فى أحيانٍ كثيرة تقسوا كرة القدم علي مداعبيها، الذين طالما كانت لهم مصدر شهرة وتوهج، وذلك حينما تجبر أساطيرها بالإعتزال، أو الرحيل عن أحد أكابر الأندية فى عالم المستديرة، بعد مسيرة حافلة من التألق داخل أرجاءها، وها نحن أمام أحد هذه اللحظات الصعبة، والتي استقبلناها اليوم، عقب إعلان الإسباني أندريس إنييستا قائد برشلونة فى المؤتمر الصحفي الذي عُقد منذ قليل "بالكامب نو" رحيله عن صفوف البلوجرانا، بعد مسيرة حافله امتدت لأكثر من 20 عاما. وفى التقرير التالي تستعرض بوابة الشروق لقرائها أهم اللمحات التي مر بها نجم البلوجرانا خلال مسيرته الكروية:
1-إنييستا من مشجع لريال مدريد إلي أحد أساطير كاتالونيا: حينما انضم قائد البلوجرانا إلي فريقه الحالي عام 1996، وهو لا يتجاوز عمره ال12 عاما، وذلك بعدما أمضى عدة سنوات في أكاديمية لا ماسيا، والتي كان فيها يمني نفسه بالإنضمام إلي ريال مدريد الغريم التقليدي لأبناء كالتالونيا فى ذلك الوقت، ولكن تمكنت إدارة برشلونة من التعاقد مع الطفل الموهوب، الذي برزت موهبته مع فريق ألباسيتي للشباب، قبل أن يضمه البارسا فى موسم 2001-2002، ليصبح بعد ذلك الرسام أحد أساطير النادي علي مر تاريخه العريق، والذي لعب 669 مباراة على مدار 16 موسماً مع الفريق الكاتالوني، بعدما كانت أقصي أمال لاعب لاميسا الصغير أن يرتدي القميص الأبيض، ويسطر تاريخه داخل جدران قلعة "سنتياجو برنابيو".
2-توهج الرسام علي يد الفيلسوف: بدأ الرسام مباراته الأولى بالقميص الكالتالوني في الليجا الإسبانية أمام ريال مايوركا، بعدما قرر الهولندي لويس فان خال المدير الفني للبللوجرانا آنذاك، مشاركة اللاعب صاحب ال18 عاما، كبديلاَ الإسباني جيرارد لوبيز لاعب وسط البارسا، ومع رحيل المدرب الهولندي، وتولي الإسباني لورينزو سيرا فيرير قيادة الفريق، ولكن نجم كاتالونيا لم يجد له مكانا أساسيا ضمن تشكيله المدرب الأساسية للفريق، حتي بدأت فترة توهج النجم الإسباني فى موسم 2005-2006 بعد إصابة زميله تشافي هيرنانديز نجم برشلونة السابق، مما ساهم فى ظهور الرسام بمستوي جيد مع الفريق، والذي علي إثره خاض 37 مباراة كاملة من أصل 38 في الليجا، بالإضافة إلي مساهمته فى تتويج الفريق الكاتالوني بلقب الدوري، والتربع على العرش الأوروبي بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا، إلا أن حقبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا مع البلوجرانا تعد هى الأهم للرسام داخل كالتالونيا، حيث حقق قائد البارسا مع مدربه الأسبق، الذي ساهم فى بزوغ نجم إنييستا 3 ألقاب لليجا، والسوبر الإسباني كانت فى 3 مواسم متتالية، والتي بدأت فى موسم 2008-2009، بالإضافة إلي إحراز كأس إسبانيا خلال عامي 2009، 2012، علاوة علي تحقيق بطولات دوري الأبطال، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية عامي 2009، 2011.
3-الرسام يدخل تاريخ اللاروخا عبر بوابة المونديال: شهدت نسخة 2010 من كأس العالم بجنوب أفريقيا أهم لحظة فى تاريخ رسام كاتالونيا مع منتخب بلاده، الذي سجل هدف فوز الماتادورالإسباني علي المنتخب الهولندي فى نهائي المونديال في الدقيقة 116 من عمر اللقاء، ليدخل بذلك نجم البلوجرانا تاريخ اللاروخا، ليقود الإسبان لتحقيق اللقب الأول، والوحيد لهم فى تاريخ الحمر، بالإضافة إلي تواجده ضمن التشكيلة المثالية لمونديال جنوب إفريقيا، وترشيحه للفوز بالكرة الذهبية آنذاك، وعلي الرغم من ذلك لم يستطيع قائد البلوجرانا الحصول علي لقب الأفضل فى العالم، مما جعل مجلة "فرانس فوتبول" تقوم بالإعتذار لنجم كاتالونيا علي عدم منحه الجائزة، بعد قيامه بإعلان رحيله عن برشلونة، ليتم بذلك إسدال الستار علي مسيرة أحد أساطير الساحرة المستديرة علي مر تاريخها، ويودع عشاق البلوجرانا أحد النجوم الذين حفرو إسمهم بحروف من ذهب كأحد أفضل من لمسوا الكرة منذ وضع قوانينها عام 1848 وحتي الآن.