• هنري: القدسفلسطينية عربية.. والبرلمان طلب التعاون مع الدول الداعمة للموقف العربي • القس إكرام لمعي: المسيحيين المتصهينين متشددين في أمريكا وأقلية.. وهم يمهدون لهدم المسجد الأقصى • رئيس مجمع القاهرة الإنجيلي: لا يوجد مسوغ ديني كتابي يؤسس لدولة عبرية • القس رفعت فكري: الصراع العربي مع إسرائيل لن يحل إلا بالتنوع والتعددية.. والقدس شخصية اعتبارية لا دين لها قالت البرلمانية الدكتورة نادية هنري، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل هو قرار أحادي، ضد المواثيق الدولية كلها الخاصة بأرض فلسطين، وهو لا يعدو أن يكون سوى قرار سياسي لترامب الذي تمر علاقته أصلًا بدولة مثل روسيا بتوتر، فضلًا عن ملاحقته بفضائح التحرش الجنسي إبان حملته الانتخابية. وأضافت هنري، خلال ندوة «الإنجيليون والقدس»، والتي عقدتها لجنة الحوار في مجمع القاهرة الإنجيلي بمقر الكنيسة الإنجيلية في منطقة الإسعاف مساء أمس الجمعة، أن المشكلة هي أن قرار نقل السفارة وإعلان القدس خرج في وقت المنطقة العربية مشنغلة كل دولة فيه ذاتها، وسط حالة من الضعف العربي، لكنه قرار ساهم في عودة القضية الفلسطينية لصدارة أجندة العرب. وأكدت «هنري» أن فلسطين لو سقطت بشكل نهائي ستسقط المنطقة العربية برمتها، والأفضل أن نجيب على سؤال ماذا بعد، خاصة وأن الموقف الدولي الحالي داعم لموقف العرب ضد قرار ترامب، ووضع فلسطين مهم في توحيد فصائله، والضغط لأن أمن فلسطين وعاصمتها من أمن مصر، وما يحدث في سيناء له علاقة بفلسطين بشكل أو بآخر، ومصر كبيرة بما تمتلكه من قرارات قوية، ولابد لمصر من دور إقليمي مع العرب لإنهاء الاحتلال. وأشارت «هنري» إلى أن القدس عربية وبها مراكز دينية مهمة، مثل كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ودعم الفلسطينيين ماليًا واستراتيجيًا أمر هام، لأن قرار ترامب يقوض عملية السلام، مؤكدة أن القدس هويتها فلسطينية قولًا واحدًا. واستعرضت «هنري» خطوات مجلس النواب لنصرة القضية الفلسطينية بعد قرار ترامب، قائلة: «هناك مشروع قانون تقدم به نائب لمقاطعة المنتجات الأمريكية، وعقدنا جلسة خاصة منذ أيام لمناقشة القضية والتأكيد على قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالقدس، وطالبنا بإحداث ضغط عربي اقتصادي لسحب الاستثمارات المشتركة مع أمريكا، وطلبنا التعاون مع دول أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية لنصرة القضية». وقال رئيس مجلس الإعلام بسنودس النيل الإنجيلي الدكتور القس إكرام لمعي، إن عدد المسيحين في الولاياتالمتحدةالأمريكية يقارب ال400 مليون منهم 300 مليون إنجيلي، ولا يمثل الإنجيليين من المسيحيين المتصهينين سوى 70 مليون فقط، وهم الذين يعتقدون بأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وبناء هيكل سليمان يمهدان لعودة المسيح آخر زمان ليمكث في الأرض 1000 عامًا، لافتًا إلى أن هناك مخططات وخرائط تفصيلية لهدم المسجد الأقصى. وأضاف أن هناك مسيحي صهيوني تبرع لحملة ترامب ب200 مليون دولار، وأمريكا نفسها تمهد الأرض التي سيقام عليها السفارة والتي بها جزء وقف إسلامي، والباقي أرض يملكها الفلسطينيين. واعتبر «لمعي» أن «ترامب» هو أسوء رئيس أتى لأمريكا والأمريكيون يخجلون منه ومن مستواه المتدني، للدرجة أن جمع أموال المسلمين جميعها في قمة السعودية ثم ذهب نحو القدس لإعلان قراره، مشيرًا إلى أن هناك خلط بين اليهودية والدين والسياسة. وأوضح أن دور الكنائس الإنجيلية الأمريكية الأخرى والتي رفضت قرار ترامب مهم، لأن الصهاينة الإنجيليين فئة قليلة متشددة، لا تمثل غالبية المسيحيين الإنجيليين، وليس لهم كنيسة بعينها، وهم يشبهون جماعة الإخوان في تشددها كجماعة مسلمة. وقال رئيس مجمع القاهرة الإنجيلي القس أمير ثروت، إن الصهيونية ليست مصطلح كتابي ديني بل سياسي، بدليل وجود صهاينة ملحدين، ولا يوجد مسوغ ديني أرثوذكسي أو كاثوليكي أو إنجيلي يؤسس لبناء دولة عبرية. وقال القس رفعت فكري، نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلي، إن الندوة تعبر عن رأي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، لأن «ترامب» للأسف إنجيلي لكن تربت في عقله أفكار متطرفة، لافتًا إلى أن الصراع العربي مع إسرائيل لن يحل إلا بالتنوع والتعددية، فتلك المنطقة تعاني من أصولية يهودية ومسيحية وإسلامية تتوهم الدفاع عن المقدس، والقدس في النهاية شخصية اعتبارية لا دين لها.