أكد عبدالمنعم البنا وزير الزراعة، على أهمية الدور الذي تلعبه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، في دعم جهود البلدان النامية في مختلف قطاعات الزراعة والأمن الغذائي من أجل تحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الفقر والجوع على المستويين الدولي والإقليمي. وأشار «البنا»، خلال كلمته في اجتماعات الدورة الأربعون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، والمنعقدة حالياً في العاصمة الإيطالية روما، اليوم، إلى ضرورة التكاتف الدولي من أجل اجراء الممارسات التي من شأنها زيادة القدرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية وتوفير الفرصة الكاملة التي من شأنها ادخال تحسينات على خيارات سبل المعيشة للأسر الزراعية والفقيرة، من خلال البرامج الزراعية التي تتكيف مع التغيرات المناخية. وقال «البنا» إن التغير المناخي قد يتسبب في تقصير مواسم الزراعة بنحو 18 يوما ويؤدي أيضا إلى انخفاض المحاصيل بنسبة 27% للزراعة المروية وبنسبة 55% للزراعة البعلية بنهاية القرن الحالي، لافتا إلى أن التنافس بين القطاعات المستهلكة للمياه ومن بينها قطاعات الزراعة والطاقة والإنتاج الصناعي والاحتياجات المنزلية سيحتد في المستقبل. وأعلن وزير الزراعة عن أن مصر ستواصل جهودها مع منظمة «الفاو» في تنفيذ برامج للاستثمار الشمولي المستمر في المناطق الريفية، مع التركيز على تطوير القدرة الاستثمارية للمرأة والشباب خاصة في الريف والمناطق الفقيرة، ولاسيما صغار المزارعين، وصولا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء القدرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية، وكذلك إثراء التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص وبعض البلدان والمنظمات الدولية ذات الصِّلة. وأوضح «البنا» أن مصر وضعت سياسات واستراتيجيات زراعية تتوائم مع أهداف التنمية الزراعية والأمن الغذائي وتغير المناخ، لافتاً إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية في مصر وحتى عام 2030 ترتكز على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة لتحقيق معدل نمو زراعي يصل إلى حوالي 4% سنوياً والعمل على تحقيق درجة أعلى من الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية الاستراتيجية وزيادة معدلات التنمية المستدامة. وقال إن استراتيجية التنمية الزراعية أيضاً تهدف إلى زيادة الصادرات من المحاصيل الزراعية والتي تتمتع مصر فيها بميزة نسبية وتنافسية مثل القطن والخضر والفاكهة والنباتات العطرية وزهور القطف، مشيراً إلى أن هناك عدد من المشروعات الزراعية القومية الكبرى تقوم بها مصر في مجالات الإنتاج الحيواني والاستزراع السمكي واستصلاح مليون ونصف مليون فدان؛ وذلك في إطار خطة التنمية المتكاملة التي تنفذها الدولة بهدف العمل على سد فجوة الغذاء وزيادة الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب وزيادة معدلات نمو الاقتصاد وصولاً لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.