في مثل هذا اليوم 7 مايو من عام 1920 استطاع طلعت حرب إقناع 126 من المصريين بالاكتتاب بمبلغ قدره 80 ألف جنيه، لإنشاء المصرف بنك مصر ليكون بذلك هو أول بنك يفتتح بأموال المصريين، وثاني بنك في مصر بعد البنك الأهلى، الذي أنشأ عام 1898 بالتعاون بين روفائيل سوارس والبريطاني سير إرنست كاسل برأس مال قدره مليون جنيه إسترليني. أما ثالث البنوك في مصر فهو بنك القاهرة وقد أسسه مجموعة من رجال الأعمال قبل ثورة 23 يوليو بشهرين، وتحديدا في 15 مايو 1952، كشركة مساهمة مصرية برأسمال قدره نصف مليون جنيه مصري وتم نشر مرسوم التأسيس بجريدة الوقائع الرسمية في عددها رقم 82 الصادر في ذات اليوم. أما بنك مصر الذى تحل اليوم ذكرى تأسيسه اليوم، فقد كان ثمن السهم فيه عند الاكتتاب 4 جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك، من أعيان مغاغة الذي أشترى ألف سهم بنفسه. في يوم الثلاثاء 13 إبريل عام 1920 نشرت الوقائع المصرية مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "مصرف مصر" وكان هذا قبل بين 8 من أصل 126 مصري، وهم: أحمد مدحت يكن باشا، يوسف أصلان قطاوي باشا، محمد طلعت بك، عبد العظيم المصري بك، الدكتور فؤاد سلطان، عبد الحميد السيوفى أفندي، اسكندر مسيحه أفندي، عباس بسيونى الخطيب أفندي. ظلت فكرة إنشاء بنك مصري وطني حلم يراود المصريين منذ أيام محمد علي باشا، إلى أنها أجهضت أكثر من مرة، خاصة بعد ضياع أحلام محمد على وتواطؤ القوى الدولية ضده لتحجيم توسعاته. وعادت فكرة بنك مصر مؤة أخرى بعد أن دعا إليها "أمين شميل" في مقال له عام 1879 في جريدة "التجارة"، وعقب انعقاد المؤتمر المصري الأول في 29 أبريل عام 1911 انتهز طلعت حرب باشا اجتماع أعيان البلاد وعرض فكرة إنشاء مصرف مصري وقرر المؤتمر بالإجماع ضرورة إنشاء مصرف مصري برؤوس أموال مصرية. سافر بعدها طلعت حرب إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء البنك ومعرفة أساليب عمل المصارف في الدول الأوربية، لكن الحرب العالمية الأولى حالت دون ذلك فى عام 1914 وأجلت الفكرة لأكثر من 8 سنوات، إلى أن حضرت من جديد وظهرت إلى أرض الواقع بعد ثورة 1919 بعام واحد فقط. ويتبع بنك مصر العديد من الشركات الكبرى على رأسها، مصر للفنادق، مصر للتأمين، مصر للطيران، مصر لتجارة وتصنيع الزيوت، مصر للمستحضرات الطبية، مصر للألبان والتغذية، مصر للكيمياويات، مطبعة مصر وشركات أخرى. يبلغ عدد المقرات حاليا 590 مقرا، والمقر الرئيسي له فى 151 شارع محمد فريد بعابدين.