- إسماعيل: «صحافة الجمعية» أزمة خطيرة لها أضرار بالغة على مستقبل المهنة في مصر قال الكاتب الصحفي طلعت إسماعيل، مدير تحرير جريدة الشروق، إن التشوهات الإعلامية هي انعكاس سلبي لثلاث تحديات سياسية واقتصادية ومهنية، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الإعلام هي انعكاس لمشكلات المجتمع، متابعا أنه من مصلحة الإعلام المصري الحفاظ على تعدد الأصوات وتنوعها. وأضاف إسماعيل، في صالون "تجربتي" بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، الذي تديره الإعلامية هدى الساعاتي، الصحفية بجريدة "الشروق"، أن الصحافة المصرية تمر بظروف اقتصادية صعبة حالها كحال الدولة، فهي تغطي ميزانياتها من الإعلانات، والتي تأتي وفقا للحالة الاقتصادية، مشيرا إلى تدهور حال بعض الصحف الحزبية التي أغلق معظمها بوفاة مؤسسيها أو إهمالها. وانتقد مدير تحرير "الشروق"، المهنية المفقودة في الإعلام المصري، مضيفا أن هناك غيابا لمواكبة التطورات التكنولوجية، التي تحتاجها الصحافة في العصر الحالي، وافتقاد عمليات التدريب المستمر، مشيرا إلى أن المهنة في مصر الآن ليست في أفضل حالاتها، وفى مرحلة ضعف حقيقي، منعكسة على الكادر الذي يعمل، فلا يوجد تعليم جامعي للإعلام ينتج طلبة مهيئين للعمل، بالإضافة إلى تسلل من ليس له رؤية جيدة في المهنة، مرتكبا مجموعة من الأخطاء تهز ثقة القارئ في الصحافة. وأضاف إسماعيل أن الأسس المهنية تملي على الإعلامي التدقيق فيما ينقله من أخبار ومعلومات وتوثيقها وإرجاعها لمصادرها الأصيلة، بالإضافة إلى حيازته عدد من الأدوات الواجب امتلاكها، مطالبا بالاجتهاد لحل الكثير من المشكلات التي تعانيها الصحف الورقية على صعيد التحرير الصحفي بما يجعلها تتجاوز مرحلة الخبر المباشر، وتقليل الهوة مع الصحف الإلكترونية، التي تحتاج إلى ضوابط ومعايير للعمل أفضل مما هي عليه الآن حتى تحظى بمصداقية أكبر لدى القراء. وشدد إسماعيل، على ضرورة الاجتهاد العام، لتقديم أشكال جديدة، في نمط الكتابة وطرق العرض للحفاظ على الصحافة المطبوعة، وتقديمها بشكل مثالي، مطالبا بتفعيل دور المؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني، للتدريب والنقاش وخلق بيئة عمل جديدة. وأشار إسماعيل إلى خطورة ما أسماه "صحافة الجمعية" التي يشترك فيها مجموعة من المحررين غير المهنيين في كتابة أخبار المصادر بالتناوب، "بما يجعلنا نقع في أخطاء وهفوات تضر بمصداقية الصحف الورقية والإلكترونية في آن واحد"، محذرا من انتشار هذه الظاهرة لما لها من أضرار بالغة على مستقبل الصحافة المصرية.