تزايدت الدعوات الفلسطينية الرسمية والشعبية، أخيرا، لملاحقة بريطانيا بسبب «وعد بلفور» المشئوم، ومطالبتها بالاعتذار والتعويض عن المأساة التى حلت بالفلسطينيين، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على «وعد بلفور» الذى مهّد لقيام دولة لليهود فى فلسطين. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، إن فلسطينيين وقادة الأقلية العربية فى إسرائيل سينظمون احتجاجا أمام السفارة البريطانية فى تل أبيب إحياء لذكرى مرور 100 عام على «وعد بلفور». وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرة، المزمع تنظيمها فى 7 نوفمبر المقبل، تأتى بعد 5 أيام من ذكرى تصريح وزير الخارجية البريطانى الأسبق آرثر بلفور بأن الحكومة البريطانية «تنظر بعين التأييد إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية»، دون الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للمجتماعات غير اليهودية فى فلسطين. ولفتت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين يرون «وعد بلفور» أنه بداية عملية طردهم وتفضيل اليهود على حسابهم، الأمر الذى يستمر حتى الآن من خلال عمليات الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت الصحيفة عن رجاء الزعترى، المسئولة فى لجنة المتابعة العليا، وهو الكيان الذى يقود المجتمع العربى فى إسرائيل، قولها إنه «فى 1917 كان أقل من 10% من السكان يهودا وأكثر من 90% عربا»، مضيفة أن «البريطانيين أعطوا اليهود شيئا لا يخصهم». وتابعت الزعترى: «خلال الانتداب (البريطانى على فلسطين) حتى 1948 ساعد (البريطانيون) الحركة الصهيونية فى بناء الدولة، وسمحوا بالهجرة وساعدوا الصهيونيين، نطلب أن يتحملوا مسئولية تلك المعاناة التى سببوها للفلسطينيين وأن يلبوا طلبا محددا: اعترفوا بفلسطين كدولة فى الأممالمتحدة». من جانبه، استبعد المحلل السياسى، غسان الخطيب، أن تسفر الجهود الشعبية والرسمية الفلسطينية المبذولة حاليا عن أى تغيير جذرى فى الموقف البريطانى، سواء تجاه اعتذار بريطانيا عن وعد بلفور أو بشأن اعترافها بالدولة الفلسطينية. وأرجع الخطيب السبب إلى أن «السياسة الداخلية البريطانية لا يمكن أن تتحمل مثل هذا التغيير، لارتباطها (السياسة البريطانية) بشكل كبير بالولايات المتحدةالأمريكية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى أن الجهود الفلسطينية جاءت متأخرة، حيث يتطلب احداث مثل هذا التغيير وقتا طويلا واستثمارات مالية وسياسية كبيرة»، بحسب ما نقلته صحيفة «القدس»الفلسطينية. فيما رأى المحلل السياسى، أكرم عطا الله، أن «مجرد الإقدام على مثل هذه الخطوة يعطى جانبا ايجابيا للقضية الفلسطينية، وذلك بعيدا عن نوعية وحجم المكاسب التى يمكن تحقيقها فى الوقت الراهن وفى الظروف الحالية».