طلقت الهند بنجاح، اليوم الجمعة، قمرا صناعيا ستستفيد منه سبع دول في منطقة جنوبي آسيا من أجل تحسين خدمات الاتصالات. وأنفقت الهند نحو 75 مليون دولار أمريكي لتمويل إنشاء وإطلاق القمر الصناعي، الذي اعتبره رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، "هدية" للدول الأعضاء برابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك). وأعلن مودي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: "الإطلاق الناجح للقمر الصناعي الجنوب آسيوي يمثل لحظة تاريخية.. إنه يفتح آفاقا جديدة من الارتباط"، مضيفا: "وسيفيد هذا أيضا على نحو كبير التقدم في جنوب آسيا ومنطقتنا". ويقول المحللون، إن الهند تستخدم عملية الإطلاق هذه لممارسة نوع من القوة الناعمة وموازنة تأثير الصين المتزايد على جيرانها. ولا يوجد بين الصينوالهند تنافس مباشر على الفضاء، ولكن البلدين التزما بميزانيات متزايدة لبرامجهما الفضائية. وكان الصاروخ الذي حمل قمر الاتصالات «جي سات-9» انطلق من المركز الفضائي سريهاريكوتا في الساحل الجنوبي الشرقي للهند الساعة 0457 مساء (1137 بتوقيت جرينتش). ودخل القمر الصناعي الذي تبلغ زنته 2.2 طن إلى مداره المحدد بعد ذلك بنحو 20 دقيقة. ويضم المشروع سبع من أصل ثماني دول برابطة سارك، هي الهند وسريلانكا وجزر المالديف وأفغانستان ونيبال وبنجلاديش وبوتان. وقررت باكستان، خصم الهند، عدم المشاركة قائلة إنها لديها برنامجها الفضائي الخاص. ويأتي المشروع في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الهندوباكستان. واتهمت الهند القوات الباكستانية بقتل وتشويه جنديين هنديين في منطقة كشمير المتنازع عليها، وهي ادعاءات رفضتها إسلام اباد. ومن المقرر أن يقوم القمر الصناعي الذي أنشأته منظمة أبحاث الفضاء الهندية الحكومية، من خلال أجهزة المرسل-المستقبل القوية ذات الترددات العالية بنظام كيو-باند، بالعمل على تعزيز خدمات الاتصالات والبث الإذاعي. كما أنه سيتيح تطبيقات لتخطيط مناطق الموارد الطبيعية، وللتعليم، وللتطبيب عن بعد، فضلا عن المساعدة في التنبؤ بالطقس ودعم إدارة الكوارث. ويبلغ عمر مهمة القمر الصناعي 12 عاما. وسيكون لكل بلد حق استغلال جهاز مرسل-مستقبل واحد على الأقل. وقالت الهند إنها ستساعد الدول في تطوير بنيتها التحتية الأرضية.