قال الكاتب علاء الأسوانى إن مصر بها إمكانات بشرية هائلة، مشيرا إلى أن نحو 824 ألف مصرى يمتلكون مهارات، وعقولا نابغة يعملون بالخارج، ويتمنون خدمة بلادهم ولكن النظام لا يتيح الفرصة للاستفادة منهم، معللا ذلك بأن الشخص الذى يأخذ فرصا جيدة فى هذا البلد لابد وأن يكون قريبا بشكل أو بآخر من النظام الحاكم. وفى لقائه ببرنامج 90 دقيقة مساء الأربعاء تطرق الأسوانى إلى مفهومه لكلمة الديمقراطية، والتى يراها حلا لجميع المشكلات التى تناقشها مقالاته بجريدة الشروق، وقال للإعلامية ريهام السهلى إن هذا المفهوم أصبح من الثوابت فى العالم، ويتلخص فى عدة قواعد منها، تداول السلطة، واستقلال القضاء، وإلغاء قانون الطوارئ، وتحقيق انتخابات نزيهة. وردا على سؤال حول رأيه فى قول البعض إن الديمقراطية المطلقة لا تصلح للمصريين، وإنهم سوف يسيئون استخدامها قال «أعرف من قال هذا الكلام ومن الأفضل أنك لم تذكرى اسمه، ولكننى أؤكد أن من يقول هذا الرأى لم يقرأ تاريخ الشعب المصرى جيدا، فالمصريون خاضوا مثل هذا الاختبار من قبل، قبل ثورة يوليو 52. وعن الدين والجنس والسياسة، فى أعماله قال إن الرواية تشبه حياتنا فى الواقع ولكن بشكل أكثر عمقا، وفى مجتمعنا الدين والجنس والسياسة تلعب دورا مهما فى يومياتنا، فبالتالى لن توجد رواية حقيقية خالية من هذه الموضوعات، وعن تناوله مسألة التطرف الدينى فى مقالاته بجريدة «الشروق» قال إن هذا واجبه ككاتب لأن الكتّاب من وجهة نظره ثلاثة أنواع، منهم من يكتب لكى يحصل قوته، ومنهم من يكتب للتعليق فقط على المشاكل دون محاولة حلها، ولكن الكاتب الحقيقى فى رأيه، هو من يكتب ليغير بشكل فعلى، وهذا النوع من الكتاب والذى ينتمى الأسوانى إليه يشير إلى أنه من الممكن أن يكون مغضوبا عليه من قبل النظام ولكنه يرى أن هذا مقابل مرضٍ بالنسبة للأهداف التى يصبو إليها. وقال انه يعرف ردود أفعال القراء بشفافية، فى الموقع الإلكترونى ل«الشروق»، وأن التعليقات على مقالاته تصل أحيانا إلى الألف تعليق، وهو ما لا يحدث لكبار الكتاب، ويضيف انه عندما يهاجمك مائة من الألف فإن هذا مؤشر جيد، على الرغم من أن الهجوم فى بعض الأحيان يصل إلى حد السب، ولكن ما يشعره بالضيق هو أن هذه التعليقات التى تعارضه يحمل بعضها دلالة قوية على عقلية من يرسلها. وعندما سبب عدم نيله جوائز من مصر، رغم فوزه بالعديد من الجوائز العالمية، قال إن هذا غير صحيح وأنه بالفعل أخذ من مصر أفضل جائزة تمنح لكاتب، وهى حب وتقدير القراء، وأشار إلى الشبهة التى تلاحق جوائز الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة، والتى يتدخل الوزير بشكل كبير فى منحها، ودلل على هذا بالتحقيقين اللذين قاما بهما الكاتب حمدى عبدالرحيم رئيس القسم الثقافى ب«الشروق»، والزميل سامح سامى الصحفى بنفس القسم، واللذين وضحا كيفية تدخل الوزير فى جوائز الدولة، وقال إنه فخور بالجوائز التى نالها من خارج مصر لأنه لم يتقدم إلى أى منها، ولكنها جاءت نتيجة لترشيحات القائمين عليها، وقال الأسوانى إنه اتفق مع «دار الشروق» على إنتاج روايته شيكاغو، ومجموعته نيران صديقة، للسينما والتليفزيون، ومن المفارقات التى تكلم عنها، أنه لم تتم دعوته لحضور العرض الخاص لفيلم عمارة يعقوبيان، نظرا لأن العرض حضره العديد من الشخصيات البارزة فى الدولة، مما جعل الأمن يعترض على وجوده، وخضع لذلك القائمون على الفيلم، الأمر الذى وصفه علاء بالمهزلة.