الناخبون الفرنسيون يختارون اليوم بين ماكرون الوسطي ولوبن اليمينية المتشددة انطلقت صباح اليوم الأحد عملية التصويت في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية بين المرشح الوسطي الليبرالي الموالي للاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون والزعيمة اليمينية المتشددة والمعارضة للاتحاد الأوروبي مارين لوبان. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا على أن تغلق أبوابها في الثامنة مساء في المدن الكبرى وفي السابعة في غيرها. وكان الناخبون في بعض الأراضي الفرنسية عبر البحار في الأمريكيتين والمحيط الهادئ قد أدلوا بأصواتهم يوم أمس. وكان آخر استطلاعات للرأي قبل انطلاق الانتخابات قد أشارت إلى تفوق ماكرون على لوبان بفارق يتراوح بين 26% و23%. وحصل ماكرون (39 عاما)، وزير الاقتصاد السابق، على دفعة قوية خلال الأيام الأخيرة من حملته بسبب أدائه الواثق خلال مناظرة تلفزيونية الأربعاء الماضي مع لوبان التي بدت غير واثقة من نفسها. ولم يتضح بعد ما اذا كان الهجوم الالكتروني الكبير والمنسق على حملة ماكرون، الذي تسربت خلاله رسائل إلكترونية ووثائق، سيكون له تأثير على التصويت. ويدعو ماكرون وزير الاقتصاد السابق والمؤيد القوي لأوروبا إلى إجراء إصلاحات اقتصادية يصاحبها الاستثمار في التدريب، كما يأمل في تشكيل أغلبية سياسية وسطية جديدة. ووعدت لوبان(48 عاما) بإعادة العمل بالعملة الوطنية بدلا من اليورو وإعادة هيكلة الاتحاد الأوروبي كائتلاف لدول ذات سيادة أو الانسحاب تماما من الاتحاد، علاوة على حماية حقوق العمال ووقف الهجرة. وبعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع ، من المتوقع أن تنشر وسائل الإعلام المحلية توقعات النتيجة النهائية استنادا إلى أرقام التصويت الجزئية الصادرة عن وزارة الداخلية. وسيتسلم المرشح الفائز السلطة رسميا من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند يوم الرابع عشر من مايو الجاري. ووفقا لبيانات وزارة الداخلية، يبلغ عدد الناخبين المسجلين في فرنسا نحو 7ر45 مليون ناخب، بينما يحق لنحو 3ر1 مليون مواطن فرنسي آخر يعيشون في الخارج التصويت في السفارات الفرنسية. وترجح استطلاعات الرأي فوز ماكرون، الذي يريد رأب الصدع بين اليمين واليسار والاستمرار في وجود فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وتقول الاستطلاعات إن ماكرون (39 عاما) وزير الاقتصاد السابق سيحصل على نحو 61 في المئة من الأصوات، مقابل 37 في المئة للوبان. لكن إذا حدثت نتيجة غير متوقعة وفازت مارين لوبان مرشحة حزب الجبهة الوطنية، فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه قد يكون في خطر حقيقي. وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي، وقفزت الأسواق استجابة لزيادة تقدم ماكرون على منافسته في مناظرة مريرة يوم الأربعاء. وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحدا تلو الآخر جعلت لوبان، اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية. وكان ماكرون ولوبان تصدرا الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نهاية أبريل الماضي، بعدما تفوقا على 9 منافسين آخرين، وأعلن بعض الخاسرين منهم دعمه لماكرون.