أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، اليوم، أن رتلا عسكريا للقوات التركية مؤلفا من عناصر وآليات وعربات عسكرية دخل الأراضى السورية عبر ريف إدلب، متوجها نحو ريف حلب الغربى بحماية من هيئة تحرير الشام، وذلك بعد 4 أيام من دخول قوات الاستطلاع التركية إلى الأراضى السورية. وأوضح المرصد السورى أن الرتل العسكرى التركى دخل إلى البلاد عبر منطقة كفرلوسين بريف ادلب وتوجه نحو ريف حلب الغربى «بحماية من هيئة تحرير الشام»، وهى هيئة مؤلفة من عدة فصائل أبرزها جبهة فتح الشام،(جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وذلك استعدادا ل«الانتشار» فى شمال غرب البلاد. وقال قيادى فى الجيش السورى الحر يدعى أبو الخير إن القافلة ضمت نحو 30 مركبة عسكرية ودخلت سوريا قرب معبر باب الهوى، مضيفا أن قافلة الجيش التركى رافقها مقاتلون من هيئة تحرير الشام، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء وذكر مسئول آخر بالجيش السورى الحر فى المنطقة إن القافلة العسكرية التركية دخلت تحت حماية هيئة تحرير الشام لاتخاذ مواقع على خط المواجهة مع وحدات حماية الشعب الكردية. بدوره، قال مدير المرصد السورى رامى عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذا أول انتشار للقوات التركية بعد دخول قوات الاستطلاع» فى الأيام الأخيرة. وأشار عبدالرحمن إلى أن «الانتشار سيحصل فى ريف حلب الغربى، بمحاذاة مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية» التى تصنفها أنقرة منظمة إرهابية، موضحا أن القوات التركية ستنتشر خصوصا «جنوب منطقة عفرين» الخاضغة لسيطرة الأكراد. ولم يحدد المرصد السورى عدد القوات التركية التى تم نشرها. إلا أن وسائل إعلام تركية ذكرت أنه تتألف من 80 جنديا تركيا من القوات الخاصة مع 12 مدرعة، مشيرة إلى أنه من المتوقع دخول أربعين جنديا آخرين فى وقت لاحق. إلى ذلك، توقعت مصادر فى المعارضة أن يأتى رتل آخر من القوات التركية ليتجه نحو جبل الشيخ بركات وهو أعلى نقطة جغرافية فى محافظة حلب، وهى خاضعة لسيطرة مقاتلى المعارضة. وكانت وكالة الأناضول التركية للأنباء أفادت مساء أمس بأن العديد من آليات النقل المصفحة وسيارات الإسعاف قد وصلت إلى ريحانلى الحدودية مع سوريا استعدادا لتنفيذ عملية انتشار. وفى أنقرة، أعلن الجيش التركى فى بيان اليوم، أنه بدأ نشر نقاط مراقبة فى محافظة إدلب فى إطار اتفاق «عدم التصعيد» الذى أبرمته تركيا الشهر الماضى مع إيرانوروسيا. وأوضح البيان أن القوات التركية فى المنطقة تؤدى واجباتها بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها مع روسياوإيران، مشيرا إلى أن نقاط المراقبة تهدف لتهيئة الظروف المناسبة لضمان وقف إطلاق النار واستمراره. وتشكل محافظة إدلب واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق لخفض التوتر فى مايو الماضى خلال محادثات استانا برعاية روسياوإيران، حليفتى نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة السورية. ويستثنى الاتفاق المجموعات الإرهابية، ومن بينها تنظيم «داعش» وهيئة تحرير الشام.