أهالي الوادى الجديد، على موعد مع فرحتين هذا الأسبوع؛ حيث يحتفلون بالعيد الأضحى المبارك، بالتزامن مع بداية موسم جنى البلح، المعروف باسم «الدميرة». الوادى الجديد -عاصمة النخيل بمصر- تضم نحو 2 مليون نخلة مثمرة، تنتج أنواعا مختلفة ومتنوعة من البلح والتمور، بينها السيوى، أو الصعيدى، نصف الجاف، والبلح / التمر الجاف، وأنواعا أخرى من البلح الرطب مثل الحجازى، والفالق والبارحى والمنتور، وغيرها من أسماء التمور التى تذخر بها المحافظة الصحراوية، وكانت سببا فى شهرتها. ولسنين طويلة مضت، اعتمد أهالى الوادى، على موسم «دميرة البلح» فى تزويج أبنائهم وبناتهم، وشراء المستلزمات والاحتياجات الأساسية التى تحتاجها المنازل طوال العام، اعتمادا على العوائد المالية المرتفعة التى يحققونها فى الموسم نتيجة حركة البيع. محمود عبدالفتاح، أحد مزارعى الخارجة، قال ل«الشروق»، إن عيد الأضحى هذا العام يزامن مع موسم جنى البلح، واشتهر أبناء الوادى الجديد منذ عشرات السنين بالإقبال الشديد على شراء وتناول اللحوم فى موسم جنى البلح أو فى فترة الدميرة؛ نتيجة عاداتهم المتوارثة بضرورة تناول اللحوم أيام جنى البلح، أو ما يطلقون عليه «القطيع»، وهى كلمة مشتقة من قطع عراجين البلح، وهى عملية تتم بشكل يومى فى الموسم. وأضاف أن تناول اللحوم فترة الدميرة لها طابع خاص بأبناء مدينة الخارجة، وهى سبب رئيسى في ارتفاع معدلات شراء اللحوم بالمحافظة، حيث يتبادل الأهل والأقارب والجيران، اللحوم والبلح معا، فيما تحرص الأسر على أن يكون التمر حاضرا على المائدة ل«التحلية» به بعد تناول اللحوم. علي محمد علي، مزارع بالداخلة، قال: إن البلح ثمرة الأنبياء، ونعمل طوال العام لكي نحصل على عائد لتدبر أمور معيشتنا وحياتنا، فكل ما نرجوه هو طلب البركة من الله سواء كان العائد مرتفعا أو منخفضا؛ لكننا نأمل ارتفاع أسعار البلح هذا العام للقدرة على سد احتياجاتنا الأساسية، وحلول عيد الأضحى مع جني الخير ساهمت بشكل كبير فى رسم الفرحة على وجوه أبناء المحافظة.