قال هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك نوع من التحالف والتنسيق السياسي والإعلامي والاستخباراتي بين قطروتركيا والسودان والتنظيم الدولي للإخوان، لكن مؤخرًا انتقل هذا التحالف إلى مستوى العمليات العسكرية الأمنية المباشرة. وأضاف «رسلان»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حقائق وأسرار»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، مع الإعلامي مصطفى بكري، مساء الخميس، أن تركيا ليست من الدول المتشاطئة على البحر الأحمر، لذلك حصلت على جزيرة «سواكن» السودانية، لإقامة موطئ قدم بحري تجاري وعسكري أيضًا، بالإضافة إلى امتلاكها قاعدة عسكرية كبيرة في الصومال، ما يعني أن أوهام الإمبراطورية للرئيس التركي امتدت لهذه المنطقة، خاصة إنه يركز على العلاقات التجارية والاستثمارية مع إثيوبيا، جيبوتي، الصومال. وتابع أن هذه حلقة من حلقات الانتقال السريع والمضطرب والمرتبك في تحالفات الرئيس السوداني، عمر البشير، الإقليمية والدولية، موضحًا: «رأينا كيف كان حليفًا لإيران ثم قطع العلاقات معها ثم أصبح حليفًا للسعودية وذهب بإرسال جنود إلى اليمن، وبعد نشب المقاطعة العربية لقطر اتخذ موقفًا مترددًا يميل للدوحة بشكل واضح، الآن ينتقل إلى التحالف القطري التركي مرة أخرى وبشكل يحمل قدر كبير من الخشونة». وأكمل أنه في نفس السياق كان يسعى «البشير» وراء أمريكا ل15 عامًا لتطبيع العلاقات، وحينما حصل على رفع العقوبات الاقتصادية، ذهب بعدها إلى روسيا يطلب الحماية من أمريكا لأنها تريد أن تُقسم السودان ويعرض قواعد عسكرية على روسيا. وأفاد: «هذا السلوك يهدف إلى البقاء في السلطة والتشبث بكرسي الحكم، خاصة وإن هناك مشكلات اقتصادية، ومشكلات داخلية متعددة»، مستطردًا أن الحركة الدائبة في التحالفات قصيرة الأجل التي لا يربطها ناظم توضح مدى الارتباك والاضطراب. وفيما يتعلق بمصر، أوضح أنه بالتأكيد هذه القاعدة، ووجود تركيا دون مسوغ واضح في مواجهة الشواطئ السعودية على الناحية الأخرى، وأيضًا بالقرب من الحدود والممرات البحرية المصرية أمر يجب التحسب له والتفكير فيه مليًا ودراسة التداعيات التي ستترتب عليه. يُذكر أن الرئيس السوداني، عمر البشير، قد وافق الثلاثاء الماضي، على تسليم تركيا إدارة جزيرة «سواكن» الواقعة في البحر الأحمر، لفترة زمنية لم يحددها؛ لإعادة تأهيلها. ويعتبر ميناء سواكن الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم على الشمال منه. https://www.youtube.com/watch?v=BhLrFggcAz8