رفعت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان التى تتخذ من جنيف بسويسرا مقرا لها تقريرا للمجلس الدولى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أدانت فيه حملات الاعتقال ضد قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر. وانتقدت المنظمة التى رفعت مجموعة من التقارير فى الفترة الأخيرة تتناول انتهاكات الأمن المصرى ضد أفراد الجماعة، فى تقريرها الأخير المحاكمات العسكرية الأخيرة التى قالت إنها تفتقد للشرعية وتمثل انتهاكا صارخا لحق المتهم فى المحاكمة العادلة كما جاء فى التقرير. وقالت المنظمة إن «أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحتجزين يعيشون فى سجن طرة أوضاعا غير إنسانية يمكن إدراجها فى خانة التعذيب، ويعانى الأشخاص المرضى من الانعدام شبه التام للعلاج «مشيرة إلى الحالة السيئة للسجون المصرية». وأوضحت المنظمة أن التعديلات الدستورية التى طالت 34 مادة فى 2007 فتحت الباب أمام خروقات واسعة لحقوق الإنسان، خصوصا تلك المتعلقة بالاعتقال والاحتجاز التعسفى والتعذيب التى تشكل ممارسات كبيرة فى مصر. وأكدت أن ظاهرة التعذيب أصبحت أسلوبا ممنهجا يستهدف فى الأساس الأشخاص المتهمين بالإرهاب أو المعتقلين لأسباب سياسية، منتقدة تعرض العديد من سجناء الرأى إلى التعذيب بمقار أمن الدولة وأماكن احتجاز أخرى لا تخضع لأى رقابة قانونية، وأوضحت أن أساليب التعذيب المستخدمة تتنوع بين ضرب وتعليق من الأطراف، وصعق كهربائى لمختلف أنحاء الجسد، واغتصاب واعتداءات جنسية أخرى وتهديد بالقتل، وعرض التقرير لنحو 10 حالات وفاة لمحتجزين نتيجة تعرضهم للتعذيب. وطالبت المنظمة فى تقريرها برفع حالة الطوارئ، وإلغاء المحاكم الاستثنائية لترسيخ مبدأ حق المتهم فى المحاكمة العادلة والمنصفة، ولرفع شأن القضاء واستقلاليته، مطالبة بفتح تحقيقات مستقلة حول شكاوى التعذيب والمتابعة الجنائية للمسئولين عن هذه الأفعال وإدانتهم وتعويض الضحايا وأسرهم. كما انتقدت المنظمة تمديد احتجاز الدكتور أشرف عبدالغفار المتهم فى قضية التنظيم الدولى للإخوان للمرة السادسة منذ اعتقاله فى 2 يوليو 2009. مستنكرة عدم عرضه على قاض حتى الآن. وقامت «الكرامة» برفع قضيته إلى المقرر الخاص المعنى بالتعذيب بالأمم المتحدة، وطلبت منه التدخل بشكل عاجل لدى السلطات المصرية خوفا من تدهور حالته الصحية. وشكك عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الجماعة أن يكون للمنظمة علاقة بالإخوان فى مصر. وتمتلك المنظمة التى تأسست فى عام 2004 مكاتب وممثلين بسويسرا، وبريطانيا، ولبنان، وقطر واليمن وكذلك العديد من المراسلين والمتطوعين فى جميع البلدان العربية، ويرأسها القطرى عبدالرحمن النعيمى.