• نصار: لابد من تغيير المناهج العقيمة أولا.. ومغيث: طلابنا اعتادوا الحفظ والتلقين.. وتطبيقه لابد أن يبدأ من المرحلة الابتدائية • الطيب: هناك مدارس لا يوجد بها تيار كهربى أصلا.. وولى أمر: نحن بحاجة لتدريب الطالب والمدرس أولا انتقد خبراء التعليم، تصريحات وزير التربية والتعليم طارق شوقى، حول نظام الثانوية العامة بالاعتماد على نظام الopen book وإلغاء التصحيح الورقى والإلكترونى وأن تكون الثانوية تراكمية، مشيرين إلى أنه لا يمكن تطبيقه بالشكل الذى أراده شوقى، بل لابد أن يبدأ من المرحلة الابتدائية، مؤكدين أنه طموح ولا يمت للواقع بصلة وأن إمكانات الطلاب والدولة لا تسمح به حاليا. وقال عميد معهد الدراسات التربوية السابق سامى نصار، إننا لا نستطيع التطوير أو التغيير دون تطوير المرحلة ذاتها وتقويمها قبل التفكير فى تطوير الامتحان، لأن التقويم يعنى الحكم على أهداف التعليم، وبالتالى لابد من تطوير المرحلة ثم يأتى الحكم عليها. وأضاف نصار، أن التطوير أيضا لا يعنى أن يضع وزارة التربية والتعليم نظام تقويم لا يتسم مع استيراتيجيات التعليم الحالية، فكان أولى بها أن تغير المناهج التى مازالت عقيمة ولا تناسب الطلاب وفكرهم ولا تتماشى مع العصر الحديث. وأبدى عميد معهد الدراسات التربوية السابق، تعجبه من الامتحان الإلكترونى للثانوية العامة قائلا، إن الامتحان الإلكترونى وال open book يحتاج إلى تدريب الطلاب عليه بشكل يسمح لهم أن يخوضوا الامتحان النهائى بهذا النظام، لافتا إلى أن هذا النظام من الامتحانات يعتمد على عدم وجود إجابة بعينها، وإنما يعتمد على ربط الطالب بين أكثر من موضوع فى إجابته واستنتاجه لهذه الإجابات. ووصف نصار نظام الثانوية العامة الجديدة بأنه طموح زائد عن الحد وأن إمكانيات الدولة وإمكانيات الطلاب لا تسمح بتطبيقه، مشيرا إلى أنه على الوزارة النظر فى مشاكل التعليم الحقيقية مثل زيادة الكثافة فى الفصول والسعى لتقليلها، وجذب الطلاب للحضور إلى المدارس، والقضاء على الدروس الخصوصية والعنف داخل المدارس. ولفت إلى أن من أهم التغييرات التى من المفترض أن يتم دراستها، هى إتاحة الأماكن للطلاب فى الجامعات المختلفة، والذى يترتب عليه اختيار الطالب للكلية التى يفضلها، وعدم الاعتماد بشكل كلى على المجموع للقبول فى الجامعات. وقال الباحث فى المركز القومى للبحوث التربوية كمال مغيث، إن النظام لن يطبق ولا علاقة له بالموجود حاليا؛ لأن النظام الجديد والذى تسعى الوزارة لتطبيقه العام المقبل، نظام تعليمى يعتمد على أن تكون المعرفة نسبية، وأن التعليم ليست مهمته الحفظ والتلقين إنما مهمته قياس المهارات العليا والمقارنة بين الاجابات والإبداع. وأوضح مغيث، أن هناك نظامين تعليميين فى جميع الدول، النظام الأول وهو النظام المتبع فى مصر والذى يقوم على «احفظ تذكر سمع»، والآخر وهو النظام الحديث ويقوم على «لاحظ فكر عبر»، وفى هذا النظام الكتب الدراسية إذا وجدت تكون مجرد أدوات تساعد على التفكير، لافتا إلى أنه لا يمكن نقل الطالب الذى اعتاد النظام الأول إلى النظام الثانى لأنه لن يوفق به. وطالب مغيث بتطبيقه أولا على المرحلة الابتدائية، ثم يتدرج سنويا مع الطلاب المطبق عليهم النظام الحديث. وأضاف الباحث فى المركز القومى للبحوث التربوية، أن نظام الامتحان فى مصر قائم على الإجابة النموذجية وهو ما يعتمد عليه الطلاب والمعلمون، وأن أى تطبيق لأى نظام جديد لابد له من إعادة تدريب وتأهيل الطلاب والمعلمين بشكل جيد؛ لذلك لابد من تطبيقه على جيل جديد لم تمر عليه الامتحانات بالإجابة النموذجية من قبل. وأشار مغيث إلى أن المسئولين فى مصر يطلقون تصريحات وردية وشعارات ليس لها أساس ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، قائلا «على سبيل المثال لدينا هذا العام نحو 700 ألف طالب فى الثانوية العامة، كيف ستوفر لهم وزارة التربية والتعليم الدخول أونلاين على الإنترنت فى نفس الوقت لأداء الامتحان، خاصة أن هناك كفورا ونجوعا وقرى فقيرة لا يمتلك أهلها الطعام وليس الإنترنت، وكذلك الحال بالنسبة للمناطق النائية مثل طلاب سيناء». فيما أوضح عميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا محمد الطيب، أنه لتغيير نظام التعليم لابد أولا من تغيير طريقة التدريس، وما يتم فى المدارس من تلقين وحفظ، مؤكدا أن النظام الذى طرحته الوزارة لا يتناسب مع ظروف المدارس المصرية، ومضيفا «المدارس هنا لا تستوعب الطلاب أنفسهم فكيف يطبق عليهم هذا النظام». وأضاف الطيب، أنه لابد من تغيير طرق التدريس المتبعة وتأهيل المعلمين والطلاب قبل البدء فى نظام مختلف تماما عما هو معتاد، مطالبا المسئولين بزيارة المدارس فى مصر للوقوف على الإمكانيات لديها، حيث يوجد بعض المدارس بالقرى لا يوجد بها تيار كهربائى أصلا، كما أن هناك قرى لا يوجد بها مدارس نهائيا. من جانبه قال ولى أمر وأحد مؤسسى حملة «ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية» خالد صفوت، إن نظام الثانوية العامة التراكمية أفضل نظام تعليمى فى العالم، لكن لا يمكن تطبيقه فى مصر فى الفترة الحالية؛ لأنه بحاجة إلى تدريب وتأهيل على مستوى عال للطالب والمدرس. وأضاف أن بعض الدول المتقدمة التى تطبق نظام الثانوية التراكمى تضيف له مادة للتحسين وتتيح فرصة تحديد موعد الامتحان المناسب بالنسبة للطالب فى إطار موعد عام مخصص للامتحان، وهذا أمر لن تطبقه الوزارة فى نظامها الجديد للثانوية العامة. وأكد صفوت أن هذا النظام يحتاج إلى تغيير ثقافة الشعب المصرى من التسارع على الدرجات إلى التسارع على المهارات، حيث إن الطالب الذى اعتاد على الدراسة بالنظام المصرى الحالى المعتمد على الإجابة النموذجية، لا يمكنه الامتحان بطريقة الكتاب المفتوح وبطريقة إلكترونية. وأوضح أن وزارة التربية والتعليم فى تطبيقها لهذا النظام كان لابد وأن تبدأ بالمعلم نفسه، ومن خلال المعلم المؤهل تستطيع الوزارة كسب ثقة الرأى العام وتطمينهم بأن مستقبل أبنائهم فى أيدى معلمين مؤهلين. وأشار صفوت إلى أنه من خلال تصفحه لبنك المعرفة، وجد أن فارقا كبيرا بين المحتوى الموجود فى بنك المعرفة، وبين المحتوى الذى يدرس فى المناهج، لافتا إلى أن المحتوى يشرح الموضوعات بتفصيل دقيق لا يتناسب مع الطالب، بل يناسب طلاب الدراسات العليا. وكان وزير التربية والتعليم طارق شوقى، قال إن نظام ال open book سيتم تطبيقه على الصف الأول الثانوى العام المقبل 2018، فى خطوة لإلغاء التصحيح الورقى والكنترولات، على أن تكون الثانوية العامة تراكمية على 3 سنوات. وقال شوقى، إن الوزارة ستوزع بداية العام المقبل مليون جهاز تابلت على طلاب الصف الأول الثانوى والمدرسين ومديرى المدارس والنظار، لافتا إلى أنه سيتم توفير الإنترنت للطلاب عن طريق شريحة أو خدمة الواى فاى، على أن تضمن جودة الإنترنت فى المناطق الموجود بها المدارس الثانوية. وأشار شوقى إلى أن الوزارة ستبدأ فى يناير المقبل، تدريب 500 ألف معلم على النظام الجديد للثانوية العامة من بينهم 149 ألف معلم للصف الأول الثانوى، وعن انتقادات النظام الجديد قال شوقى، إن التعليم ليس ما يطلبه المستمعون ولكنه نظام يجب السير عليه لتغيير ثقافة مجتمع بأكمله.