بعربة صغيرة تحمل بعض مستحضرات التجميل، بدأت لمار على الفتاة العشرينية حياتها العملية منذ عام وبضعة أشهر، بعد إدخارها مبلغا لشراء بعض الأكسسوارت والملابس. رفضت لمار القبول بواقع معظم الشباب وانتظار جواب التعيين عن دراستها فى التعليم الفنى، لتبدأ العمل أولا فى أحد محلات الإكسسوار، ثم جاءت لها فكرة إنشاء كيان مستقل بها يتناسب مع وضعها الاقتصادى المتوسط من خلال شراء بعض مستحضرات التجميل والملابس لتقبع على يسار شارع الموسيقار على اسماعيل لتجد قبولا على مشروعها الصغير. تقول لمار: «أشعر بذاتى لما ببيع المنتج بتاعى للزبون، لأنى أبحث عن كيانى فى المشروع اللى تعبت فيه وإن كان صغير، لكن الحلم يبدأ بخطوة، وإن شاء الله المشروع يكبر وأفتح محل». تستقبل لمار صباحها كل يوم بابتسامة لطيفة تقرب منها زبائنها من النساء وحتى تخفف عنهن حرج الفصال، تقدم لهم خصما نسبيا لا يقلل من مكسبها كثيرا، وتذكر: «شعبنا بيحب الفصال على أقل حاجة وأنا علشان بعمل أنواع مستحضرات فى البيت بعمل خصم مايخسرنيش وربنا بيكرم». لم تسلم الفتاة الشابة من مضايقات الشباب لها طوال اليوم لكنها تردهم دائما: ب«عايز حاجة يا فندم أطلب او اتفضل».. وتضيف: «عايزة أى بنت تشتغل فى أى حاجة شريفة، الشغل مش عيب لأن الشغل للبنت حلو بيحسسها بذاتها وبيمدها بدفعة معنوية». على الرغم من مخالفتها لقواعد الطريق إلا أن رئيس الحى منح للفتاة فرصة البقاء فى ساحتها الضيقة التى لا تعطل الطريق حتى يمنحها ثقة ويشجعها على العمل، توضح: «كنت قلقانة فى الأول إن الحى يجى يرمى حاجتى إللى تعبت فيها لكن ربنا كريم ورئيس الحى بنفسه طلب أنى أستمر فى عملى دون المساس بمتعلقاتى الأساسية».