توفى، مساء أمس الإثنين، الكاتب الصحفي لويس جريس، بعد سنوات عطاء طويلة في بلاط صاحبة الجلالة، شغل خلالها العديد من المناصب الهامة، منها: رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير» مرتين، وعضو المجلس الأعلى للصحافة، وعضو لجنة الصحافة بالمجلس الأعلى للصحافة، وعضو لجنة القراءة بالمسرح، وعضو لجنة الرقابة العليا على المصنفات الفنية، كما قدم العديد من الأعمال الأدبية، وصلت لأكثر من 400 قصة قصيرة على مدى 40 عاما، بالإضافة إلى ترجمة أكثر من 500 عمل من أشهر الكتب العالمية، ومنها مسرحية «الثمن» لآرثر ميللر، وكتاب «الوزير والحب» لموريس إيدلمان. وفيما يلي نستعرض 5 محطات من حياة قديس الصحافة لويس جريس: • من حلم الطب إلى واقع الصحافة: كان حلمه أن يدرس الطب، لكن مجموعه بالثانوية حال دون حدوث ذلك بفارق نصف درجة فقط، فالتحق بكلية العلوم، ثم أصبح عضوًا بفريق الصحافة، وهو القرار الذي غيّر حياته كلها، بعدما طلب منه إجراء حوار صحفي مع أحد الأساتذة العائدين من أوروبا، ونشر في 5 صفحات، وما إن رأى جريس اسمه يتصدر الصحيفة حتى اتخذ من طريق مهنة البحث عن المتاعب رفيقة دربه. • أحمد بهاء الدين وقنبلة هيروشيما: بدأ لويس جريس مشواره بالتدريب في مؤسسة دار التحرير، ثم بمجلة «الهلال»، حيث قدم موضوع مترجم عن قنبلة هيروشيما، جعلت أحمد بهاء الدين، يسأله عن راتبه ليفاجئ بأنه يتقاضي 20 جنيها رغم أن الراحلة روزا اليوسف، لم تكن تمنح المحررين أكثر من 15 جنيهًا، ليواصل رحلته في المؤسسة التي قادته لأن يرأس تحرير مجلة «صباح الخير» مرتين، ويجري حوارت مع كبار القادة مثل فيدل كاسترو، وتشي جيفارا، ويترك لنا أرشيفًا صحفيًا كبيرًا يليق باسمه وتاريخه. • كنت فاكرها مسلمة فطلعت مسيحية أرذوكس مثلي: ذكر لويس جريس، في أكثر من لقاء له، قصته مع زوجته الفنانة سناء جميل، حيث أحبها وهو يعتقد أنها مسلمة، وفكر أن يشهر إسلامه للزواج منها، فإذا به تفاجئه بأنها قبطية أرثوذكس مثله، وأن اسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا الله، لكن شرطها الوحيد لقبول الزواج هو عدم الإنجاب، فوافق وأبلغها أن معه 7 جنيهات لشراء دبل الزواج والتقدم لخطبتها. • عرفت وأحببت عيسى من القرآن: كثيرًا ما ردد لويس جريس أن عظمة مصر في تنوعها ووحدتها، حيث قال في حوار صحفي له: «كنت أتعجب جدا من فصل الطلاب في حصة الدين، وكنت أتمنى أن أحضر حصة الدين الإسلامي، فعندما تقرأ قصة سيدنا عيسى في الإنجيل تراها حدوتة عادية جدا، ولكن عندما تقرأها في القرآن الكريم تكتشف أنه وضعه في منزلة عظيمة ورائعة، لذا أقول إنني عرفت وأحببت (عيسى) من القرآن الكريم». • لا زال عطرك يفيض من حولي ويملأ الأمكنة: حرص لويس جريس على الوفاء لذكرى حبيبته وزوجته سناء جميل، منذ رحيلها عام 2002، حيث كان يحتفل مع أصدقائهما كل عام في ذكراها، فصنع لها فيلم «حكاية سناء»، وفي الذكرى ال15 لرحيلها، نشر تدوينة على «فيسبوك» يقول: «15 سنة ولا زالتِ هنا، ولا زال عطرك يفيض من حولي ويملأ الأمكنة».