شهدت منطقة الزراعة 10 التابعة لمركز الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الجمعة، واقعة مأساوية أسفرت عن مصرع شاب في مقتبل العمر، بعد سقوط ماسورة ري حديدية على رأسه أثناء عمله في إحدى المزارع الاستثمارية. وكان اللواء محمد حامد، مدير أمن الوادي الجديد، قد تلقى إخطارًا عاجلًا من إدارة شرطة النجدة، يُفيد بوصول جثة شاب إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي. وبالفحص، تبين أن الجثة تعود إلى "محمد أحمد محمد" البالغ من العمر 19 عامًا، والمقيم بمحافظة أسيوط. تفاصيل الحادث والتحقيقات الأولية وفقًا لمصادر أمنية، جرى الحادث أثناء قيام الشاب محمد بمهام عمله داخل مزرعة استثمارية تقع بمنطقة الزراعة 10، حين انزلقت ماسورة ضخمة من معدات الري وسقطت مباشرة على رأسه، ما أدى إلى وفاته في الحال متأثرًا بإصابته الخطيرة. عقب وقوع الحادث، هرعت فرق الإسعاف إلى موقع الحادث، وجرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي، حيث وُضعت تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات للوقوف على ملابسات الواقعة. وقد جرى تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي بدأت بدورها التحقيق، مع استدعاء مسؤولي المزرعة وبعض العمال المتواجدين أثناء الحادث لسماع أقوالهم. من هو الشاب المتوفى؟ الشاب "محمد أحمد محمد" ينتمي إلى محافظة أسيوط، كان يعمل في المزرعة ضمن مئات الشباب الذين يتوافدون من صعيد مصر بحثًا عن فرصة عمل في المشاريع الزراعية الاستثمارية المنتشرة بمنطقة الفرافرة. مزارع الفرافرة.. فرص واعدة وتحديات قاتلة تُعد منطقة الفرافرة من أبرز مناطق التنمية الزراعية في مصر، حيث تضم العديد من المزارع الاستثمارية الكبرى التي تستقطب مئات الشباب للعمل بها، خاصة من محافظات الصعيد. وبدأت هذه الطفرة الزراعية في الفرافرة ضمن المشروع القومي لاستصلاح 1.5 مليون فدان، الذي أطلقته الدولة في عام 2015، بهدف توسيع الرقعة الزراعية وتوفير فرص عمل جديدة. لكن في المقابل، يواجه العمال في هذه المزارع تحديات كبيرة تتعلق ببيئة العمل، وغياب إجراءات السلامة المهنية في بعض المواقع، ما يجعلهم عرضة لحوادث العمل التي قد تنتهي بمآسٍ إنسانية، كما حدث في حالة الشاب محمد. جاءت وفاة الشاب محمد أحمد محمد لتسلط الضوء مجددًا على المخاطر التي تواجه العمال في بيئات العمل الزراعي، خاصة مع تنامي مشاريع الاستثمار الزراعي في مصر. وفي انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات النيابة العامة، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه الحادثة المؤلمة دافعًا لتحسين بيئة العمل وحماية أرواح الشباب الباحثين عن لقمة عيش كريمة.