وصلت ازمة ترددات ال«فور چى» أو الجيل الرابع بين شركات المحمول الثلاث وبين جهاز تنظيم الاتصالات حد تبادل الاتهامات حول أسباب ومسئولية تأخير تسليم الترددات وبداية تفعيل الخدمة، والتى بدأت الشركات فعلاً تجربتها حتى قبل الحصول عليها عن طريق ترددات الجيل الثالث أو ال«ثرى چى» وتدخلت لجنة الاتصالات بمجلس النواب كطرف محايد فى الأزمة، حيث تقرر أن يلتقى أعضاء اللجنة بالشركات الأربع «المصرية للاتصالات» و«أورنج» و«فودافون» و«اتصالات مصر» كلاً على حدة بوجود ممثلى الجهاز فى جلسات استماع، حيث يرى الجهاز أن الترددات جاهزة للتسليم ولكن على الشركات أن تستكمل خطة الاستعداد وبنيتها الأساسية، فى حين تؤكد الشركات أنها على أتم الاستعداد، وأنها سددت كل المستحقات وتنتظر الترددات بفارغ صبر لتفعيلها كما وعدت عملاءها قبل انتهاء الصيف الحالى. وقال نضال السعيد رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب فى تصريحات صحفية إن اللجنة ستنظم اجتماعات الأسبوع القادم بين شركات المحمول الثلاث العاملة فى مصر وتستقبل زيارات منفردة إلى مقر مجلس النواب للتعرف على خططهم فى تطوير الشبكات وتتم مراجعة عقود ال«فور چى». وكان المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أعلن أن ترددات الجيل الرابع للمحمول جاهزة للتسليم إلى الشركات. وأشار المسئولون فى الجهاز إلى أنه سيتم تسليمها على ثلاث شرائح متتالية، وبالفعل هناك اجتماعات حالية تجمع بين مسئولى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول لتطبيق جميع شروط التراخيص. ويذكر أن أزمة ترددات الجيل الرابع بدأت مشتعلة حتى قبل توقيع الشركات الأربع عقود الرخصة للحصول على هذه الترددات، والتى بلغت 40 ميجا، حيث حصلت الشركة المصرية للاتصالات على 15 ميجا، وحصلت كل من «أورنج» و«اتصالات مصر» على 10 ميجا، فى حين حصلت «فودافون» على 5 ميجا بعد أزمات متتالية بدأت بشكوى شركات المحمول من ارتفاع سعر الترددات واعتراض آخر على شروط الترخيص وسلسلة من الأزمات لم تنته حتى الآن. وتعد ترددات الجيل الرابع أحدث تقنيات التى تعطى أكبر سرعة لنقل البيانات الانترنت والصوت من خلال الأجهزة الذكية والموبايل بهدف تقليل الوقت المستغرق فى استقبال البيانات ونقلها وإرسالها، وتوفر تكنولوجيا ال«فور چى» أيضاً اتصالاً فورياً وسريعاً بالإنترنت وخدمات بث الفيديو مباشرة وممارسة الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت بشكل أفضل وتنزيل البيانات من الإنترنت بسرعة كبيرة، وتعتمد تكنولوجيا الجيل الرابع المتقدمة على تقنية جمع حزم الطيف الترددى لتحقيق سرعات عالية للانترنت. وكانت شركات المحمول وقعت فى نوفمبر من العام الماضى مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات عقود تراخيص إنشاء وتشغيل شبكات الجيل الرابع على أن يتم دفع 50% من قيمة التراخيص المتفق عليها بالدولار. ووقعت شركات المصرية للاتصالات و«اتصالات مصر» و«أورنج» و«فودافون» اتفاقا مع الجهاز تحصل بموجبه على رخصة الجيل الرابع للمحمول ورخصة الهاتف الثابت الافتراضية وشكت بعض الشركات من عدم كفاية الترددات التى ستتيحها رخصة الجيل الرابع لتقديم الخدمة، ولكن هناك من اعتبرها محاولة من الشركات لاختلاق أزمات فى حين راها البعض الآخر مطالب مشروعة. وتتيح الرخصة حيزات الترددات (700- 1800- 2100 ميجا هرتز) والتى يعتبرها خبراء الاتصالات الأفضل والأنسب لتشغيل خدمات الجيل الرابع. وحصلت الشركة المصرية للاتصالات على حيز ترددات ى ال700 ميجاهرتز بما يسمح لها بتقليل تكلفة إنشاء شبكتها الخاصة فى المرحلة الأولى لتشغيل خدمات الجيل الرابع والدخول إلى المنافسة بقوة فى مجال خدمات التليفون المحمول. والسؤال الآن هل تنتهى المفاوضات الماراثونية بين الشركات والجهاز إلى تفعيل رخصة ال«فور چى» خلال الأيام القليلة القادمة؟