ساهم النجاح الكبير الذى حققه سيت كوم «تامر وشوقية»، و«راجل وست ستات» خلال السنوات الماضية فى صنع ما عرف بعد ذلك ب«حمى السيت كوم»، حتى وصل عددها خلال رمضان الحالى إلى 11 عملا تلاحق المشاهدين بداية من انطلاق مدفع الإفطار ولا تتوقف إلا مع انطلاق مدفع الإمساك. غير أن الملاحظ أن تلك الأعمال عبرت بالسيت كوم مرحلة الكوميديا «اللايت» لتدخل دائرة «الاستظراف» بلا معنى، الأمر الذى جعل البعض يطالب بوقفة جادة مع كتاب تلك الأعمال حتى لا تضل طريق الكوميديا بلا عودة. ما شاهدناه هذا العام لا يمكن إلا أن يكون تراجعا للمستوى واستسهالا من ورش الكتابة.. هكذا بادرنا الناقد طارق الشناوى وأضاف: ما تم عرضه هذا العام ما هو إلا استظراف من النجوم، فمثلا ما يقدمه أحمد رزق فى سيت كوم «فؤش» مثال واضح على الاستظراف بلا معنى ومثله ما يحدث مع عمرو رمزى من استثمار عبيط لمذيع ناجح وكونه نجح كمذيع فى برنامج لا يعنى أنه سينجح بالقدر نفسه فى الدراما وحتى الأعمال القديمة مثل «راجل وست ستات» و«تامر وشوقية» فهى فى حالة تراجع حاد على مستوى الكتابة. ويرشح الشناوى «فؤش» ليكون أسوأ سيت كوم لهذا العام ويعلل ترشيحه هذا بأن أحمد رزق أحد الواعدين فى الكوميديا وقدم عملا هزيلا، وأضاف: اعتقدت أنهم يعيدون حلقات قديمة لشخصية «أبولمعة» التى قدمها الراحل محمد أحمد المصرى فى الستينيات لأن رزق يتحدث بنفس طريقته دون أن أعرف السبب. ويرى الشناوى أيضا أن من أهم أسباب هبوط المستوى هو حالة الاستسهال التى أصابت معظم الورش وبرغم أن الورش السابقة للكتابة قدمت لنا سيناريستات جيدين مثل عمرو سمير عاطف وميشيل نبيل ونادين شمس. ويؤكد الشناوى أن ما يحدث حاليا هو مرحلة فوضى بدليل ما يحدث من أشياء غريبة كإخراجهم محمد نجم ومها أحمد من الثلاجة لعمل سيت كوم وهو ما تكرر العام الماضى مع شريف رمزى وخالد النبوى، معربا عن توقعه أن يتم تقنين الموضوع وتقليل عدد هذه المسلسلات فى العام المقبل. وتتفق الكاتبة عزة هيكل فى تراجع مستوى مسلسلات السيت كوم لهذا العام أنها قد خرجت عن إطارها. ورأت أنه كان من الأفضل للمسلسلات التى حققت نجاحا كبيرا مثل «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات» أن تتوقف لأنها أصبحت الآن مبتذلة بعد أن كانت تقدم دراما إنسانية جميلة وكان عليها أن تتوقف عند العام الماضى ومثلها تماما «راجل وست ستات»، وهناك مسلسلات أخرى أيضا بلا مصداقية. وتؤكد عزة أن السيت كوم الوحيد الناجح من وجهة نظرها هو «العيادة» ولكنه تاه وسط طوفان الأعمال الدرامية لهذا العام، مضيفة أنها أعجبت أيضا ب«مسلسلات كوم» التى يتم من خلالها السخرية من الأعمال وتتوقع عزة أن تتسيد الدراما النفسية والإنسانية لتحل محل السيت كوم. «لا تحدثونى عن أعمال الآخرين أنا أتحدث عن أعمالى فقط».. هكذا بادرنا السيناريست عمرو سمير عاطف عندما سألناه عما حدث هذا العام، ونفى اتفاقه مع وجهات النظر القائلة بتراجع مستوى المسلسلات أو أن يكون عددها زائدا عن الحد، موضحا أنها فقط تحتاج إلى تقنين وإلى أفكار وموضوعات جديدة وأيضا لتوقيتات جديدة للعرض بدلا من الإصرار على عرضها فى رمضان. وتساءل: لماذا لا نعرض السيت كوم طوال العام ولماذا نقصرها فقط على رمضان. وأكد عمرو أن هذا الموسم هو آخر مواسم «راجل وست ستات». واتفق معه فى الرأى السيناريست والمخرج محمد حماد الذى يشرف حاليا على فريق كتابة سيت كوم «العيادة» فى أن أهم أسباب هذا الانقسام حولها هو زحام الموسم بالأعمال الدرامية.. وهناك أسباب أخرى يوضحها حماد بأن تجربة السيت كوم لم تعد جديدة وما كان يغفره الجمهور لها من قبل لم يعد يغفره الآن، كما أن للأسف الموضوع يتجه الآن ناحية «السبوبة» عكس بدايتنا مع السيت كوم التى كنا نحلم فيها بشكل فنى خاص وأن ننافس الأمريكان لكننا مازلنا فى نفس المرحلة ولم نتطور كما يجب. ويؤكد محمد أنهم يحتاجون للتفكير فى موسم جديد لعرض غير رمضان وطريقة جديدة ودماء جديدة فى الكتابة والعودة للاستعانة بالوجوه الجديدة بغض النظر عن فشل تجارب الوجوه الجديدة لهذا العام. ورأى أن كثرة الطلب أدت لوجود أعمال روتينية فهناك ورشة كتابة واحدة قدمت أربعة أعمال بمعنى 120 حلقة وهناك شىء يجب أن نقوم به نحن الكتاب بالجلوس معا والنظر، هل تفكك الورش أفادنا أم لا؟. أما طارق الجناينى منتج سيت كوم «حرمت يا بابا»، ففضل أن يتحدث عن السيت كوم الخاص به فقط، وقال: بدأنا فى فى نوفمبر 2008 وصورناه فى 2009 ولم أتعجل بدء التصوير، وقد حضرت لمدة 3 أسابيع تصوير أكثر من «سيت كوم» أمريكى لنتعلم من التجربة. وأكد أن البقاء دائما سيكون للأفضل، معتبرا أن سيت كوم «حرمت يا بابا» يحتل المركز الثالث من حيث معدلات المشاهدة والإعلانات بعد «راجل وست ستات» و«تامر وشوقية»، معربا عن توقعه بأن الأمر يتطلب الانتظار 4 سنوات فقط وبعدها لن يبقى إلا الصحيح ولن يتم صنع إلا الجيد فقط لأنه مع تكرار الفشل سيخاف المنتج من المغامرة بصنع أى شىء والسلام.