على ناصية أحد شوارع دوران شبرا تحت ظلال شجرة كبيرة يقع «مقهى الصحافة»، الذى يعتبر قبلة الباحثين عن استراحة هادئة يحتسون القهوة ويتصفحون الجرائد بعيدا عن ضجيج الشارع. ولا تحتاج لافتة لتستدل على المقهى، فهو من أشهر مقاهى حى شبرا بمنطقة روض الفرج، فيرجع تاريخ هذا المقهى إلى عام 1952، كان أغلب مُرتاديها من الصحفيين والمثقفين ورجال الأعمال، ربما لذلك السبب اشتهرت ب«قهوة الصحافة»، لكنه لم يكن السبب الوحيد لتسميتها بهذا الاسم. يحكى الحاج طارق الخضرى ل«الشروق، وهو واحد من ورثة المقهى والذى فضل أن يشرف على شئون المقهى بنفسه بعد وفاة والده على الخضرى صاحب المقهى،: «كان والدى متعهد صحف فى الحى تأتيه الأعداد اليومية من الصحف القومية كل صباح، وبذلك يطلع زبائن المقهى على الصحف بدون مقابل»، كانت خدمة يقدمها صاحب المقهى لزبائنه لكن هذه الخدمة كانت السبب فى أن يكون المقهى من أشهر مقاهى حى شبرا. قهوة بدون شطرنج لم يخل أى مقهى من ألعاب الدومينو والشطرنج وغيرها من ألعاب التسلية التى يعتادها هُواة الجلوس على المقاهى، لكن المعلم على الخضرى كان له رأى آخر، فيقول إن المقهى كان ملتقى للصحفيين والمثقفين، كما أن الوالد لم يكن يحب الصخب والصوت العالى فى المقهى لذلك حافظ على هدوء المكان بأن يكون المقهى بلا ألعاب، فأصبح زبائن المقهى ممن يفضلون الهدوء و«مش عاوزين دوشة». الحاج وائل صالح، وهو من زبائن المقهى اعتاد أن يرتاده منذ بداية الثمانينيات يقول، إن المقهى قديما كان ملتقى للصحفيين والمثقفين ورجال الأعمال وكان هناك متسع من الوقت يوفر فرصة جيدة للنقاش وتبادل الأفكار والمعلومات، أما الآن فلم يعد الوضع كما كان فأصبح زبائن المقهى من الشباب وخريجى الجامعات وبعض الزبائن القدامى الذين اعتادوا الجلوس عليها، مُضيفا لم يعد عدد متصفحى الجرائد كما كان لكنها لا تزال تشتهر ب«قهوة الصحافة».