معاناتها مع الحياة تظهر علي تقاسيم وجهها ومأساتها تركت بصماتها علي صحتها المتدهورة.. فقد توفي زوجها المكوجي, وترك لها عددًا من الأبناء لتجد نفسها بلا مقدمات.. عائل الأسرة الوحيد, قررت قبول التحدي وعدم الانكسار وحلت محل زوجها الراحل في مهنة كي الملابس. أكثر من 20 سنة منذ قبول التحدي نافست ∩ أم حسن ∩ فيها الرجال, لتستحق عن جدارة لقب أشهر ∩أسطي مكوجي∪ في السيدة زينب. حكاية الست ∩أم حسن ∩ مع المكواة بدأت عند زواجها من الأسطي ∩شعبان∪ صاحب أكبر محل ∩مكواة ∩ في مصر, وبعد أن فارق الحياة تاركًا وراءه ميراث ربع قرن من السمعة الحسنة ومحلًا صغيرًا لكي الملابس وسط حي السيدة زينب, لتقرر بعدها الزوجة استكمال مسيرته وتطوير محل أكل ∩عيشها∪ وفقًا لمتطلبات الزمن تقول أم حسن : ∩الحياة علمتني أن الجنيه اللي بعرق وتعب أحسن من فدان نوم وأنتخة, ومهما الظروف عاكستني هاتحداها وأكمل∪. الست ∩أم حسن ∪ صاحبة الستين عامًا تحكي بعفوية شديدة أن الظروف الصعبة أظهرت محبة الناس لها, وهي وحدها التي شجعتها لتقتحم عالم ∩المكوجية∪ في حي شعبي له تقاليده وأعرافه, دون الخوف من ردود فعل الشارع وأضافت : ∩ماحبتش أغير الشغلانة, الناس كلها عرفت محل جوزي من زمان, مش عايزة أخسر الزبون علشان أفكار غريبة وعلاقتي بزبائني والحمد لله قوية جدًا, فهم يقدرونني ويتمسكون بالتعامل معي والسؤال عني باستمرار . حرصت الست ∩أم حسن ∩ علي تعليم بناتها في المدارس حتي لا يواجهن مشقة الحياة مثلها تقول : ∩بنتي الكبيرة خلصت دراسة واتجوزت, والأصغر منها علي وش جواز∪ وأعول ولدين احدهما مازال طالبًا, وعن رأي أبنائها في مهنتها تقول: ∩فخورين بي وفي كل مكان يتكلموا عن شغلانتي اللي ساهمت في تربيتهم∪. قالت ∩مكوجية ∩ السيدة زينب ∩, إنها تتقاضي أقل أجور بالمنطقة من أجل الحفاظ علي زبونها من إغراءات المحلات المجاورة التي تستخدم طرقًا أحدث منها في ∩كي∪ الملابس, وبثقة شديدة تؤكد ∩الزبون برضو بيتعامل علي أساس السمعة والأصل الطيب قبل أي حاجة∪ .