الدواعش الليبيون قتلوا زملاءهم الأجانب فى معارك «المهاجرين والأنصار» فى صحراء ليبيا المتهم إسلام فهمى: حمادة الباشا سهّل تسلل 7 ألمان بعد إيوائهم فى سيوة.. وأقمت فى معسكر داعش 3 شهور ثم عدت اعتنقت الأفكار التكفيرية أثناء وجودى فى سجون أبى زعبل ووادى النطرون تواصل «الشروق» نشر أجزاء من تحقيقات قضية «داعش ليبيا ومطروح» المنظورة حاليا أمام محكمة جنايات القاهرة، والتى أوضحت اعترافات المتهمين فيها مسارات التسلل من وإلى ليبيا بهدف الانضمام إلى تنظيم داعش فى ليبيا، أو السفر إلى سوريا. أحد المتهمين فى القضية وهو إسلام فهمى تحدث عن القيادى محمد خالد المكنى «حمادة الباشا» ودوره فى تسفير المصريين والأجانب إلى ليبيا عبر الحدود، حيث ذكر أنه كان صاحب محل عطور فى السلوم، وكان يعلّق على لافتة المحل راية سوداء يتوسطها خاتم الرسول محمد، وهو العلم المعتمد لدى التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها القاعدة وداعش. وأوضح المتهم إسلام أنه رأى سبعة من الألمان فى محل حمادة الباشا يريدون السفر إلى سوريا عن طريق ليبيا لينضموا إلى داعش، أحدهم يدعى «أبو طلحة الألمانى»، وأن الباشا كان يأويهم فى منزل السلوم لحين تسهيل إجراءات التسلل عبر الحدود إلى ليبيا، وأنه خلال تلك الفترة كان يدربهم على استخدام الأسلحة، وأنه بعلاقاته بجماعة أنصار الشريعة (التى تحولت إلى داعش ليبيا فيما بعد) استطاع تسفير الألمان السبعة إلى ليبيا، ثم إلى سوريا. كان هذا بين عامى 2012 و2013 بحسب أقوال إسلام الذى ذكر أنه التقى قبل فض اعتصام رابعة بشهر بالمتهم محمد السيد حجازى فى مطروح، والذى كان قد هرب من سجن وادى النطرون خلال أحداث ثورة يناير 2011، وأخبره بأنه يؤسس خلية للقيام بعمليات عنف ضد الجيش والشرطة وبها قسم خاص لتصنيع المتفجرات، وتم تكليف المتهم محمود عبدالسميع برصد الأهداف داخل مدينة مطروح، وكانت الخلية تجتمع أسبوعيا فى منزل حمادة الباشا، وكل منهم أصبح له اسم حركى، وخططوا لتنفيذ 3 عمليات: الأولى وضع قنبلة عند مبنى محكمة مطروح، والثانية زرع قنبلة بجانب قسم مطروح، والثالثة وضع قنبلة عند مبنى أمن الدولة بمطروح. لكن وبعد فض الاعتصامات ومنها اعتصام معارضى 30 يونيو بمطروح فى 14 أغسطس 2013، هرب حمادة الباشا إلى درنة بليبيا وانضم لمعسكر لجماعة أنصار الشريعة التى بايعت داعش بعدها بوقت قصير، وبعد 3 شهور عاد إلى مطروح، وذكر إسلام أنه علم أن حمادة الباشا كان يتدرب هناك على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة، وأنه قاد الخلية التكفيرية بعد القبض على محمد السيد حجازى بتهمة الانتماء لتنظيم آخر هو «العائدون من سوريا». وبعدها بدأ أعضاء الخلية يطبعون شعار تنظيم داعش على البيوت والمدارس وأرصفة وحوائط مطروح، ثم قرر حمادة الباشا سفر أعضاء الخلية إلى ليبيا ليتدربوا فى معسكرات داعش، ويعودوا لتنفيذ العمليات فى مصر، ومن بين من سافروا محمود عبدالسميع (الذى نشرت «الشروق« شهادته أمس) وعبدالله دخيل ومحمود اسماعيل ومحمد الدسوقى، واستطرد إسلام بأنه قد تم القبض بعد ذلك على حمادة الباشا، ليتخذ هو قرارا مع زميله محمد الطيبانى بالسفر إلى ليبيا خوفا من اعتراف الباشا على أسماء أعضاء الخلية. وذكر إسلام فهمى أنه بدأ التخطيط للسفر لليبيا بالتواصل مع زميله الهارب هناك محمد الدسوقى والذى كان قد انضم إلى داعش ليبيا، فسهّل له طريق التسلل، حيث ذهب فى البداية إلى سيوة، والتقى بشخص يدعى سيد، وأوصله إلى مدينة أجدابيا، ثم إلى منطقة النوفلية التى كانت تحت سيطرة داعش، ومكث فيها شهرا، ثم اصطحبته وآخرين سيارات تابعة لداعش إلى معسكر فى الصحراء، أقام فيه 16 يوما حصل خلالها على تدريب شرعى لمدة 8 أيام، كان التركيز خلالها على أحكام الجهاد والتوحيد والولاء والبراء، ثم تدريب عسكرى لمدة 8 أيام. وأوضح إسلام أنه نشبت فى المعسكر خلافات بين المهاجرين والأنصار، والمقصود بالمهاجرين العناصر القادمة من خارج ليبيا والأنصار هم أهل ليبيا أنفسهم، حيث قتل الأنصار مجموعة من المهاجرين، مما أضعف قناعته بتنظيم داعش، لأنه رأى المسلمين يقتلون بعضهم البعض، على حد تعبيره ومن ثم قرر هو وزميله محمد الطيبانى العودة إلى مصر، بعد أن أقاما فى معسكر داعش ليبيا ثلاثة أشهر، من مارس إلى يونيو 2015. وأشار إسلام أن المتهم محمود عبدالسميع التقاه فى مصر، وحكى له عن الفترة التى قضاها فى معسكر داعش ليبيا، ونقل عنه تأكيده أن زميلهما عبدالله دخيل هو واحد من القتلة الذين ذبحوا المواطنين الأقباط فى الإصدار المرئى «رسالة موقعة بالدم لأمة الصليب» وأن من تكلم فى الفيديو عنصر داعشى سعودى كان يعيش فى إنجلترا، وحكى له كيف كانت داعش تتعمد خطف المصريين المسيحيين العاملين فى ليبيا، وأنه بنفسه قبض على الشخص الأفريقى الوحيد فى الفيديو (عبدالسميع ذكر فى أقواله أنه حرسه ولم يقبض عليه). تعكس اعترافات إسلام فهمى أمام نيابة أمن الدولة العليا تغييرا شاسعا فى حياته من شاب عادى إلى شخص متدين ثم إلى عنصر تكفيرى، لعبت فيه تجربة سجنه بليمان أبى زعبل دورا كبيرا. فوفقا لحديثه؛ كان إسلام يعمل فى فندق فورسيزونز فى شرم الشيخ وكان يتناول المخدرات، ثم قرر الإقلاع عنها والاهتمام بالدين، فبدأ حضور دروس فى المساجد كان يلقيها الشيوخ السلفيون وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامى فى مسجد الخلفاء الراشدين بالاسكندرية، ثم عاد إلى محافظة مطروح وحضر دروسا فى مسجد الفتح، ثم بدأت علاقته بشخص يدعى عزت كان يعمل فى محل العطور الخاص بمحمد خالد الشهير بحمادة الباشا، وبدأ يفهم منهما معنى الحاكمية واستبدال الحاكم الكافر، وفهم أيضا أن مصر دار كفر لأن الشريعة لا تطبق فيها، حتى تم اعتقاله وإيداعه فى سجن أبى زعبل عام 2005. وأضاف إسلام أن شخصا يدعى محمد خميس كان يعتنق أفكارا تكفيرية معهم فى السجن وكان يعطى دروسا داخله واستمع هو إليها، ثم انتقل لسجن وادى النطرون وهناك تعرف على محمد السيد حجازى الذى كان يعطى دروسا تكفيرية داخل السجن أيضا، فلما خرج إسلام من السجن أصبح معتنقا لهذه الأفكار، رغم أنه لم يكن يعتنقها قبل اعتقاله، لدرجة رفضه الانضمام إلى حزب النور السلفى بعد ثورة يناير باعتباره «قائما على أساس الديمقراطية التى هى كفر وليس لها أصل فى الشريعة». ومن أفكار التكفير التى استقاها إسلام وغيره من المتهمين فى القضية ضرورة قتال المسيحيين باعتبارهم كفارا وليسوا أهل ذمة، عملا بمبدأ الولاء والبراء والذى يعنى بغض كل من لا يؤمن بالله من وجهة نظرهم وأنه لا أمان لهم إلا حال وجودهم تحت راية دولة لا تعمل بقوانين وضعية، وأنه يجب قتال كل طائفة أو حاكم مخالف لهم ذى شوكة أى قدرة على قتالهم.