لأن الحاجة أم الاختراع، فالشباب لا يكف عن تخطى العراقيل التى يواجهها للتخلص من شبح البطالة. طرق إبداعية كثيرة يسلكها الشباب لتحقيق أحلامهم والوصول لما يريدون بأقل التكاليف، انطلاقا من قاعدة «من أحب وحلم، سعى». تنطبق هذه الحكمة على مجموعة من شباب الإسكندرية، سعوا إلى تحقيق أحلامهم بشكل جديد، ومحاربة البطالة، والمستحيل معا فى آن واحد، بإعادة تقديم فكرة قديمة فى شكل جديد، لجذب انتباه المارة والزبائن. الشاب الأول، اخترع بنزينة عصير، فى الشكل مضخة بنزين كتلك الموجودة فى محطات تموين السيارات، وفى الجوهر عصير قصب يملأ التانك استعدادا لطلب زبون «التفويل» بعصير 80،90،95. صاحب الفكرة، محمد الذى يبلغ من العمر 35 عاما، يحكى ل«الشروق» إنه فور تخرجه فى كلية التجارة، فكر فى تجديد شكل محطات البنزين لتقديم منتجات جديدة، تواكب الزمن وتبهر الشباب الباحث عن التميز والاختلاف، وتمنح المحل كذلك أفضلية عن المحلات المنافسة الموجودة فى المحيط. فى الأصل عمل محمد فى وقت سابق فى محل عصير، وهو الدافع الأبرز له لتطوير فكرته، حتى حصدت الفكرة الشهرة اللازمة وأصبح للمكان جمهور ياتى فقط ليتصور مع «تانك» العصير. الشاب الآخر، هو إسلام الصافى، صاحب فكرة «صافى جريل» وهى شواية على شكل صندوق يمكن حملها والسير بها فى الشارع، لبيع الساندوتشات السريعة بأقل تكلفة. الصافى الطالب فى الفرقة الرابعة بكلية التجارة، قال إن الفكرة راودته حينما كان يشاهد فيلما ألمانيا، ففكر فى نقل الاختراع وتطبيقه فى مصر بعد استشارة المقربين منه، وعمل دراسات فنية له لضمان الأمان وكذلك الوصول إلى الربح المادى. الهروب من دفع الإيجار كان سببا رئيسيا للجوء الشاب إلى تلك الفكرة / الشواية التى يتحرك بها على شاطئ البحر، وهو مكان لو أراد فتح محل فيه سيتكلف الكثير والكثير، ليحقق المعادلة الصعبة... مكان حيوى ومميز، وتكاليف أقل، بدون إزعاج من البلدية أو الحى، لأن المشروع بالأساس يحمل ظهرا. استغرق تطبيق الفكرة نحو شهرين، قبل تطبيقها وبعد نجاحها ينوى الصافى التوسع بشكل أكبر ونقل فكرته إلى القاهرة.