-«الخشت»: الخلط بين الإسلام والموروثات الاجتماعية أسهم في نمو ظاهرة االتطرف -«مخلوف»: يجب وضع إستراتيجية تتبنى رؤية واضحة لنبذ العنف والتطرف قال رئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، إن البحث العلمي له دور كبير في مواجهة ودراسة ظاهرة التطرف والإهارب، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجهها مصر سواء بمعركتها في مجال التنمية أو الإرهاب والتطرف. وأكد «الخشت»، خلال فعاليات الجلسة الرابعة للمؤتمر القومي للبحث العلمي «إطلاق طاقات المصريين»، والذى تنظمه الوزارة برعاية رئيس الجمهورية، تحت عنوان «دور البحث العلمي في مجابهة التطرف والإرهاب»، اليوم الأحد، أهمية دراسة ظاهرة الإرهاب من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية من خلال دراسات متعمقة ودقيقة توقفنا على الحلول الجذرية للتصدى لهذه المشكلة الخطيرة. وأضاف أن مصر بحاجة إلى خطاب ديني متجدد يواكب المتغيرات العصرية الحالية، موضحًا أن كافة المحاولات التي تمت بهدف تجديد الخطاب الديني بعدت عن هدفها الأساسي ولجأت إلى المنظومة التفسيرية التي أنتجتها العصور القديمة وجعلوها مرجعية دينية. ولفت إلى أن أحد الأسباب التي أسهمت في نمو ظاهرة التطرف هو الخلط بين الإسلام والموروثات الاجتماعية، والخلط بين الإسلام والتراث، والخلط بين قطعي الدلالة وظني الدلالة. وأكد أهمية تبني أسلوب جديد في التفكير لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب يعتمد على تفكيك هذه الظاهرة من خلال نقد العقل المغلق، ونقد العقل النقدي، والتمييز بين المقدس والبشري، بالإضافة إلى نقد الرؤية الأحادية للإسلام وإزاحة كل المرجعيات الوهمية والعناصر الميتة، مشيرًا إلى أهمية تأسيس خطاب ديني يعتمد على تغيير طرق تفكير المسلمين وتطوير علوم الدين وتغيير رؤية العالم. ومن جانبه، استعرض د. هشام مخلوف، ممثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مفهوم التطرف، وتجارب ودراسات الدول في مواجهة هذه الظاهرة، وحاجة مصر إلى إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف في مواجهة التطرف والإهارب. وأكد أن ظاهرة التطرف والإرهاب أصبحت الآن تشغل كافة المجتمعات في العالم، مرجعًا نشأة هذه الظاهرة إلى أيدلوجيات وعوامل نفسية واجتماعية وتاريخية واقتصادية يتعرض لها كل مجتمع، فضلا عن غياب دور المدارس في توعية النشء، وضعف دور الأسرة في تربية ومتابعة الأطفال، وضعف الدور الإعلامي في توعية النشء، وإظهار الصورة الصحيحة للدين، وانتشار الفقر والأمية والمناطق العشوائية، وقلة الدراسات التي ترصد مستوى التطرف الفكري للشباب. وأشار إلى أن العالم يقدر خطورة الإرهاب خاصة في الوقت الراهن، لافتا إلى أن هناك إرادة قوية لدى المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب تتجلى في الخطط والإستراتيجيات التي دائما ما تنادي الأممالمتحدة بضرورة تنفيذها. وطالب بضرورة وضع إستراتيجية تتبنى رؤية واضحة تقوم على إعلاء قيم التقدم ونبذ العنف والتطرف بكافة صوره، ونشر قيم التسامح واحترام الآخر، داعيًا إلى ضرورة تبني سياسات ثقافية ليبرابية والعمل على مواجهة العوامل والأسباب المادية التي تسهم في ظهور التطرف، وإصلاح الفكر الديني، وتفعيل الإستراتيجية العربية لمواجهة التطرف، وإعادة تشكيل المناخ التعليمي. ومن جانبه، أكد د. عدلي أنيس سليمان، أستاذ الجغرافية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أن الإرهاب ظاهرة عالمية تستنزف القدرات الاقتصادية والبشرية للمجتمعات، مشيرًا الى أن عام 2017 شهدت وحدها تنفيذ 1231 عملية إرهابية خلفت وراءها ما يقرب من 8000 شخص ما بين قتيل ومصاب. وأوضح أن مصر تقود حربا شاملة على الإرهاب، لافتا إلى أهمية مراقبة الإعلام المصري للإعلام العالمي والرد على الادعاءات التي يدعيها البعض بهدف تضخيم الأحداث في مصر، فضلا عن أهمية عرض الأفلام السياحية عن مصر من خلال القنوات الأجنبية. وأكدت رئيسة مجلة نور للأطفال، على دور الأعمال الكرتونية التي تسهم في تقديم الثقافة العلمية للطفل، مشيرة إلى صور التعاون الناجحة بين الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من خلال إنتاج مسلسل الأزهر الذي قدم تاريخ إنشاء هذه المؤسسة الدينية العريقة، وعلماءه ومنهجه الوسطي. وأكدت أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم ونشر الثقافة ومحاربة الفكر المتطرف والأفكار المتشددة، مطالبة بضرورة إنشاء العديد من القنوات التي تخاطب الأطفال وتقدم لهم المعلومة الصحيحة عن مصر ودينها الوسطي. ومن جهته، أكد د. فتحي الشرقاوي، نائب رئيس جامعة عين شمس، على أهمية التفريق بين كافة أنواع التطرف وصوره، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بطلاب الجامعات وتحصينهم ضد جذبهم واستغلالهم لصالح الجهات التي تتبنى الأفكار المتطرفة والإرهابية، وذلك من خلال حث الطلاب على المشاركة في كافة الأنشطة الفنية والرياضية التي تقدمها الجامعات لطلابها.