- مبادرة «مصر فى قلوبنا» أوقفت تسريح العمالة السياحية وحلت جزءا من الأزمة - النمور الآسيوية والعرب يعيدون الرواج للمقصد المصرى ولا يمكن الاستغناء عن السوق الأوروبية قال إيهاب المهدى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة شركة نيل مصر للسياحة إن قطاع السياحة يجب أن يتكاتف ويكون على قلب رجل واحد حتى يستطيع أن يتجاوز الأزمة الشديدة التى تمر بها السياحة فى الفترة الحالية. وأشار إلى أن حلول هذه الأزمة تختلف تماما عن كل الازمات السابقة، إذ أنها أزمة سياسية بحتة وليست سياحية، خاصة أن هناك دولا ترى أن مصر بدأت تستقر وتتحرك للأمام، وأن هناك بوادر نمو بدأت تظهر فى الأفق وبالطبع هذا ليس فى صالح دول أخرى فكان لابد من تحجيم مصر بأى طريقة، مما يؤكد أن الموضوع سياسى لأن الأمن والاستقرار هما أساس السياحة. وأضاف المهدى فى تصريحات ل (مال وأعمال) أن هناك العديد من التحديات أمام وزير السياحة الجديد يحيى راشد، نظرا للأوضاع السيئة التى يمر بها القطاع السياحى والتى تحتاج إلى لم شمل القطاع حتى يتعافى ويعود إلى معدلاته الطبيعية التى كان عليها فى عام الذروة السياحية 2010. وأشار إلى أنه يأمل أن يضع الوزير الجديد خطة متوازنة لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من جديد، وطرق لجميع الأسواق المصدرة للسياحة تسير بالتوازى مع اجراءات تأمين المطارات المصرية، والمقاصد السياحية والاستجابة لمطالب الدول التى مازالت تفرض حظر سفر على مواطنيها من زيارة مصر. وأشار إلى أنه يجب الاسراع فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر ووقف الحرب الاعلامية التى تمارسها بعض وسائل الاعلام الاجنبية فى العديد من الدول وأن هذه المهمة يجب أن تكون مهمة كل أجهزة الدولة المعنية. وانتقد الدور السلبى الذى تقوم به هيئة الاستعلامات فى هذا الشأن والتى يرى أنه لا وجود لها فى الخارج بدليل انها لم توجه رسالة قوية وواضحة تؤكد أن مصر آمنة وأن ما تبثه بعض وسائل الاعلام الاجنبية لتشويه صورة مصر فى الخارج غير صحيح تماما. وأوضح المهدى أنه لا يمكن إهمال الأسواق القديمة مثل السوق الأوروبية واستبدالها بأسواق جديدة كما يرى البعض لأن ذلك يحتاج إلى فترات طويلة كما أن هذه الأسواق هى أساس السياحة الشاطئية التى تعتمد عليها معظم المدن السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم. ولقت إلى أنه يجب البحث فقط عن أسواق بديلة للسياحة الثقافية التى عانت من انحسار شديد خلال الخمس سنوات الماضية لأنها تعتمد فقط على الأسواق الأوروبية والأمريكية خاصة أن هذه الاسواق أصبح لديها تشبع من السياحة الثقافية كما أن الأحداث الأخيرة بالمنطقة كلها أدت أيضا إلى مزيد من الانحسار السياحة الثقافية والنيلية. وطالب عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة بطرق الباب وبقوة نحو الاتجاه للاعتماد على النمور الاسيوية مثل الصين والهند واليابان خاصة أن كل المؤشرات تشير إلى أن هذه الاسواق واعدة حيث يخرج منها مئات الملايين من السياح نصيب مصر منها لا يتجاوز 1 % وحتى لا يظل السوق الأوروبية هى السوق الرئيسية والمتحكم فى السياحة المصرية. وطالب بتكثيف الترويج للسياحة العربية وسياحة شمال أفريقيا خاصة أن السياحة العربية تختلف عن السياحة الأوروبية لأنها سياحة مواسم الإجازات ولم تعد الآن بالحجم السابق فحدث بها انخفاض، وهذا ما حدث فى الصيف الماضى، ولكن بعد القوافل التى نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع اتحاد الغرف السياحية إلى السعودية والكويت والإمارات فمن المتوقع أن تزداد فى شهور الصيف القادمة. «مصر فى قلوبنا أوقفت تسريح العمالة» وعن مدى مساهمة «مبادرة مصر فى قلوبنا» فى تنشيط السياحة الداخلية، أكد إيهاب المهدى أن السياحة الداخلية يجب أن تكون سياحة مستدامة طوال العام حتى يكون المواطن المصرى لديه انتماء، بالإضافة إلى خفض معدلات السياحة الطاردة للخارج التى تستنزف المزيد من العملات الصعبة. ولفت إلى أن مبادرة مصر فى قلوبنا نجحت فى تحريك المياه الراكدة فى السياحة المصرية والتى تعانى من انحسار سياحى منذ سنوات وخاصة فى الشهور الأخيرة من العام الماضى والشهور الماضية من العام الحالى كما أنها جزء من حل الازمة السياحية التى تعانى منها مصر بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة فضلا عن تغييرها لمفهوم المصريين عن السفر وأنها ساعدت على توفير العملية الصعبة للبلد بدلا من تفضيل المصريين للسفر إلى تركيا ولبنان لما يحصلون عليه من رحلات بأسعار مخفضة فى ظل ارتفاع أسعار المقصد المصرى. وقال إن هناك دولا كثيرة تعتمد على السياحة الداخلية ولذا يجب تنميتها من خلال العروض والتسهيلات من البنوك المصرية لكل فئات الشعب بفائدة بسيطة كما يجب ان تخصص الفنادق المصرية نسبة وليكن 25% طوال العام لتشجيع السياحة الداخلية. وأشار إلى أن هذه المبادرة أوقفت تسريح العمالة بالمنشآت السياحية والفندقية بالمدن السياحية المختلفة وهو هدف استراتيجى فالجميع استفاد من المبادرة والتى كان الغرض الأساسى منها الحفاظ على العمالة فى ظل انحسار السياحة الخارجية الوافدة لمصر. مؤكدا انها بالفعل لن تستطيع تعويضنا عما تحققه السياحة الخارجية ولكنها محاولة لتقليل الخسائر بدلا عن إغلاق الفنادق، فلم يكن الغرض الكسب ولكن العيش على الجفاف أفضل من الموت. وضرب المهدى مثالا بأنه يوجد لدينا فى شرم الشيخ ما يزيد على 65 ألف غرفة بمتوسط 3 أفراد من العاملين بالسياحة، أى ان هذه المبادرة سيستفيد منها ما يقرب من 200 ألف عامل فى شرم الشيخ فقط، مما يؤكد أن الذين يعترضون على هذه المبادرة غير محقين ويعترضون فقط لمجرد الاعتراض وليس لديهم بعد اجتماعى حتى يستمتع جميع المواطنين المصريين بكل المقومات التى تتميز بها بلدهم وهو ما يساهم فى زيادة الولاء والانتماء لبلدهم. أما بالنسبة للآراء التى كانت تطالب بتوزيع المبلغ المخصص لهذه المبادرة على العاملين بالسياحة، أوضح المهدى أن نصيب هؤلاء العاملين كان سيكون جنيهات معدودة، أما دعم المبادرة فقد ساهم فى تشغيل العديد من العاملين ورواج الصناعات المختلفة التى تستفيد من النشاط السياحى والتى تتجاوز 72 صناعة مختلفة. وقال إن إشراك القطاع الخاص فى المبادرة لأول مرة يحسب لهشام زعزوع وزير السياحة السابق، مشيرا إلى أن إتاحة الفرصة لأكثر من 800 شركة سياحية هى التى ساهمت فى نجاح المبادرة خاصة بعد الدعم المتواصل من هيئة تنشيط السياحة وغرفة الشركات برئاسة خالد المناوى. وقال إن فكرة المبادرة تم اقتراحها فى السابق فى الشركات الحكومية حيث كانت هيئة تنشيط السياحة تقتصر المبادرة على مصر لسياحة والكرنك. وأكد عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أن مبادرة «مصر فى قلوبنا» استفاد منها أكثر من 60 ألف مصرى حتى الان نظرا لأسعارها المخفضة التى تبدأ من 170 جنيها حتى 750 جنيها. وأشار إلى أن المبادرة فرصة لن تتكرر، ونتيجة لذلك ارتفع حجم الإقبال عليها إلى جانب ذلك استفادت منها أيضا الشركات السياحية التى كونت عدة تحالفات والتى تصل إلى شركة إلى جانب العديد من الفنادق الثابتة والعائمة. وحول ارتفاع سعر الدولار وتأثيره على السياحة الوافدة وكذا السياحة الدينية، أوضح المهدى أن ارتفاع الدولار إيجابى على السياحة والاستثمار فى ظل انخفاض العملة المصرية، إذ سيساهم فى زيادة الدخل القومى بالعملة الصعبة ولكن للأسف جاء الارتفاع فى ظل توقف السياحة. ولفت إلى أن ارتفاع الدولار له أثر سلبى على سعر رحلات العمرة الأربع والخمس نجوم فى حين أن ارتفاع الدولار لم يؤثر على المستوى الاقتصادى الذى يبدأ من خمسة آلاف وخمسمائة جنيه لذلك جاء الإقبال على المستوى الاقتصادى كبيرا بدليل زيادة عدد المعتمرين بنسبة 10٪ عن العام الماضى.