اقتحمت قوات الأمن الفرنسية، جامعة "السوربون" في باريس، مساء أمس، لإجلاء نحو 200 طالب معتصمين، أغلقوا الجامعة لمدة 48 ساعة، اعتراضاً على اصلاحات أعلنتها الحكومة الفرنسية في نظام الجامعات. وذكرت محطة "بي.إف.إم تي.في "الفرنسية أن "الشرطة اقتحمت جامعة "السوربون" لإجلاء نحو 200 طالب معتصمين"، مضيفة أن "قوات الأمن استخدمت غازات مسيلة للدموع فيما ألقى الطلاب عليهم زجاج مكسور، وفي النهاية تم اقتحام المبنى وإجلاء الطلاب". ونقلت المحطة الفرنسية عن مكتب رئيس الجامعة قوله "إن الطلاب تجمعوا في مقر الجمعية العامة لجامعة السوربون وصوتوا على الاعتصام، كجزء من المعارضة لقانون إصلاح الجامعات، وبعد ثلاث ساعات من المفاوضات العقيمة معهم، طالب رئيس الجامعة بتدخل قوات الأمن". بدورها، أعلنت جامعة السوربون في بيان بعد فض الاعتصام، إغلاق الجامعة يومي الجمعة والسبت لأسباب أمنية. وقال أحد الطلاب المشاركين في الاعتصام إن "السوربون أغلقت الجامعة، ولكنا عائدون مرة أخرى، وأن هذا الاقتحام يذكر بواقعة اقتحام السوربون مايو 1968". من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء تلفزيوني على محطة "تي إف ا" الفرنسية، مساء أمس، أن عشرات الجامعات أغلقت بسبب "المحرضين المحترفين"، موجهاً النصيحة إلى الطلاب "الأفضل الالتفات إلى امتحاناتكم". يشار إلى أنه أربعة جامعات أخرى من بينها "رين 2" و"باريس 8" أغلقت تماماً من قبل الطلاب، كما أغلقت عدة كليات في مارسيليا ونانتير، اعتراضا على مصادقة البرلمان على قانون ينهي نظام القرعة في الالتحاق بالجامعات وإلحاق الطلاب بالنظام العام للضمان الاجتماعي (الخاص بتحمل جزء من تكاليف تعليمهم)، بحيث تتعامل كل جامعة مع طلب الالتحاق بها بشكل فردي وتبت فيه وفق عدد من المؤهلات والمعرفة المطلوبة للقبول في أي فرع. واعتبرت الأحزاب المعارضة الفرنسية خاصة من اليسار أن ذلك النظام يجعل الجامعة هي من تنتقي طلابها، بعيداً عن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.