- مبادرة «مصر فى قلوبنا» لتنشيط الحركة للأقصر وأسوان جيدة.. لكن التوقيت خاطئ - 3 وزارات مقصرة فى تنشيط السياحة الداخلية.. ودعم الشارتر يحتاج لإعادة تقييم قال محمد رضا داود، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة لاكى تورز، إن «السياحة بدأت تتعافى قليلا من الأزمة الخانقة التى مرت بها على مدى أكثر من أربع سنوات متتالية»، مشيرا إلى أن الحركة السياحية الوافدة لمصر تتحسن تدريجيا، لدرجة أنها تصل فى بعض فنادق شرم الشيخ والغردقة خلال شهر أغسطس الحالى «موسم أجازات الأوروبيين» إلى 80% بأسعار تتناسب مع الإمكانيات التى يتمتع بها المقصد السياحى المصرى. أضاف داود ل«مال وأعمال» أن بدء عودة السوق الروسى الذى يحتل المركز الأول فى الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر لطبيعته بعد الأزمة الكبيرة التى تعرض لها نتيجة انهيار العملة الروسية «الروبل»، أحيا أمال القطاع فى تعويض الانحسار الشديد الذى لحق بالسياحة المصرية على مدى الشهور الماضية. وقال داود، إن «الحركة السياحية الوافدة من السوق البولندى أحد أهم الأسواق العشرة الأولى المصدرة للسياحة إلى مصر، تأثرت بالسلب من جراء حظر السفر الذى فرضته بولندا لمواطنيها على مصر أخيرا عقب الأحداث الإرهابية بمدينة سوسة بتونس»، لافتا إلى أنه بالرغم من أهمية السوق البولندى للسياحة المصرية لكون عودة السوق الروسى لطبيعته، سيكون عوضا عن انخفاض الحركة السياحية الوافدة من السوق الأوروبية بصفة عامة والسوق البولندى بصفة خاصة. وطالب بتحرك سريع من الحكومة ممثلة فى وزارتى الخارجية والسياحة مع الهيئة العامة للاستعلامات، لتوضيح الصورة الإيجابية فى مصر بعد قرار فرض بولندا لحظر سفر رعاياها إلى مصر، والتأكيد على أن المقاصد السياحية وجميع ربوع مصر آمنة ولا توجد قلاقل أمنية فى المناطق السياحية أو غيرها. دعم طيران الشارتر وحول الجدل المثار حول دعم طيران الشارتر، ومطالبة منظمى الرحلات الأجانب بعدم إلغاء الدعم للطيران العارض، أوضح محمد رضا داود، أن دعم الطيران العارض يجب أن يستمر لكل المطارات المصرية لكن بضوابط، ويجب أن يتم تقييميه بصفة دورية، ودراسة تأثير إيقاف الدعم على الحركة السياحية الوافدة لمصر. لافتا إلى أن هذا التقييم يجب أن يكون مرتبطا أيضا بالميزانية المخصصة لدعم لطيران العارض. وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة لمبادرة «مصر فى قلوبنا» الخاصة بتنشيط الحركة السياحية إلى الأقصر وأسوان، قال داود إن «هذه المبادرة جيدة، لكن توقيتها خاطئ تماما نظرا للارتفاع الكبير فى درجة الحرارة والذى أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بهاتين المدينتين، حيث إن هذه الموجة تؤثر تأثيرا جذريا على انخفاض الحركة الوافدة للمنطقة سواء من السياحة الأجنبية أو من السياحة المحلية». وطالب رضا داود، أن تضم هذه المبادرة شريحة كبيرة من طلبة المدارس والجامعات الذين يصل عددهم إلى 17 مليون تلميذ وطالب، والتى تمثل ما يقرب من 20% من سكان مصر كجزء تعريفى وتعليمى وأيضا ترفيهى. وأشار إلى أنه يجب منح الجهات والمؤسسات التعليمية أفضلية فى هذه المبادرة، من خلال إحياء مبادرة «اعرف بلدك» من جديد. وتساءل «هل هؤلاء الطلاب يعرفون معالم بلدهم والمزارات السياحية والأثرية بالأقصر وأسوان»؟ الإجابة بالطبع لا. قائلا «نحتاج على الأقل إلى زيارة 10% من هؤلاء الطلاب سنويا إلى الاقصر وأسوان من خلال رحلات تعريفية دورية». 3 وزارات مقصرة فى تنشيط السياحة الداخلية وقال إن هناك جهات عديدة مقصرة فى القيام بهذا الدور الهام، وتعريف المواطن العادى بالمعالم السياحية الموجودة ببلده لزيادة أواصر الترابط بين المصريين ووطنهم، وتتمثل هذه الجهات فى 3 وزارات وهى السياحة والتعليم وأيضا الشباب والرياضة، بالإضافة إلى «أهالى الأقصر» من أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية ووسائل النقل المختلفة الذين لا يقدمون منتجا يتناسب مع كل فئات المجتمع خاصة من الشباب وطلاب المدارس والجامعات والذين يحتاجون لمنتج خاص أى أن كل عناصر الخدمة مقصرة فى هذا الشأن. ووجه رضا داود اللوم لوزارة الشباب التى تحظى بالنسبة الاكبر فى التقصير خاصة أن مراكز الشباب لم تستغل الرحلات التعريفية الاستغلال الأمثل بخدمة متكاملة خاصة أن هناك طاقة استيعابية كبيرة فى بيوت الشباب بالأقصر وأسوان، مشيرا إلى أنه يجب أن تدعم الحكومة وزارة الشباب بقوة فى هذا الاتجاه. وعن جدوى افتتاح مكتب للترويج السياحى بالدول العربية، وانتقاد البعض افتتاحه بدولة الامارات العربية، قال عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أنه قبل أن أحكم على انتاجية المكتب السياحى أو انتقاده يجب أن يتم اجراء دراسة متكاملة حول جدواه من خلال الإجابة على بعض الأسئلة ومنها هل الحركة الوافدة ستزداد من خلال هذا المكتب أم لا؟ سواء من الدولة التى تم افتتاح مكتب جديد بها أو من الدول المحيطة بها مع إجراء تقييم دورى للمكتب بجميع خدماته وأدواته ووسائل الطيران التى ستنقل الحركة منه. وتساءل.. لماذا يتم افتتاح مكتب سياحى بدولة أندونيسيا التى بها ما يزيد عن 90 مليون نسمة ويخرج منها عدد كبير من السائحين ذوى الانفاق المرتفع سنويا والعائق الأكبر هو عدم وجود طيران منخفض التكاليف وأيضا عدم وجود خط طيران منتظم بين القاهرة وجاكرتا. وطالب رضا داود بإعادة دراسة الأسواق المصدرة للسياحة من جديد خاصة الأسواق الجديدة وتقييم الأدوات الترويجى والتسهيلات المقدمة لها سواء بالنسبة للتأشيرات ووسائل النقل التى تعد أهم أدوات نجاح أى سوق جديد.