تحت شعار الفن مقاومة.. خرج إلى الشارع محتجا، رافضا أى قرارات عشوائية.. هدفه لا إقالة وزير استهان بقيمة الفن ورسالته وإنما هدفه إسقاط نظام بأكمله، راقص الباليه الأول لفرقة باليه أوبرا القاهرة هانى حسن «زوربا المصرى»، وأفضل مصمم للشباب فى فن الباليه، وسفير مصر فى أولمبياد أثينا 2004 وعلى مسرح أنقرة 2009، أكد لنا فخره لكونه أحد أبطال فرقة باليه أوبرا القاهرة الذين ساهموا فى تغيير المسار بعزل نظام مستبد بأكمله، ما بين الباليه وحلمه من خلاله من جهة والسينما ومشواره من خلالها من جهة أخرى ولقائه بالمخرج الكبير يوسف شاهين واكتشاف المخرج خالد يوسف له كممثل وحول مشاريعه الفنية والخيرية كان الحوار التالى:
∎ إذا بدأنا من عرض زوربا فمتى كانت المرة الأولى التى قدمت فيها زوربا على خشبة المسرح؟
- 24/1/2001 بدار الأوبرا المصرية، قدمت من خلالها 12 عرضاً متواصلاً، والحمد لله فأنا فخور بالجماهيرية الواسعة التى نجح فى تحقيقها عرض زوربا بين جمهور فن الباليه بشكل عام.
∎ هذا العرض هو العرض الأول لفرقة باليه أوبرا القاهرة عقب سقوط الإخوان، صف لى شعورك إزاء ذلك؟
- عقب إسقاط زوربا المصرى ووزارة الثقافة وإقالة وزير الثقافة وعزل الرئيس السابق، بعد وعد أخذناه جميعا على أنفسنا أننا لن نصعد على خشبة المسرح فى عهد الوزير السابق لأنه عندما وجهت إلينا هجمة شرسة فى عهده وصفتنا بأننا نروج للدعارة والرذيلة.. وقف موقفاً سلبياً مما يحدث، متخليا عن مسئوليته تجاهنا باعتباره المسئول الأول عنا وعن هذا الكيان الضخم دار الأوبرا المصرية وهنا قررنا النزول إلى الشارع والاعتصام وتقديم عروضنا فى الشارع وسط الناس وأعتقد أننا كنا على قدر حجم المسئولية التى وضعت على عاتقنا وها نحن نصعد إلى المسرح من جديد وقد تحقق المراد.
∎ خلال عام كامل وفن الباليه فى مواجهة مباشرة مع الإخوان المسلمين وحزب النور فماذا عن أهم المعوقات التى تعرضتم إليها على مدار هذه الفترة من حكم الإخوان؟
- البداية كانت من خلال إلغاء لبعض العروض بالتأكيد والحديث عن الجانب الدينى على الرغم أن عرضا مثل عرض سبارتاكوس محور الاعتراض يفترض أنه عرض عالمى وتقديمه ما هو إلا دليل على قوة فرقتنا، ولكن بالفعل تم تغييره، أيضا فكرة الدعم الذى تم خصم 40٪ منه من ميزانية الأوبرا، وبالتالى استغناء عن أى شكل من أشكال الإبداع فقد أصبحت الميزانية عبارة عن رواتب فقط، هذا بالإضافة إلى الهجمة الشرسة التى تعرضنا إليها كل ذلك جعلنا نشعر بافتقادنا للدعم، وبالفعل إذا ركزنا فى عدد العروض للموسم الماضى تجده قليلاً جدا على الرغم من ارتفاع نسبة المشاهدة والحضور بنفس الموسم.
∎ وبرأيك هل نجح فن الباليه فى مصر فى فرض نفسه محليا ودوليا بعد كل هذه الأعوام من المحاولات والعمل على تحقيق هذا الهدف؟
- بالتأكيد، فاليوم أصبح لدينا راقصون مصريون أبطال فى فرق عالمية وفى مراكز متقدمة من بين راقصين عالميين، وهذا الشىء أعتقد أنه لفخر لمصر أن يكون لديها طيور مهاجرة من أبنائها سفراء يمثلونها أمام العالم، وجود الفضائيات التى أصبحت تشير بشكل وبآخر إلى فن الباليه وعروضه وأبطاله، حتى أصبح اليوم من الأنشطة المهمة فى وسائل التعليم للنشء الجديد وهذه خطوة متقدمة فى صالحنا جميعا ..
∎ مرة أخرى نعود إلى هانى وزوربا المصرى وتمثال زوربا المصرى الذى أهداه إليك المستشار الثقافى المصرى فى روسيا والذى قمت بإهدائه لدار الأوبرا المصرية؟
- باختصار هذا التمثال إهداء منى لوالدى ووالدتى لصبرهما على وتشجيعهما لى، لشهداء 25 يناير، الشهيد اللواء نبيل فراج، لصديقى الفنان زياد بكير مصمم بوسترات دار الأوبرا الذى استشهد فى 28 يناير ولجميع فنانى مصر، وبالمناسبة هذا التمثيل يحمل اللقب نفسه الذى لقبت به عالميا، والحقيقة أننى لم أجد أفضل من دار الأوبرا لوجود هذا التمثال، بيتى الكبير على مدار 18 عاما مضت، عندما علمت بأمر هذا التمثال اندهشت وبدأت أتساءل هل فعلت لبلدى ما أستحق من أجله هذا التمثال، ولكننى أدركت بعد ذلك أن هذا التمثال ليس تخليدا لهانى حسن فقط، وإنما هو تخليد لدار الأوبرا المصرية التى لها على حق كبير لم أوفيها إياه بعد، وللعلم فهذا التمثال استلمته فى 2011، ولكن عندما فكرنا فى إهدائه لدار الأوبرا بشكل رسمى تزامن ذلك مع عرض زوربا رمز الحرية واحترام الآخر شعار الفنانين أثناء اعتصامهم كل ذلك وإن دل سيدل على مكانة فن الباليه فهو فن أصيل فى دار الأوبرا.
∎ «زوربا المصرى» أحد الافلام الوثائقية التى تسعى لتوثيق فترة الاعتصام والكثير عن فن الباليه حدثنا عنه ؟
الرسالة من زوربا المصرى هو تخليد للدور الذى قام به الفنانون حتى يدرك الجيل الجديد قيمة ما يقومون به وأنهم قادرون على التغيير والتأثير فى المسار بأكمله، وأنهم عليهم المحافظة على ما فعله السابقون مثل الدكتور عبد المنعم كامل، دكتور علاء عبد الرازق، الدكتورة ماجدة عز، الدكتورة ماجدة صالح ومن الجيل الحالى هانى حسن وأحمد يحيى وغيرهما واستكمال الدور الذى قاموا به فى ثورة 30 يونيه بجانب الجيش والشعب.