمانية عبر وكالة الأنباء الرسمية أنها تتخذ «الاستعدادات والتجهيزات» اللازمة للتعامل مع الإعصار.