ما هي أهمية جزيرة "سواكن" السودانية؟ ولماذا وضعتها الحكومة السودانية تحت إدارة الدولة التركية؟ وهل تتأثر مصر بهذا القرار؟ أسئلة تطرح نفسها بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس السوداني عمر البشير قد وافق على تسليم تركيا إدارة جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر، لفترة زمنية لم يحددها.
الدكتور هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية ورئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، قال في تصريحات خاصة ل"مجلة الشباب"، إن القرار يمنح تركيا موطيء قدم على البحر الأحمر، في مقابل المملكة العربية السعودية، علاوة على القاعدة العسكرية التي تملكها تركيا في الصومال، هم يطلقون عليها مدرسة تدريب عسكري، لكنها في الحقيقة هي قاعدة عسكرية، ومع تواجد تركيا بجزيرة سواكن بالإضافة لقاعدتها بالصومال، كل هذا يعطيها تواجد قوي في مدخل بحر العرب، ومضيق باب المندب، وذلك في محاولة لفرض نفسها كقوة إقليمية، في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وأضاف، أن تركيا أصبح لها تواجد قوي في منطقة شرق أفريقيا، فهي أكبر ثاني مستثمر في أثيوبيا، بالإضافة لتواجدها في الصومال من خلال المنح الدراسية التي وصلت إلى 15 ألف منحة للصوماليين للدراسة بتركيا، علاوة على المساعدات التي تقدمها من مستشفيات ومدارس وغيرها، أضف لذلك أنها تنوي إقامة استثمارات، وعمل تبادل استثماري وتجاري مع السودان بعد تواجدها في جزيرة سواكن وهي ثاني أهم ميناء بحري في السودان.
أما فيما يتعلق بمصر، فأكد الدكتور هاني رسلان، أن وجود قوة إقليمية مناوئة لمصر بالقرب من حدودنا، يخلق وضعا غير مريح، في ظل التحالف الذي تقيمه تركيا مع قطر والسودان وتنظيم الإخوان الدولي، ومحاولتهم تصدير الأزمات لمصر وإثارة القلاقل.
أما اللواء محمود زاهر، الخبير السياسي والاستراتيجي، فأكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصبح شبه معزولا، خاصة في ظل التحالفات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأزماته مع قبرص واليونان، وهنا يجب أن نتوقف عند زيارة أردوغان لأفغانستان منذ أسبوع، ثم زيارته للسودان، وبالتالي هو يبحث استراتيجيا عن نقاط قوة للتعاون مع أمريكا كوسيط، والضغط على المنطقة العربية، خاصة مصر، وهو يعلم جيدا أهمية السودان بالنسبة لمصر.