بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء شركات المحمول بمصر تقديم خدمات الجيل الرابع وسط حملة دعائية ضخمة، يشكو مصريون من سوء خدمات المحمول ويقولون إنهم لا يشعرون بأى تحسن فى سرعات الإنترنت رغم كل الوعود بجودة عالية وسرعة فائقة، وذلك حسب تقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتعمل فى مصر أربع شركات لخدمات الهاتف المحمول هى فودافون مصر التابعة لفودافون البريطانية وأورنج مصر التابعة لأورنج الفرنسية واتصالات مصر التابعة لاتصالات الإماراتية والمصرية للاتصالات الحكومية. وتتركز شكوى المصريين على انقطاع الاتصال خلال المكالمات وبطء سرعة الإنترنت رغم وعود شركات المحمول بتوفير سرعات إنترنت هائلة لمن ينضم لخدمات الجيل الرابع. وترى بعض الشركات العاملة فى البلاد أن عدم شعور المواطنين بتحسن فى سرعات الإنترنت يرجع إلى أن خدمات الجيل الثالث فى البلاد كانت جيدة بالفعل وأن التطبيقات التى كان العملاء يستخدمونها فى الجيل الثالث هى نفسها المستخدمة فى أجهزتهم عند التحول إلى خدمات الجيل الرابع. وبدأت شركات المحمول تقديم خدمات الجيل الرابع فى أواخر سبتمبر. ويقول محمود صلاح، وهو صاحب مشروع خاص فى العقد الثالث من عمره، «شبكات المحمول سيئة جدا. كثيرا ما تنقطع المكالمة أثناء حديثى فى الهاتف. لا توجد أى فروق بين سرعة الجيل الثالث والجيل الرابع للمحمول. «لا أصدق أغلب عروض الشركات كما أن خدمة العملاء غير محترفة ولا تستطيع حل بعض المشكلات. أهم حاجة عندهم (شركات المحمول) عندما نشتكى أنه فى النهاية يقولك «إحنا فى خدمتك». لأ.. هم فى خدمة أنفسهم وليسوا فى خدمتنا». لكن خالد حجازى الرئيس التنفيذى للقطاع المؤسسى بشركة اتصالات مصر يدحض شكاوى المستهلكين قائلا: «لا فرق بين الجيل الثالث والرابع إلا فيما يتعلق بسرعة نقل البيانات. سرعة الجيل الثالث كانت جيدة». وأضاف: «تكنولوجيا الجيل الرابع هى عبارة عن سرعات أعلى ولكن بنفس التطبيقات الخاصة بالجيل الثالث للمحمول». وباعت مصر رخص الجيل الرابع فى إطار خطة طال انتظارها لإصلاح قطاع الاتصالات وجمع عملة صعبة لتدعيم مواردها المالية. وتأتى الشكاوى من ضعف خدمات الجيل الرابع فى وقت رفعت فيه شركات المحمول فى مصر أسعار بطاقات شحن المحمول نحو 36 بالمئة فى سبتمبر مع زيادة تكاليف التشغيل. ويبلغ عدد خطوط المحمول المفعلة التى يملكها المصريون نحو 100.31 مليون خط وبلغت نسبة انتشار المحمول 111.6 بالمئة حتى يونيو حزيران 2017، وفقا لإحصائيات وزارة الاتصالات. وتقول دارين محمود وهى باحثة بأحد مراكز الأبحاث الاقتصادية: «كثيرا ما نستخدم شبكات الإنترنت سواء من خلال الهاتف المحمول أو الإنترنت المنزلى». «لا نرى أى تغيير على الإطلاق فى سرعة المحمول بعد إطلاق الجيل الرابع. السرعات كما هى ولم نشعر بتحسن. لا مقارنة بين سرعات الإنترنت لدينا والسرعات المرتفعة خارج مصر». ومن بين الوعود البراقة التى أطلقتها الشركات فى حملاتها الإعلانية تعبيرات مثل «سرعة الجيل الرابع أعلى بكتير» و«سرعة الداتا بقت (أصبحت) مذهلة» و«أسرع ما يمكن..أسهل ما يمكن» و«تخيل بكرة» و«سريع أوى الجيل الرابع ده!». وتقول ماجدة خير الله وهى مديرة تنفيذية بإحدى الشركات ”أنا مشتركة فى أعلى باقة للإنترنت ورغم ذلك السرعة والخدمة سيئة جدا. ولو النت فصل بسبب أى عطل بننتظر لفترة حتى يتم الإصلاح“. وقال أيمن عصام رئيس قطاع العلاقات الخارجية والحكومية بشركة فودافون مصر ”خدمة الجيل الرابع مرتبطة بعدة عوامل مثل الترددات وشريحة المحمول والهاتف الذكى الذى يستقبل الخدمة. توافر تلك الشروط يتيح للعميل الحصول على سرعات أعلى بكثير بتقنية نقل البيانات التى توفرها خدمات الجيل الرابع“. وأكد عصام أن ”الخدمة موجودة ومتوفرة وتقدم سرعات أعلى بكثير من تقنية الجيل الثالث للمحمول ويتوقف الأمر على التطبيقات التى يستخدمها العميل“. وشدد على أنه ”لا يوجد فرق خرافى بين تقنية الجيل الثالث والرابع مثل ما حدث عند الانتقال من الجيل الثانى إلى الجيل الثالث للمحمول والذى أحدث ثورة فى مجال التطبيقات“. لكن أحمد عادل محلل قطاع الاتصالات فى بلتون المالية يرى أن خدمات الجيل الرابع للمحمول غير متوفرة فى كل محافظات مصر. وقال ”لا أعتقد أن الخدمات تغطى أكثر من 20 إلى 30 بالمئة من الأماكن ذات التعداد السكانى الكبير. من المفترض أن تغطى خدمات الجيل الرابع كل محافظات مصر خلال خمس سنوات“. وأوضح عصام أن فودافون تقدمت بطلب للحصول على ترددات جديدة للجيل الرابع. وقد أبلغ مصدران فى جهاز تنظيم الاتصالات المصرى رويترز فى مطلع هذا الشهر أن شركات المحمول العاملة فى البلاد طلبت رسميا الحصول على ترددات جديدة لخدمات الجيل الرابع. كانت شركات أورنج مصر وفوادفون مصر واتصالات مصر رفضت فى البداية تراخيص الجيل الرابع عند بداية طرحها العام الماضى قائلة إن كميات الترددات فى العرض ليست كافية قبل أن توافق فيما بعد لتحصل أورنج على ترددات حجمها 10 ميجاهرتز وكذلك اتصالات مصر فيما حصلت فودافون على ترددات حجمها 5 ميجاهرتز. وبنبرة استياء قال محمد عبدالرحمن وهو تاجر شاب ”مفيش حد بيراقب ولا بيساعد على حل أى مشكلة سواء فى سرعة الإنترنت أو حتى الانقطاع المتكرر للاتصالات“. وقال مسئول فى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لرويترز فى اتصال هاتفى يوم الأربعاء طالبا عدم نشر اسمه ”هناك قياسات لجودة مستوى خدمة المحمول التى تقدمها الشركات خلال الشهر الحالى وسيتم نشرها عبر الموقع الإلكترونى للجهاز فى يناير المقبل أمام كل عملاء المحمول“.