أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا تجاه شمال اليابان، صباح يوم الثلاثاء، فى خطوة وصفها رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى "بتهديد خطير وغير مسبوق" تجاه دولته. وأفادت هيئة الإذاعة اليابانية " N.H.K"، بأنه تم إطلاق الصاروخ من موقع قريب من مدينة بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية مارا بجزيرة "هوكايدو"، شمال اليابان. موضحًا أن الصاروخ قد تحطم إلى أجزاء قبل أن يسقط فى البحر. يأتى ذلك بعد أسابيع من تهديد كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية، بإطلاق صورايخ تجاه جزيرة جوام الأمريكية فى المحيط الهادى، في الوقت الذي أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فيه أن كوريا الشمالية ستواجه "بالنار والغضب" إذا ما حاولت الهجوم على الولاياتالمتحدة. وتعهد الرئيس الأمريكى، فى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء اليابانى بزيادة الضغط على كوريا الشمالية، مؤكدًا التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن اليابان. وعقد اجتماعا طارئا لبحث تطورات الموقف. تدريبات عسكرية أشعلت الأزمة وذكرت صحيفة " الجارديان" البريطانية، أن إطلاق كوريا الشمالية الصواريخ على اليابان، ربما يكون ردا على التدريبات العسكرية بين الجيش الأمريكى وجيش كوريا الجنوبية. في السياق ذاته، وصف سفير كوريا الشمالية فى الأممالمتحدة، جا سونج نام، التدريبات "بالاستفزازية والعدوانية"، موضحًا أن الموقف فى شبة الجزيرة الكورية أصبح "كالقنبلة الموقوتة". واحتج متحدث بوزارة الخارجية الأمريكية، على تصريح سفير كوريا الشمالية، موضحا أن الغرض الأساسى من التدريبات هو تطوير قدرات الحلفاء للدفاع عن كوريا الجنوبية. مضيفا أن التدريبات العسكرية بين البلدين يتم تنظيمها سنويا تحت إشراف قوات دفاع مشتركة منذ ما يقرب ال40 عاما. ردود الأفعال الدولية تجاه الحادث صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينج، من التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، واضعة جزءًا من اللوم على كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة وذلك بسبب التدريبات العسكرية المشتركة بين الطرفين، معتبرة إياها كانت بسبب الضغط على كوريا الشمالية. كما أعرب نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجى ريابكوف، عن قلقه إزاء الوضع المتفاقم فى شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن التدريبات العسكرية بين واشنطن وسيول لعبت دورا فى استفزاز بيونج يانج. محاولات كوريا الشمالية السابقة لضرب اليابان تعد تلك المرة الثالثة التى قامت بها كوريا الشمالية بإطلاق الصورايخ تجاه اليابان، فالمحاولة الأولى كانت منذ عام 1998 يليها محاولة ثانية فى عام 2009، إلا أن كوريا الشمالية تتدعى بأنها صواريخ تهدف إلى إطلاق الأقمار الصناعية وليست أسلحة. كوريا الشمالية وبرنامجها الصاروخي فى الأشهر الأخيرة، تزايدت أعداد الاختبارات التى تجريها كوريا الشمالية لتطوير برنامجها الصاروخى، فقال خبراء للقناة البريطانية" بى. بى. سى"، إن كوريا الشمالية تسير بخطى متسارعة نحو تطوير هدفها فى إنشاء ترسانة من الأسلحة النووية. كما أطلقت كوريا الشمالية منذ شهر فبراير الماضى مجموعة من الصواريخ عابرة للقارات، إلا أن تلك الصواريخ عادة ما تنتهى بالانفجار بعد إطلاقها أو التحطم إلى أجزاء فى البحر. ولكن تلك المحاولات أسفرت عن قيام مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية؛ تهدف إلى تشديد القيود المفروضة على صادرات الفحم والحديد وخام الحديد ليصبح حظرا كاملا إلى جانب حظر صادرات المأكولات البحرية، حيث تبلغ صادرات بيونج يانج 3 مليارات دولار، قبل أن تخفضها تلك العقوبات بواقع الثلث.