مطلوب إعادة النظر فى وسائل الترويج السياحى واستبدالها بآليات جديدة الصين أهم الأسواق الواعدة ولابد من مخاطبة سائحيها بلغتهم لمضاعفة الحركة الوافدة منها تدنى أسعار الفنادق أكبر كارثة تهدد صناعة السياحة...والدخلاء أفسدوا القطاع قال محمد فاروق صبرى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ووكيل شركة طيران الصين الجنوبية بالقاهرة إن معظم شركات السياحة المصرية ستكون فى خطر مع بداية عام 2018 بعد أن ترتفع نسبة حركة السياحة الالكترونية العالمية إلى 80%، ولذا على الشركات أن تستعد وتوفق أوضاعها من الآن حتى لا تتخلف عن هذه المنظومة ويكون مصيرها الإغلاق التام. وأضاف صبرى فى تصريحات صحفية خاصة ل (مال وأعمال الشروق) أن أكثر من نصف مليار سائح يحجزون رحلاتهم حاليا من خلال المواقع الالكترونية وأن هذا العدد يمثل 50% من إجمالى حركة السياحة العالمية التى تزيد على مليار سائح. وبالرغم من ذلك فإن عددا كبيرا من شركات السياحة مازال يستخدم وسائل الحجز التقليدية والاجراءات الورقية التى لن يجدى استخدامها مع تطور الحجز الإلكترونى، وفقا لصبرى. وأوضح أن أى شركة لن تطور نفسها سيكون مصيرها الزوال خلال أقل من خمس سنوات، لافتا إلى ان الدعاية بالبورشورات والكتالوجات الورقية ستنتهى تماما وسيتم استبدالها بفنون ترويج ودعاية جديدة على شبكات الانترنت. وأشار إلى أن عددا كبيرا من شركات السياحة أصبح معرضا للإغلاق خاصة الشركات العاملة فى مجال السياحة الدينية «الحج والعمرة» أولا بسبب عدم مواكبتهم للتطورات التكنولوجية الحديثة وكذا الرسوم الجديدة التى فرضتها السلطات السعودية والتى تطبق خلال الموسم الحالى لتكرار العمرة، بالإضافة إلى ضغط الموسم وارجاء فتح المجال للشركات لتنفيذ رحلات العمرة للراغبين من المواطنين. وحول الأسواق السياحية الواعدة، أكد محمد صبرى أن السوق الصينية تأتى فى مقدمة هذه الأسواق بعد أن ارتفعت معدلات الحركة الوافدة من الصين إلى ما يقرب من 200 ألف خلال هذا العام، كما أنها مرشحة للتزايد خلال السنوات القادمة نظرا للعلاقات المتميزة بين البلدين التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى. وأوضح أن القطاع السياحى مطالب بمضاعفة الحركة الوافدة من الصين من خلال الوصول إلى قلب وعقل السائح الصينى فى جميع المدن الصينية من خلال إقامة أحداث وفعاليات سياحية والترويج لها جيدا بجميع وسائل الاعلام وألا يكون ذلك مقتصرا على المعارض السياحية التى لا تستمر سوى أيام قليلة. وأضاف أنه يجب مخاطبة الصينيين بلغة بلادهم فى جميع الأحداث والمناسبات، مع اعداد برامج سياحية بأسعار تتناسب مع قيمة المنتج السياحى المصرى دون اللجوء إلى الأسعار الرخيصة التى تمثل خطأ فادحا حتى وصل الأمر إلى أن قيمة ليلة سياحية للسائح الصينى فى موسكو تعادل تكلفة برنامج كامل فى مصر لمدة أسبوع. وأشار إلى ضرورة الاعتماد على سياحة الكيف وليس الكم، لأن العبرة أصبحت بالإيرادات التى يحققها قطاع السياحة وليس بالأعداد التى تزور مصر. وطالب عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة بضرورة الاسراع فى ترتيب البيت من الداخل ونشر الوعى السياحى بين المواطنين والعاملين بالسياحة واعتبار السياحة مشروعا قوميا مع وضع معايير لإنشاء شركات سياحية وفنادق جديدة لمنع الدخلاء الذين أفسدوا القطاع السياحى. وشدد على ضرورة تكاتف العاملين بقطاع السياحة لوضع حلول لإنقاذ هذه الصناعة من الانهيار وضمان استمرارها خاصة أنها تعول أكثر من 16 مليون مواطن بصفة مباشرة وغير مباشرة كما أنها أحد أهم روافد الدخل القومى المصرى، حتى نستطيع أن نحصل على نصيبنا العادل من حركة السياحة العالمية فى ظل المقومات التى يتمتع بها المقصد السياحى المصرى. وطالب محمد صبرى بضرورة الإسراع بإعلان لائحة الحد الأدنى لأسعار خدمات الفنادق التى انتهت من إعداده اللجنة التى شكلها وزير السياحة يحيى راشد لأننا حتى الآن لم نصل لأسعار عام 2010 وهو عام الذروة السياحية فى أعداد السائحين والدخل السياحى. وشدد على ضرورة الالتزام بميثاق الشرف السياحى بدلا من كونه مجرد شعار حتى أن الفنادق وباقى المنشآت السياحية تقوم بحرق الأسعار دون النظر إلى ما تسببه هذه الظاهرة من كارثة كبرى على النشاط السياحى بصفة عامة. وناشد زملاءه من مستثمرى السياحة بعدم الاستجابة لضغوط منظمى الرحلات الذين يفرضون شروطا على شركات السياحة والفنادق للحصول على مكاسب أفضل وبأسعار أقل لا تتناسب مع قيمة المنتج السياحى المصرى. ولفت إلى أنه يجب على شركات السياحة والفنادق الالتزام بعدم تخفيض الأسعار وكذا الالتزام بالأسعار الاسترشادية التى حددتها لجنة تسعير الفنادق لكل فئة وعدم النزول عنها لأى سبب من الأسباب. وأضاف عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أن حال السياحة مازال مرتبكا لدرجة ان معظم العاملين بالقطاع بدأوا فى البحث عن نشاط آخر بجانب النشاط السياحى بعد أن تعرض القطاع لأسوأ أزمة فى تاريخه كبدته خسائر فادحة حيث مازالت الاستثمارات السياحية الجديدة متوقفة تماما والفنادق المغلقة تزداد والمراكب العائمة طال وقوفها على المراسى النيلية. وقال: «نحن ندق جرس الانذار بعد أن أصبحت البنية الاساسية للنشاط السياحى معرضة للانهيار خاصة انها لم تشهد أى تطوير أو إصلاح خلال السنوات الست الأخيرة». وأشار إلى أن ما يحدث حاليا من حلول عبارة عن مسكنات فقط، حيث مازال الجسد مريضا وكاد يدخل مرحلة الخطر ويحتاج إلى حلول فعلية وواقعية حتى يرى العاملون بالقطاع نتيجة واضحة لهذه الحلول. «نرى أن أعنف الأزمات التى مرت بها السياحة كانت أزمة حادث الأقصر عام 1997..إلا أن السياحة تعافت بعدها بشهور قليلة نتيجة نجاح القائمين على ادارة الازمة فى الخروج منه بأقل الخسائر وفى فترة زمنية محدودة.. أما هذه الأزمة التى بدأت عقب ثورة 25 يناير 2011 وما تبعها من ثورات وأحداث فى المنطقة كلها جعل هذه الأزمة هى الأعنف فى تاريخ السياحة كلها خاصة أنها استمرت لأكثر من 6 سنوات تعرض فيها القطاع لخسائر فادحة»، وفقا لصبرى. وتابع: «للأسف الشديد تزامن مع هذه الأزمة أزمات أخرى داخلية مثل الارتفاع الجنونى لأسعار جميع السلع وكذا أسعار الوقود ومطالبة العاملين بزيادة رواتبهم فى وقت تحقق فيه السياحة أقل ايرادات فى تاريخها». وتوقع محمد صبرى بتعافى السياحة بدءا من شتاء العام القادم 2018 وذلك بعد التخلص من الآثار السلبية التى يعانى منها القطاع وأيضا بفضل التحركات السياسية والاقتصادية السريعة واستقرار المنطقة بأكملها وتكاتف العاملين بقطاع السياحة للخروج من هذه الأزمة.