- الأهالى: المسئولون تجاوزونا فى إدخال الصرف الصحى لصالح قرى أخرى بسبب المحسوبية - رئيس شركة الصرف الصحى: مشروعات الصرف الصحى تتم عن طريق الوحدات المحلية بالقرى والمراكز وليس لنا شأن بذلك لا يمر يوم دون أن تطفح مياه الصرف داخل أحد منازل القرية.. الروائح الكريهة تنتشر وتنتشر معها الأمراض.. التلوث يحيط بسكان القرية البالغ عددهم نحو 10 آلاف نسمة.. والكارثة الأخطر التى ينتظرها الأهالى سقوط المنازل على ردوس أبنائهم. رغم قرب قرية الدوالطة عن مدينة بنى سويف حيث يفصل بينهما نحو 5 كيلو مترات فقط، إلا أن الصرف الصحى لم يصل إليها حتى الآن، وهو ما حول القرية إلى قشرة أرضية تعوم على بحيرة من الصرف، ورغم آلاف الشكوى التى رفعها أهل الدوالطة إلى مسئولى الوحدة المحلية ومحافظة بنى سويف لتنفيذ مشروع الصرف الصحى الذى بدأت المحافظة فيها قبل 10 سنوات إلا أن المسئولين لم يردوا على أى من تلك الشكاوى «ودن من طين وودن من عجين»، بحسب أحد الأهالى. يؤكد المهندس رجب مرعى العربى أحد أهالى القرية، أن منسوب المياه يرتفع أسفل المنازل بشكل يؤثر على سلامتها وسلامة المواطنين، «مياه الصرف الصحى تنضح من أسفل المنازل بشكل مستمر وهو ما دفع عدد من الأهالى إلى الهروب للشوراع خوفا على أبنائهم من إنهيار البيوت والتلوث». ويشكو العربى تجاهل المسئولين بالمحافظة لتلك الأزمة التى حلت على قريته، مطالبا وزير الإسكان بضرورة العمل على إيجاد حل سريع قبل حدوث كارثة إنسانية وبشرية متوقعة. أما ربيع عبدالفتاح، أحد أهالى قرية فيؤكد أن المنازل ممتلئة بشكل كبير بالمياه، مما يصعب علينا الحياة والعيش بها، مشيرا إلى انهيار جدران عدد من المنازل بسبب انتشار المياه بها، وهو ما كرره محمد معتمد صاحب مقهى بالقرية، مشيرا إلى أنه يفضل الإقامة بالمقهى لأن منزله والمنازل المجاورة أمتلأت بالمياه. ويشير إلى أن جميع خزانات الصرف بالمنازل تطفح يوميا، مما يجعل الشوارع أشبه ببحيرات، مضيفا أن الدوالطة كانت على قائمة القرى التى من المفترض أن يدخلها الصرف الصحى لكن تم تجاوزها لصالح قرى أخرى بتوصيات من أعضاء مجالس نواب وعدد من الكبار. شوقى عبدالعظيم، أحد الأهالى، يؤكد أن بعض الأهالى هجروا منازلهم وأضطروا إلى تأجير منازل بالمدينة أو بأماكن أخرى بسبب كثرة المياه الناضحة، تاركين خلفهم ممتلكاتهم وكلهم يأس بسبب تجاهل المسئولين للأزمة. وتشير توحيده على، إلى وجود انتشار العديد من الأمراض والأوبئة الناتجة عن انتشار الباعوض والحشرات حول المياه الملوثة، «عدد كبير من الأطفال أصيبوا بالحساسية وهناك مخاوف من انتشار عدد من الأمراض الأخرى». وتؤكد توحيدة أن الوحدة المحلية لقرية بيلفيا التابعين لها إداريا تقوم بعملية كسح وشفط المياه، ومع ذلك تتجدد المياه بشكل يومى دون معرفة مصدرها. ويقول المهندس سعد عبدالحفيظ إن أهالى القرية جمعوا قبل 10 سنوات مبلغا ماليا كبيرا لحل أزمة الصرف الصحى، وتم وعدنا حينها بالبدء فى المشروع، وبالفعل شرع مسئولو المحافظة فى تنفيذ المشروع لكنه توقف دون أن يخبرنا أحد ماذا تم ولماذا كل هذا التأخير. ويوضح عبدالحفيظ وهو مهندس زراعى على المعاش أن السبب الرئيسى للمياه فتح خزانات الصرف «الطرنشات» على المياه الجوفية، بمعنى أن صرف المنازل لا يتم كسحه ويتم تصريفه منذ فترة طويلة على المياه الجوفية ما أدى ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسربها من البئر الجوفية إلى التربة حتى تصل إلى أساسات المنازل، وهو ما ينذر بكارثة حسب تقديره. ومن جانبه أوضح المهندس محمد سعيد نشأت، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببنى سويف، أن مشروعات الصرف الصحى تتم عن طريق الوحدات المحلية بالقرى والمراكز، وليس للشركة آى شأن بذلك، مشيرا إلى أن الشركة جهة تنفيذية فقط، وليس لها دخل فى ترتيب أولويات الصرف الصحى للقرى. وقال فاروق الديرى، رئيس الوحدة المحلية بقرية بيلفيا، إن مشكلة المياه بقرية الدوالطة يتم التعامل معها بشكل يومى، حيث توجود سيارات الوحدة لشفط هذة المياه 3 مرات، مؤكدا على إحضار مسئولى شركة المياه بالمحافظة لمحاولة معرفة السبب الرئيسى وراء وجود هذه المياه المجهولة بشكل كامل بالقرية ومع ذلك لم يستطيعوا معرفة السبب الحقيقى لذلك. وأضاف الديرى أن السبب الحقيقى وراء توغل المياه بالقرية هو عدم اسكتمال مشروع الصرف الصحى بها، حيث إن هذه المياه جوفية، وأن حياة 10 آلاف مواطن مهددة بالخطر، وأن الوحدة المحلية تقوم بدورها على أكمل وجه، وتقف بجانب الأهالى فى هذه المشكلة العصيبة. وطالب رئيس مجلس قروى الوحدة المحلية لقرية بيلفيا، شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببنى سويف، بضرورة العمل على إيجاد الحلول المناسبة لهذه المياه بالنزول إلى أرض الواقع مجددا، وإنقاذ القرية من الانهيار بسبب هذه المياه المجهولة.