حرق الأسعار أصبح العامل الأساسى لجذب السياحة قال مجدى حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية إن القطاع السياحى بدأ يستعيد عافيته تدريجيا خلال الربع الأخير من العام الحالى وذلك من أزمة انحسار الحركة السياحية التى شهدتها مصر عقب حادث الطائرة الروسية التى سقطت بسيناء نهاية أكتوبر 2015. وأشار إلى أن معدلات التدفقات السياحية الوافدة إلى مصر فى تزايد مستمر، كما أن معدل نسبة النمو السياحى خلال العام الجارى تخطت توقعات التقرير الصادر عن المجلس العالمى للسياحة والسفر. وتوقع التقرير أن يصل عدد السياح بنهاية العام الجارى ل5.4 مليون سائح بنسبة نمو 1.9 %، إلا أن إحصائيات حركة السياحة الوافدة إلى مصر وفقا للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء كشفت عن ارتفاع معدلات النمو السياحى حيث حققت فى إجمالى ال 9 شهور الماضية نحو 5.9 مليون سائح بنسبة زيادة قدرها 53 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى والتى سجلت 3.8 مليون سائح. وأضاف مجدى حنين فى تصريحات صحفية ل (مال وأعمال الشروق) أن الفترة الحالية تشهد اقبالا كبيرا من قبل منظمى الرحلات الأجانب لتنظيم رحلات إلى مصر وهو ما لم يحدث منذ 6 سنوات وهذا عائد إلى الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى الذى تعيشه مصر حاليا. ولفت إلى أن هناك تزايدا ملحوظا فى الحركة السياحية الوافدة لمصر من مختلف الاسواق المصدرة للسياحة وهناك أسواق ستنطلق بقوة مع بداية إجازات الكريسماس ورأس السنة الميلادية لمضاعفة الرحلات إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية مثل السوق الإيطالية، كما أن هناك نموا متزايدا من الحركة الوافدة من اسواق ألمانيا وأوكرانيا والصين وكذلك السوق الإنجليزية. أكد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن التعافى الحقيقى للسياحة المصرية لن تظهر بوادره إلا فى بداية العام القادم مع عودة السياحة الروسية إلى مصر مجددا، مشيرا إلى أن هناك بوادر أمل بدأت تظهر فى الأفق لتعافى السياحة المصرية من عدد من الاسواق الواعدة المصدرة للسياحة مثل أسواق الهند والصين واليابان ودول شرق أسيا والدول العربية. ولفت إلى أن هذه الأسواق وغيرها لم تستطع حتى الآن تعويض غياب السوق الروسية التى كانت تصدر لمصر سنويا أكثر من 3 ملايين سائح. وأشاد حنين بنجاح منتدى شباب العالم الذى شارك فيه 3 آلاف و200 شاب وفتاة، من العديد من دول العالم، مؤكدا أنه يعد قفزة كبيرة نحو عودة السياحة لعصرها الذهبى بصفة عامة ولمدينة شرم الشيخ بصفة خاصة مما ينعكس ايجابيا على الاقتصاد بشكل كبير. وأضاف أن قطاع السياحة الآن بحاجة شديدة إلى مثل هذه المؤتمرات والأحداث الايجابية التى تنقل صورة مصر الحضرية، موضحا أن سياحة المؤتمرات تمثل نمطا سياحيا هاما فى مختلف بلدان العالم ومصر لديها موقع جغرافى متميز ومكانة سياسية تعطيها ميزة نسبية فى هذا النوع من السياحة. وأكد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن المنتدى سيساهم مع الجهود المبذولة لتنشيط قطاع السياحة فى زيادة الرواج لهذا انشاط خاصة بعد الإجراءات التى تم اتخاذها منها تحرير سعر الصرف الذى أعطى مصر ميزة نسبية كبيرة فأصبحت من البلاد قليلة التكلفة بالنسبة للسائح وهو ما يجعلها جاذبة جدا للسياحة، إضافة إلى الجهود المبذولة لعودة السياحة الروسية والتى تعد خطوة جيدة على طريق استعادة القطاع لنشاطه الذى انخفض بشدة فى الفترة الماضية. وحذر حنين من حدوث كارثة تؤثر بالسلب على سمعة السياحة المصرية فى حال عدم الاسراع بعمليات الاحلال والتجديد لهذه الفنادق التى أصبحت متهالكة تماما وهو ما يؤدى إلى انخفاض مستوى جودة الخدمات المقدمة للسائحين مما يضع مصر خارج المنافسة بين المقاصد السياحية العالمية رغم المقومات المتميزة التى تتمتع بها مصر وغير الموجودة فى أى مكان بالعالم. وأشار إلى ان أعدادا كبيرة من العمالة تركت القطاع وهاجرت للعمل بالخارج خاصة دول الخليج نتيجة لسوء الأوضاع التى تمر بها السياحة منذ تداعيات ثورة 25 يناير 2011. أما بالنسبة لجاهزية الفنادق المصرية، فأكد رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن الفنادق تحتاج إلى تمويل كبير وأن تتخلى البنوك عن بعض المطالب الصعبة لمنح القروض الخاصة بتطوير وتأهيل المنشأة الفندقية والسياحية مثل ضرورة ان تكون رخصة الفندق سارية خاصة ان بعض الفنادق تم اغلاقها بسبب الظروف الصعبة التى تمر بها السياحة المصرية وتراجع الحركة الوافدة لمصر. وأشار إلى أن شروط مبادرة البنك المركزى لدعم وتطوير الفنادق المملوكة للشركات لإعادة تشغيلها هو أن يكون ترخيصها ساريا، وتابع: «كيف يحدث ذلك وهى مغلقة وتحتاج للتطوير والرخص منتهية ولتجديد الرخصة لابد من إعادة الفتح والمعاينة من الوزارة التى سترفض بحجة أن الفندق يحتاج للتجديد». وشن حنين هجوما على المستثمرين الذين يبيعون المقصد السياحى المصرى بأسعار متدنية قائلا للأسف الشديد أصبحت ظاهر حرق الاسعار هى العامل الأساسى لجذب السائحين كما أن الغالبية العظمى من العاملين بقطاع السياحة يجرى وراء سياسة الكم وليس الكيف أى العدد وليس الايراد الذى يتم تحصيله لحساب الدولة وهو ما سيتسبب فى تدمير القطاع بالكامل. وأكد أن هذه الظاهرة تتسبب فى تدمير الاقتصاد المصرى وتضعف من حجم الايرادات التى تدخل خزينة الدولة بالعملة الصعبة. وطالب أجهزة الدولة بضرورة ربط الايرادات بضريبة المبيعات للحفاظ على سمعة مصر السياحية، ويجب أن تتخذ الدولة موقفا حازما أمام سياسية حرق الأسعار.