تتجه أنظار الفلسطينيين، خصوصا أولئك الذين فقدوا منازلهم ومصانعهم ومزارعهم فى الحرب الإسرائيلية على غزة، نحو قمة شرم الشيخ، التى تنعقد الاثنين لتوفر الدعم المالى لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية. ومن يتفقد الخيام التى أقيمت فوق بقايا ركام منازل عائلة عبدربه فى جباليا فى شمال قطاع غزة يلحظ مدى أهمية المؤتمر، الذى يرعاه الرئيس حسنى مبارك، لتحقيق آمالهم وحلمهم فى العودة إلى مأوى دمرته صواريخ الطائرات الحربية أو جرافات جيش الاحتلال. مؤتمر شرم الشيخ هو القضية الأولى للحديث بين أهل غزة هذه الأيام: كم هى الأموال التى ستتبرع بها الدول المانحة.. وما الآلية التى سيجرى الإنفاق وإعادة الإعمار وفقا لها؟ ومن هى الجهة المشرفة، وما الفترة الزمنية التى ستبقى العائلات والمنكوبة دون مأوى؟ أسئلة مشروعة لمن فقدوا من أبنائهم شهداء أو دمرت بيوتهم ومصانعهم ومزارعهم. خيمة محمد عبدربه، الناجى مع عدد من أفراد أسرته من المذبحة الإسرائيلية، لا تقوى على مجابهة الرياح وبرد الشتاء القارص، وتقف شاهدة على المأساة، التى خلفتها الحرب الإسرائيلية الأشرس والأعنف على قطاع غزة. محمد ذو ال51 عاما، يقول: «نعرف ما ذهب لن يعود.. لكن رسالتنا للدول المانحة أن يصلحوا بين حماس وفتح ويدعمونا بالمال لنعيد بناء بيوتنا فى مكانها»، ويستدرك الرجل: «لكن من دون سلام وهدنة مع إسرائيل، فكل ما نبنيه ع الفاضى.. يمكن أن يقوم (الإسرائيليون) بحرب جديدة ويتوغلوا ويقصفوا بأى لحظة ويدمروا ما نبنيه». وتبلغ كلفة إعادة إعمار هذه المنازل والمنشآت فقط مليار وأربعمائة مليون دولار وفقا لمنير البرش رئيس لجنة الإغاثة التابعة للحكومة المقالة التى تديرها حماس. ويقول إبراهيم السمونى 50عاما وهو يحتضن طفلته ألماظة 12عاما «نتمنى أن يدعمونا ويبنوا لنا دارنا ويعيدوا لنا مزرعتنا التى جرفوها فى الحرب». ويضيف هذا الرجل: «لن يعيد الرؤساء والمسئولون لنا الشهداء.. لن يعيدوا زوجتى وأولادى الأربعة، وإخوتى وأولاد وبنات إخوتى الذين استشهدوا فى الحرب.. لكن يمكن أن يجبروا إسرائيل على توفير السلام.. وإدخال مواد البناء لإعمار بيوتنا». وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت ثلاثين شخصا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب نحو مائة آخرين من عائلة السمونى فى الحرب الإسرائيلية على حارة السمونى فى الجهة الجنوبية الشرقية فى حى الزيتون خلال الحرب، التى استمرت من 27 وحتى 18يناير.