نوبات نقص سريان الدم فى شرايين المخ العابرة. «transiant jschaemic altacks - TIAS» والتى يطلق عليها أيضا السكتات الدماغية الصغرى mini stroks تماثل فى خطورتها الذبحة الصدرية. فالذبحة الصدرية إنما تنشأ نتيجة لقلة تزويد عضلة القلب التى تتولى الشرايين التاجية تغذيتها بالدم، فإذا مالسبب أو لآخر قلت كمية الدم عن المطلوب تقلص الشريان محدثا ألما شديدا يعبر به عن شدة احتياجه للدم فإذا لم تواتيه النجدة يظل يطلبها بإلحاح فلا يهدأ الألم إلا باستخدام الأدوية الموسعة للشريان، وبالتالى تؤدى إلى تدفق الدم إلى عضلة القلب، إذا ما حدثت جلطة فى الشريان واستقرت، فإن الألم يختفى، إذ إن هذا الجزء من عضلة القلب يتعرض للموات وتتحول خلاياه لألياف، فالألم هنا بادرة أمل وجرس إنذار. الأمر يكاد يتطابق بين المخ والقلب، إذ إن تلك النوبة التى قد تتعرض لها فتحدث لك ارتباكا ما طال أم قصر، فإنك غالبا ما تنساه وقد تعزوه لضغوط الحياة المختلفة، فتهمل علاجه، إنما هو إنذار لخطر قادم لا محالة. فى دراسة مهمة لجامعة أكسفورد عمدت لتحليل ثمانى عشرة دراسة نشرت فى العالم خلال عام 2007 شملت دراسة متأنية لأكثر من عشرة آلاف شخص تعرضوا للإصابة بالسكتة الدماغية الصغرى بشكل أو بآخر، وجد أن واحدا من كل عشرين شخصا تعرض لسكتة دماغية كبرى خلال أسبوع، بينما تعرض واحد من كل عشرة إلى سكتة دماغية كبرى فى غضون الأشهر الثلاثة اللاحقة. المقصود بالسكتة الدماغية الكبرى: الجلطة التى قد تتسبب فى مختلف أنواع الشلل وفقا لمكان حدوثها، أو نزيف المخ إثر انفجار شريان.. اختلف السببان (الجلطة والنزيف) لكن أن النتيجة فى كلتا الحالتين واحدة. حملت الدراسة نفسها أملا واعدا وأخبارا سارة، من بين الذين تعرضوا لأعراض السكتة الدماغية الصغرى وطلبوا معاونة عاجلة وتمت مراجعتهم وعلاجهم فى المراكز المتخصصة لم تحدث السكتة الدماغية إلا فى 1٪ منهم، أما الذين لم يطلبوا النجدة وتجاهلوا الأمر، فقد ألمت بنسبة 11٪ منهم كارثة السكتة الدماغية الكبرى خلال أسبوع واحد. الاهتمام بأعراض السكتة الدماغية الصغرى أمر مهم يقى من مخاطر تؤدى إلي إعاقة دائمة لذا يجب ألا تعامل باستهانة، بل يجب دراستها وعلاجها بصورة سريعة. تظهر أعراضها حينما تمثل جلطة صغيرة شريانا ما يغذى المخ أوتجنح فيه فلا تسده بصورة كاملة إنما تعطل سريان الدم فيه فيضعف تياره وغالبا ما يتولى تيار الدم تنظيف الشريان منها فيدفعها أمامه إلى شريان أكبر قد تذوب فيه وتتكسر فى أفضل الحالات، لكن إذا ما تمكنت من سد الشريان بالكامل فهنا تحدث السكتة الدماغية الكبرى بتداعياتها الخطيرة المختلفة. تتعدد عوامل الخطر التى يمكن معها التنبؤ بإمكانية حدوث السكتة الدماغية الصغرى أو الكبرى مثل التقدم فى السن والإصابة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم والاحتفاظ بوزن زائد والتدخين والاكتفاء بحياة خاملة لا محل فيها للجهد البدنى أو الرياضة. ترتفع نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية فى الرجال عن النساء، لكنها إذا ما صادفت المرأة كانت قاضية بعكس الرجل، فإنه عادة ما ينجو إلا أنه يعانى من مشكلات إعاقتها. تشخيص السكتة الدماغية الصغرى وما يمكن أن يتبعه من مخاطر يبدأ بالملاحظة الذكية للأعراض، تتوافر للتشخيص تقنيات مهمة يمكنها أن تفصح عن ملامح المرض بدقة مثل فحوصات الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى وقياسات نسبة تدفق الدم للمخ عبر الشرايين السباتية، إلى جانب الفحص الطبى الإكلينيكى وفحوصات الدم المختلفة التى قد تسفر عن وجود مرض بالدم كأحد أنواع الأنيميا النادرة أو زيادة غير طبيعية فى عدد كرات الدم الحمراء مما يسفر عن التصاقها ببعضها البعض، فيساعد على حدوث الجلطة. قبل أن تلجأ لطلب المعاونة هل هناك ما يمكنك عمله؟.. قرص الأسبرين قد يبدو هنا بطلا حقيقيا.. تناول بعض أقراص الأسبرين، فإن ماله من قوة تأثير على درجة سيولة الدم قد تؤدى لإذابة الجلطة ودرء الخطر عنك حتى يتسنى للأطباء تقييم الحالة وإقامة خطوط الدفاع الواجبة لحمايتك من الأخطار القادمة. يصيب الرجال أكثر من النساء لكنها لو واتت المرأة.. لقتلتها قرص أسبرين قد يقى منها أول علاجها ملاحظة ذكية والنجاة منها تكمن فى سرعة تشخيصها اطلب المعاونة فوراً: إذا ما فاجأك أى من هذه الأعراض، لا تتردد فى طلب المساعدة العاجلة، حتى وإن زالت وحدها، فالتدخل السريع يقيك شرا حتما قادم. الإحساس بألم خفيف يشبه دبيب النمل على الوجه أو الساعد، خاصة إذا ما كان فى جانب واحد من الجسم. الإحساس فجأة بافتقاد التوازن وعدم القدرة على الحركة أو صعوبة المشى أو صعوبة فى التناسق الطبيعى بين حركة القدمين واليدين. صعوبة مفاجئة فى النطق أو الحديث. صعوبة مفاجئة فى فهم حوار من حولك. أى درجات التباس الأمر لفقدانك الإحساس بالمكان أو الزمان. صعوبة الرؤية بعين واحدة أو الاثنتين معا. غياب السمع فجأة عن إحدى الأذنين أو كلتيهما. صداع صاعق غير مبرر ينفجر فجأة فى الرأس بلا مقدمات أو سبب معروف