مسئول عربى: الدوحة دفعت 700 مليون دولار لإيران وعملائها لتحرير أفراد من العائلة الحاكمة مختطفين فى العراق.. و300 مليون دولار لجماعات إرهابية فى سوريا لتحرير مقاتلين شيعة هناك اعتبرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية اليوم، أن أحد أسباب قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر، والذى انضمت إليه دول أخرى، يتمثل فى دفع الدوحة قرابة المليار دولار لتحرير أعضاء فى العائلة القطرية الحاكمة اختطفوا خلال رحلة صيد فى العراق فى ديسمبر 2015، فضلا عن مقاتلين شيعة فى سوريا. وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها، نقلا عن مصادر مطلعة على تفاصيل الصفقة التى أبرمت فى إبريل الماضى، وأسفرت عن دفع الدوحة تلك الأموال لمسئولين أمنيين إيرانيين وجبهة تحرير الشام فى سوريا (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة). وذكرت الصحيفة أن الاتفاق أثار مخاوف بين جيران قطر حول دورها فى المنطقة، مشيرة إلى «قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية وتعليق حركة النقل من وإلى قطر، متهمين الدوحة بدعم الإرهاب». وأكد مسئولون إقليميون أن الصفقة سلطت الضوء على كيفية استخدام قطر فدية الرهائن لتمويل الإرهابيين فى سوريا، لكن بالنسبة لجيرانها الخليجيين، فإن القضية الأكبر دفعها أمول لخصمهم الرئيسى إيران، المتهمة بتغذية الصراعات الطائفية والمذهبية فى العالم العربى. ونقلت «فاينانشيال تايمز» عن مصدر مطلع على الوضع فى الخليج قوله: إن «دفع الفدية هو القشة التى قصمت ظهر البعير». وقال دبلوماسيان إقليميان: إنهما يعتقدان أن أحد دوافع كتائب حزب الله (ميليشيا شيعية عراقية مدعومة من طهران) لعملية الخطف هو إعطاء جماعة حزب الله اللبنانية وإيران النفوذ للتفاوض بشأن إطلاق سراح مقاتلين شيعة يقدر عددهم بنحو 50 عنصرًا كانت جبهة تحرير الشام قد أسرتهم فى مواجهات عسكرية فى سوريا. وأوضحت الصحيفة أنه بحسب مقاتلين فى فصائل المعارضة السورية ودبلوماسيين سوريين تم ربط صفقة الرهائن باتفاق منفصل لتسهيل إخلاء أربع مدن فى سوريا (كفريا والفوعة الشيعتين المحاصرتين من فصائل المعارضة، والزبدانى ومضايا المحاصرتان من قوات النظام السورى). من جانبه، قال دبلوماسى غربى: إن «الاتفاق ينص على تغطية قطر لتمويل اتفاق تحرير الرهائن»، مضيفًا أن «طهرانوالدوحة كانتا تبحثان منذ وقت طويل عن غطاء لاتمام اتفاق الرهائن، ووجدتاه أخيرًا». ووفقًا لمعارضين سوريين، دفعت قطر مبلغ يتراوح ما بين 120 و140 مليون دولار إلى جبهة تحرير الشام، مشيرين إلى أنها قدمت 80 مليون دولار أخرى إلى حركة أحرار الشام. من جهته، قال مسئول عربى: إن «إجمالى الفدية المقدمة للجماعات الإرهابية فى سوريا بلغ نحو 300 مليون دولار»، مضيفًا أنه «إذا أضفته إلى 700 مليون دولار تم دفعها إلى إيران ووكلائها، فإن هذا يعنى أن قطر انفقت نحو مليار دولارعلى هذه الصفقة المجنونة». وفى العراق، أكد قادة فى الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ل«فاينانشيال تايمز»، أن طهران حصلت على نحو 400 مليون دولار بعدما منحتهم حصة رفضوا الكشف عنه. وقال أحدهم: إن «الإيرانيين أخذوا نصيب الأسد. ما تسبب فى شعورنا بالإحباط فذلك لم يكن الاتفاق».