دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمس، أكراد العراق للعودة عن قرار تنظيم استفتاء لانفصال إقليمهم فى 25 سبتمبر الحالى، مطالبا جميع القادة العراقيين بمعالجة هذه المسألة «بصبر وبضبط النفس». وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فى بيان إن «جويتريس يعتبر أن أى قرار احادى بتنظيم استفتاء فى هذا الوقت من شأنه أن يقوض أهداف هزيمة تنظيم داعش الإرهابى، وإعادة بناء المناطق المستعادة منه، وتيسير العودة الآمنة لأكثر من ثلاثة ملايين شخص ومهجر». وأضاف دوجاريك أن «جوتيريس يحترم سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ويرى أن أى قضية بين الحكومة الاتحادية والإقليمية فى كردستان يجب معالجتها من خلال حوار منظم وتسوية بناءة». وكانت الأممالمتحدة قدمت مقترحا لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى يقضى بتراجع الأكراد عن مشروع تنظيم استفتاء فى مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل فى مدة أقصاها ثلاث سنوات. لكن بارزانى، أبقى على الاستفتاء حتى اللحظة، معتبرا أن المقترحات المقدمة غير كافية. وفى بغداد، أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية العليا، أمس، أمرا بإيقاف إجراءات استفتاء كردستان مؤكدة أنه غير دستورى. كما أكد وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون خلال زيارة للعاصمة العراقية أنه سيبلغ المسئولين فى أربيل عاصمة إقليم كردستان برفض بلاده لاجراء الاستفتاء. من جهة أخرى، حذر نائب رئيس الجمهورية العراقى نورى المالكى، أمس، من «قيام إسرائيل ثانية» فى شمال العراق، فى إشارة إلى استفتاء كردستان. ويشار إلى أن إسرائيل، الدولة الوحيدة التى رحبت على لسان رئيس وزراءها بينامين نتنياهو بالاستفتاء. فى غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة التركية، اليوم، بدء مناورات عسكرية على الحدود العراقية قبل أسبوع على موعد استفتاء كردستان الذى تعارضه أنقرة. وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم رأوا ما يصل نحو 100 آلية عسكرية من بينها دبابات تنتشر على الحدود العراقية. وتعارض كل من تركيا وإيران استفتاء كردستان، إذ أعربوا عن قلقهما إزاء فكرة أن تثير أربيل النزعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية على أراضيهما. وهددت طهران، أمس، بإغلاق حدودها مع إقليم كردستان العراق ووضع حد لكل الاتفاقات الأمنية معه فى حال أجرى الاستفتاء. وكان البيت الأبيض قد دعا، الجمعة الماضية، الزعماء الأكراد إلى إلغاء هذا الاستفتاء، معتبرا أن إجراءه سيكون خطوة «استفزازية» و«مزعزعة للاستقرار».