• فى أوروبا لا يهمهم سوى فنِّك.. ولا يهمهم من أنت ومن أين أتيت؟ • أتمنى عمل تأمين صحى على الفنان.. فهناك من قضوا ربع قرن ولم يحصلوا على شىء يعد راقص الباليه هانى حسن أشهر من قدم «زوربا» فى مصر، وحقق صدى كبيرا خارج الحدود، فهو واحد من اهم خمسة قدموه على مستوى العالم، كما قدم هانى فنه على مسارح مهمة فى روسيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان. هانى بدأ تجربة جديدة وهى افتتاح سلسلة من مراكز التدريب على فن الباليه فى مصر الجديدة والزمالك والمعادى والإسكندرية. وهى التجربة التى خاضها بعد ان وجد نفسه فى حاجه إلى خلق اجيال جديدة لهذا الفن بعد ان قررت اكاديمية الفنون تحويلة من مدرس للباليه إلى موظف فى العلاقات الثقافية. تحدثت مع هانى عن مشروعة الجديد وكيف حول الطاقة السلبية التى صدرت له إلى طاقة ايجابية فقال: ما حدث لم أتوقف امامه كثيرا، انا اواصل مشوارى، الآن لدى اربعة معاهد خاصة فى الزمالك وفى مصر الجديدة والمعادى والاسكندرية عندى ما يقرب من 600 طالب من جنسيات مختلفه وهذا ابلغ رد على ما حدث معى، كنت اتمنى ان امنح خبرتى وثقافتى التى جمعتها من مشوارى مع البالية إلى طلاب المعهد، ماذا افعل حاولت كثيرا العودة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل وهناك اساتذة كبار لى أحترمهم تخلوا عنى، لكن كما قلت سأظل أجتهد وأمنح كل ما أملكة إلى إنسان يبحث عن دعم موهبته. • هل عرض عليك التدريس فى الخارج؟ نعم، روناتو جريكو طلب منى التدريس فى روما ولوركا ماسين كان يريدنى مساعدا له. • ولماذا رفضت؟ لأنى احب بلدى ولن اخرج منها مهما حدث. طول عمرى اقف على قدمى، انا ضد الكسر وأرفض اليأس، وتجاوزت صدمات وعقبات كتيرة لأنى مؤمن ببلدى وفنى لذلك لم يتملكنى الاحباط. انا أحول العقبات إلى سلالم للمجد. أكبر عقبة كانت حكم الاخوان قدمنا فننا فى الشارع رغم انهم كانوا يطالبون بمنعه، وحدث توحد من الفنانين لأننا كنا مؤمنين بالقضية، «قالوا الباليه حرام طيب انا هاعرض فى الشارع»، لو الشارع قاللى حرام كنت هبطل فن. لكننى وجدت كل الفئات تلتف حولنا حتى سائق التاكسى، محيط وزارة الثقافة تحول إلى مسرح قدمنا فيه كل ألوان الفنون.. الاسرة المصرية كانت حولنا. • وماذا كان سبب الازمة؟ فى الواقع لا يوجد سبب ملموس، فقد فوجئت بخطاب أنهم لا يحتاجونى فى العمل، رغم انه بعد 30 يونية رشحت لأمثل مصر مع وفد يسافر لروسيا لتوقيع بروتوكلات تعاون بين مصر ممثلة فى اكاديمية الفنون ومثيلتها فى روسيا والحمد لله انا من اوائل الخريجين دفعة 2011 طوال سنوات الدراسة انا الأول، بالاضافة انى اتحدث الروسية وسبق لى أن قدمت حفلات هناك.. وتم الاستعانة بى مع قيادة الاكاديميه، سافرنا مع عادل يحيى نائب رئيس الاكاديمية ودكتورة احلام يونس ووقتها كانت تشغل عميدة معهد الباليه ود. محمود بيومى عميد معهد الكونسرفتوار، وكان معنا المستشار الثقافى المصرى اسامة السروى وانا كمدرس وراقص اول بالاوبرا. عملنا بروتوكلات تعاون لصالح طلابنا، والحمد لله اديت المهمة الوطنية بشكل جيد جدا. • كيف علمت بخبر الاستغناء عنك كمدرس؟ سافرنا فى يونيو 2014 عدنا وتم تكريمى فى المعهد، اشتغلت الفصل الدراسى الأول وفى منتصف الثانى وجدت جوابا يقول «المعهد ليس فى حاجة اليك وتم تحويلى إلى العلاقات العامة ،بدلا من خطاب الشكر وجدت خطابا مكتوبا فيه: «نظرا لعدم الحاجة اليك». انا من دافع عن الباليه وهددت من الاخوان بقطع رجلى.. انا مفروض اكون قدوة كما كان عبدالمنعم كامل ومجدى صابر. لأن هناك اولياء امور تلاميذ يعتبروننى كذلك. ما يحزننى ان الدكتورة احلام قالت فى احد البرامج ان طالب اكاديمة الفنون اكثر واحد ينفق عليه اموال. طالما كذلك لماذا لا تستفيدون منى وان الدولة انفقت على ملايين وانا حريص على رد الجميل. • هل هناك اوجة اخرى للمعاناة؟ نظرة الدولة للفنان. • لكن الدولة موفرة لكم كل شىء من دار عرض وكيان كبير اسمه الأوبرا المصرية؟ الدولة لا تقدم لنا تأمينا صحيا لو تعرضت لمشكلة على المسرح لا اعرف من يعالجنى. فى ايطاليا هناك تأمين على الفنان، لو حدث لك أى مكروه على خشبة المسرح المكان يتكفل بكل شىء. • لماذا لم تقدم مشروعا للتأمين الصحى لرئيس الاوبرا؟ قدمت هذا المشروع اكثر من مرة لكن بمجرد ان يخرج من الوزارة للجهات المختصة لا تجد دعما من احد. • لكن وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم منكم؟ هذا صحيح، لكن انا اتحدث عن الماضى، القادم الله اعلم، ولكن سوف اعمل على هذا. لى زملاء انتهت عقودهم بعد 25 سنة باليه لم يحصلوا على مكافأة نهاية الخدمة، من يقول هذا. • ما حكاية تدريبك لمنتخب مصر للجمباز الإيقاعى؟ لم أتعود على الانكسار. لذلك عرض على العمل بالتدريب، استلمت الفريق ومركزنا ال70، الآن فى المركز 21، وعملى هذا فتح مجالا لراقص الباليه فى الأندية التى بدأت تطلب مدربين. • وماذا عن مشوارك مع الأوبرا؟ وأنا فى معهد الباليه حضر دكتور عبدالمنعم كامل فى لجنة تقييم وبعد ان شاهدنى، طلب منى الحضور إلى الاوبرا بعد الامتحان، ذهبت وجدته وقد اعد لى عقد الانضمام، كان عمرى 14 سنة أصغر راقص باليه. وطلب منى الدكتور عبدالمنعم ان احفظ كل دور يقدم داخل قاعة التدريب، فى عام 1999 كنت راقص الباليه الأول بعد 5 سنين من دخولى. • ومشوارك مع العالمية؟ فى 2001 استضفت لعمل جالا كونسرت مع فلاديمير مارخا فى النمسا وكرمت هناك كنت فى سن 21. فى 2003 سافرت وعملت باليه كارمن سويت روناتو جريكو فى روما. ثم طلب منى ان اقوم ببطولة «المواسم الاربعة» لنفس المخرج. 2004 سافرنا إلى روسيا لتقديم «زوربا» فى روسيا وكان هناك سؤال طرح علينا فى المؤتمر الصحفى هل يتقبل الروس الباليه المصرى، وقلت أنا واثق ان الجمهور سوف يتذكر العروض لاكثر من سنة. ورد احد الحضور من اين جئت بهذه الثقه، قلت لإننا «بنشتغل من قلبنا وانتوا اكيد هتستقبلوه بقلوبكم»، السنه التى تلتها جاء نفس الصحفى وخلع لنا القبعة، وفى عام 2005 استضافونى ايضا لعمل «روميو وجوليت»، وفى 2010 قدمت فى إسبانيا 5 حفلات 3 زوربا و2 روميو وجوليت وبعد العروض جاء المتعهد وطلب عمل 19 حفلا ل«زوربا»، وقاموا بعمل تعاقد مستقل لى لبطولة العروض. 2015 روناتو جريكو استعان بى فى ايطاليا لعمل 8 حفلات على روح عبدالمنعم كامل قدمت فيها باليه «اوديسوس». • ما هى خلاصة تجربتك فى الخارج؟ فى أوروبا يهمهم فنك فقط، لا يهمهم من انت او من أين أتيت. • «زوربا» لها حكاية مع اليونان؟ جاءنى اتصال من عبدالمنعم كامل، وجدت عنده سفيرة من اليونسكو اسمها ميرو ومعها نائب وزير الثقافة اليونانى. وفوجئت بترشيحى بتمثيل مصر وافريقيا فى دورة الالعاب الأولمبية عام 2004 عن دور زوربا وعمل حفلتين فى كل عاصمة اوروبية مع اوبرا اتينا اليونانية.. عملت فى كل دول الاتحاد الاوروبى حدث لا يتكرر. بلد مؤمنة بثقافتها تعمل دعاية للاولمبياد بزوربا ولم يختاروا شخصية رياضية. • ما حكاية البرنيطة؟ هى نفس الطاقية التى ارتداها انطونى كوين فى فيلم زوربا، هكذا قال لى لوركا ماسين مصمم الرقصات ومخرج زوربا. • هل التقيت بميكيس ثيودوراكيس مؤلف زوربا؟ طبعا، وقال لى انا بسمع عنك واهدانى بوكيه ورد. • فى النهاية ماذا تتمنى؟ أتمنى تقديم فنى فى كل المحافظات فى الشوارع والميادين، وانا قلت للدكتورة ايناس بعد توليها الوزارة انا معاكى فى أى مكان.