الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كتب مقالا فى صحيفة «الأهرام» يوم الأحد الماضى «9 يوليو» بعنوان «طظ فى قطر». أنا متفق مع غالبية ما جاء فيه من أفكار ومواقف وتحليلات، لكنى مختلف فقط فى العنوان والسطر الذى ختم فيه المقال قائلا: «تحيا مصر.. وطظ فى قطر». كنت أتمنى أن يختار الأستاذ مكرم أى عنوان غير الذى اختاره، وأن يختم بعبارة تحيا مصر، ألا يتبعها ب«طظ فى قطر». الأستاذ مكرم قيمة صحفية كبيرة، كان نقيبا للصحفيين لدورات كثيرة، وترأس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور لفترة طويلة، وكان مديرا لتحرير الأهرام وكان مقربا أيضا من الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. الأستاذ مكرم أيضا، لا يزال حتى هذه اللحظة أطال الله فى عمره يفخر بأنه صحفى. نذهب معا إلى مؤتمرات ولقاءات وفاعليات كثيرة من أول اللقاء مع رئيس الجمهورية نهاية بأصغر مسئول. فى كل هذه اللقاءات يمسك بالورقة والقلم، ويسأل المصدر، وكأنه لا يزال محررا تحت التمرين. كتبت فى هذا المكان أكثر من مقال فى الأسبوعين الأخيرين منتقدا تصرفات الحكومة القطرية وتدخلها الدائم فى الشئون الداخلية لمصر والبلدان العربية ودعمها للمنظمات الإرهابية، بل وقلت بوضوح إنها مجرد أداة فى خدمة المصالح الأمريكية، التى اعترف مدير مخابراتها السابق ديفيد بترايوس قبل ايام بأنهم هم الذين طلبوا من قطر فتح مكاتب لحماس وطالبان بالدوحة. وبالتالى فلا أختلف مع الأستاذ مكرم كثيرا بشأن المسألة القطرية من قريب أو بعيد. أختلف معه تماما فى عبارة «طظ فى قطر» التى عنون بها المقال واختتم بها أيضا. لا يليق بشخص فى حجم ومكانة الأستاذ مكرم أن يستخدم هذا المصطلح، خصوصا أنه يقف على قمة هرم أعلى منصب إعلامى فى مصر الآن وهو المجلس الأعلى للإعلام. أولا التعبير لا يجوز أن يصدر منه.. وهنا السؤال المنطقى: كيف سيحاسب الاستاذ مكرم أى صحفى او إعلامى يستخدم نفس التعبير بحق أى حكومة صديقة او مسئول كبير فى مصر أو الدول الصديقة؟ وما هى القيم التى سنربى عليها الأجيال الجديدة من الصحفيين إذا كان الكبار يستخدمون هذه الألفاظ والتعبيرات؟. ثانيا وهذا هو الأهم علينا ألا نخلط بين قطر كدولة، وبين الحكومة القطرية. لنختلف كما نشاء مع الحكومة، ونتهمها بما نشاء، لكن قطر كدولة علينا طوال الوقت أن نحترمها ونجلَّها، وألا نخطئ فيها. نحن مع الشعب القطرى فى كل الأحوال لأنه شعب شقيق، ومع قطر الدولة الشقيقة، لكننا نختلف تماما مع سياسات الحكومة القطرية التى تدعم الإرهاب فى المنطقة. علينا ألا نقع فى التعميم المضر والخلط بين الاثنين، لأننا إذا فعلنا ذلك، سنخسر الشعب القطرى، الذى سوف يعتقد أننا لا نفرق بينه وبين حكومته، خصوصا أن بعض أبناء الشعب القطرى ربما ضد سياسات حكومتهم التى جعلتهم يدفعون ثمنا صعبا فى حياتهم ومعيشتهم وتنقلاتهم بفعل سياساتها. النقطة الأخرى التى يقع فيها الكثير من المصريين هى السخرية من قطر؛ لأنها صغيرة الحجم وقليلة السكان. هذا خطأ فادح لأن صغر الحجم أو العدد ليس سبة أو عار. ثانيا هناك دول صديقة لنا جدا الآن تشترك مع قطر فى صغر عدد السكان مثل الإمارات، أو صغر المساحة والسكان معا مثل البحرين، فهل نسخر منها أيضا؟!!. ثالثا وهذا هو الأهم فهناك دول صغيرة الحجم والسكان لكنها شديدة التأثير، والدليل أن الكيان الصهيونى الغاصب وعدد سكانه أقل من ثمانية ملايين نسمة، هو الأكثر قوة وتجبرا وتأثيرا فى المنطقة العربية بأكملها!. إن آجلا أو عاجلا سوف تنتهى المشكلة بين قطر وكل البلدان العربية، وبالتالى علينا أن نعمل حسابا لهذا اليوم. مرة ثانية.. لنختلف مع الحكومة القطرية كما نشاء لكن علينا ألا نسىء إلى الشعب القطرى الشقيق بأى صورة من الصور.