لقي 15 طفلا حتفهم في منطقة ريفية جنوب السودان نتيجة حقنهم بلقاحات فاسدة ضد الحصبة، حسبما أعلنت الحكومة والأممالمتحدة اليوم الجمعة. وقعت الوفيات في قرية ناتشودوكوبل النائية في جنوب شرق البلاد، حيث جرى تطعيم نحو 300 طفل تصل أعمارهم إلى خمسة أعوام. وكشف تحقيق دعمته وزارة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) عن وفاة الأطفال جراء تسمم حاد ناتج عن حقن لقاح ملوث، بحسب بيان. استخدم فريق التطعيم غير المدرب محقنة(سرنجة) واحدة على مدار أربعة أيام هي مدة الحملة، واحتفظوا باللقاحات في مبنى لايوجد به ثلاجة حفظ ملائمة خلال هذه الفترة. وجاء في البيان أن 32 طفلا آخرين أصيبوا بأعراض الحمى والقيء والإسهال ولكنهم تعافوا. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق يساريفيتش في جنيف، إن فرق التطعيم المحلية تدربت على يد شركاء معنيين بالتنمية، بينها الصحة العالمية. وأضاف: "يجب أن نحقق في سبب عدم تمرير التدريب إلى الفرق في المواقع". وكانت اللقاحات مقدمة من منظمة اليونيسيف. وأعرب وزير الصحة في جنوب السودان ريك جاي كوك عن"عميق أسفه وحزنه على وفاة الأطفال". وقال في مؤتمر صحفي: "كان يمكن الحيلولة دون وقوع هذه الأحداث المأساوية بالتمسك بمعايير السلامة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية". ولايزال خطر الإصابة بالحصبة مرتفعا في جنوب السودان، نظرا لأن الصراع العسكري الجاري عرقل الخدمات الصحية. وقالت الأممالمتحدة، إن البلاد شهدت تفشي مرض الحصبة مرات عدة بين السكان غير المحميين الناتجة عن عدم تطعيم عدد كبير من الأطفال. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن سوء التغذية وحالات يشتبه أنها كوليرا تتصاعد بين الأشخاص الذي يتخذون مأوى في الغابات القريبة من بيري في منطقة جونجلي غرب البلاد. وأضاف البيان أن أكثر من 27 ألف شخص فروا جراء القتال بين الجيش والجماعات المتمردة في المنطقة منذ منتصف فبراير. وتشهد جنوب السودان صراعا عسكريا، منذ الانقسام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق، ريك مشار في ديسمبر 2013، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 3.8 مليون آخرين.