مجريسى: تحديد إجراءات مكافحة الإرهاب وضعف حكومة الوفاق «عوائق محتملة».. و«ليبراسيون»: المشير المستفيد الوحيد من اجتماع باريس شكك محللون وخبراء فى الشأن الليبى، أمس، أن يسهم الاتفاق الذى توصل إليه رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية فايز السراج وقائد الجيش الوطنى الليبى، المشير خليفة حفتر خلال لقائهما فى فرنسا، فى تحقيق اختراق للأزمة الليبية، لاسيما بشأن فرص نجاح وقف إطلاق النار المشروط الذى توصل إليه الطرفان. وتوصل حفتر والسراج، أمس الأول، إلى اتفاق على وقف إطلاق للنار يستثنى جهود مكافحة الإرهاب، وكذلك اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى أقرب وقت ممكن. وذلك فى إطار لقاء جمعهما فى باريس برعاية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وبحضور المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة. وقال الدبلوماسى الفرنسى السابق لدى ليبيا باتريك همذادا، إن «التحدى الحقيقى هو تنفيذ الاتفاق»، مؤكدا أن الاعتقاد أنه بمجرد اتفاق السراج وحفتر ستلتئم البلاد من الانقسام، هو اعتقاد خاطئ. وأشار همذادا إلى أن «الرجلين ليس الفاعلين الوحيدين فى المشهد الليبى، لذلك اتفاقهما إما سيكون الخطوة الأولى للحل، أو خطوة لتفاقم انقسام البلاد»، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية. ورأت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية فى تقرير لها أمس، أن المشير حفتر هو المستفيد الوحيد من اجتماع باريس، لافتة إلى أنه من الواضح أن حفتر الذى يحظى بدعم من دول الجوار الليبى، بات مفضلا أيضا لدى فرنسا. كما اعتبرت أيضا، صحيفة «جارديان» البريطانية، أن اتفاق باريس يقدم المزيد (من المكاسب) إلى المشير حفتر عن السراج، مشيرة إلى أن أغلب العواصمالغربية كانت مترددة فى إعطاء حفتر أى دور سياسى، ولكن المكاسب التى حققتها قواته غيرت من الموقف. ويشكك العديد من المحللين الليبيين، بحسب جارديان، فى فرص نجاح وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه. ونقلت الصحيفة عن جلال حرشاوى، الباحث المتخصص فى الشأن الليبى بجامعة باريس، قوله: «لا أتصور أى جماعات مسلحة ذات هدف حقيقى ستضع أسلحتها»، مضيفا «فى غرب ليبيا توجد جماعات تنحاز للسراج ولكن لا تطيعه. فضلا عن جماعات موالية لحكومة الانقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطنى العام (المنتهية ولايته) المستبعدة من المحادثات». ورأت «جارديان» أنه إذا لم يتم حل الميليشيات فى طرابلس، قد يعتبر حفتر اتفاق باريس باطلا، ما قد يؤدى لاستئناف القتال مجددا، لافتة فى الوقت ذاته إلى أن عدم دعوة ممثلين لبرلمان طبرق (المعترف به دوليا) إلى المحادثات فى باريس، قد يدفع نوابا للتردد فى تأييد اتفاق باريس. من جانبه، أعرب المحلل السياسى الليبى طارق مجريسى، عن تشككه فى أن يكون اتفاق باريس بداية لاختراق فى الأزمة الليبية، قائلا: «كخطوة نحو حل حقيقى للوضع فى ليبيا، لست متفائلا جدا»، بحسب ما نقلته صحيفة «تليجراف» البريطانية. وأوضح مجريسى أن «أحد العوائق المحتملة هو تحديد الإجراءات العسكرية التى تعتبر ضمن جهود مكافحة الإرهاب ومن ثم يسمح بها بموجب الاتفاق»، مشيرا إلى أن وجود تعريف واسع لمكافحة الإرهاب يترك مجالا واسعا لاستخدام القوة. وأضاف مجريسى أن «العائق الآخر يتمثل فى ضعف حكومة السراج، إذ إن سيطرتها قليلة على الميليشيات الموالية لها». وذكرت «تليجراف» أن الرئيس الفرنسى ماكرون تحدث مع قادة مصر والإمارات الداعمتين لحفتر، قبل الاجتماع، للحصول على دعمهما للاتفاق. من جهتها، أشادت إذاعة «أر.اف.آى» الفرنسية بدور مصر فى حل الأزمة الليبية، موضحة أن القاهرة إذا ما نسقت جهودها مع الرئاسة الفرنسية، فإن جهد البلدين حتما سينجح فى رأب الصدع بين الفرقاء الليبيين. وفى القاهرة، رحبت وزارة الخارجية فى بيان، مساء أمس الأول، بنتائج لقاء السراج والمشير حفتر فى فرنسا، معتبرة أن اللقاء يمثل خطوة إضافية على طريق التوصل إلى الحل الشامل فى ليبيا. وأشاد البيان ب«مستوى التنسيق القائم بين مصر وفرنسا على مدى الأشهر الماضية»، مؤكدا أن «مصر ستواصل جهودها بالتعاون مع الدول الصديقة، لدعم الحل السياسى فى ليبيا، استنادا على اتفاق الصخيرات الموقع فى ديسمبر 2015، وبالشكل الذى يكفل تحقيق طموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والبدء فى مرحلة إعادة البناء».