- المقترح يعيد التقسيم العثمانى: برقة فى الشرق وطرابلس فى الشمال الغربى وفزان فى الجنوب الغربى عرض مسئول أمريكى مقرب من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطة لتقسيم ليبيا إلى 3 دول، وفقا لما ذكرته صحيفة الجاريان البريطانية. وأضافت الصحيفة أن المرشح لمنصب مندوب الولاياتالمتحدة لليبيا سباستيان جوركا، اقترح الفكرة وعرض خريطة ليبيا مرسومة على «منديل» على دبلوماسى أوروبى كبير، قبل أسابيع من تنصيب ترامب، إلا أن هذا المسئول اعتبر أن تقسيم ليبيا سيكون «أسوأ الحلول». وأوضحت أن جوركا، الذى يقع حاليا تحت ضغط بسبب علاقاته السابقة باليمين المتطرف فى المجر، يتبنى سياسات متشددة ضد ما يعتبره «إسلاما راديكاليا»، ويعتبر أن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تهدف إلى التسلل للولايات المتحدة. وتابعت الصحيفة أن هناك تخوفا كبيرا بين الحلفاء الأوروبيين من أن ينهى البيت الأبيض الدعم القوى الذى قدمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، بقيادة فايز السراج، والتى تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها. وأضافت أنه فى الوقت الذى تعتبر فيه حكومة الوفاق الخيار الأفضل لتحقيق الاستقرار فى البلاد، إلا أنها تعانى ضد حكومة منافسة فى طبرق شرقى ليبيا، بقيادة خليفة حفتر (73 عاما)، والذى يرفض التقسيم، والمدعوم من الحكومتين المصرية والروسية، موضحة أن عداء حفتر للإسلاميين والإخوان المسلمين تحديدا يجعله يلقى قبولا لدى أعضاء فريق السياسة الخارجية فى إدارة ترامب. وذكرت الصحيفة أن جوركا كان يعمل محررا بموقع «بيرتبارت» اليمينى، ما يجعله مقربا من ستيف بانون كبير مساعدى ترامب للشئون الاستراتيجية، وهو رئيس التحرير السابق للموقع، والذى يعتبر أن محاربة «الإسلام الراديكالى» يجب أن يكون محور السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لافتة إلى أن نجم بانون بدأ فى الخفوت بعد أن تم استبعاده من مجلس الأمن القومى الأمريكى الأسبوع الماضى. وأوضحت الجارديان أن جوركا أثار قلق الدبلوماسيين الأجانب فى الولاياتالمتحدة بسبب آرائه حول ليبيا خلال الفترة الانتقالية، لاسيما أن الخريطة التى رسمها على «منديل» تعتمد على التقسيم الإدارى العثمانى لليبيا، والتى تقسم البلاد إلى ثلاثة أقسام: برقة فى الشرق، وطرابلس فى الشمال الغربى، وفزان فى الجنوب الغربى. ونقلت الصحيفة عن الخبير فى الشأن الليبى بالمجلس الأوروبى للشئون الخارجية ماتيو توالدو، قوله إن «الأمر بمثابة اختبار محكم عن مدى معرفتك بالشأن الليبى، فإذا كان كل ما تعرفه هو تقطيعها إلى ثلاث قطع فأنت تظهر جهلك بالوضع فى البلاد». وذكرت الصحيفة أن منافسى جوركا فى منصب مبعوث ترامب إلى ليبيا، من بينهم عضو الكونجرس السابق بيتى هوكسترا، وضابط المخابرات السابق فيليب اسكارفاج، وهو الأقرب إلى المنصب لأنه عمل سابقا لمدة تزيد عن العقد. وأفادت أن اسكارفاج لديه استراتيجية مغايرة تماما لليبيا تقوم على وضع مخطط للسلام فى البلاد تدعمه مليارات الدولارات المقدمة من الدول الغربية. ويجمع العديد من الخبراء على أن تقسيم ليبيا سوف يدفع فى اتجاه حرب أهلية جديدة، خاصة بسبب النزاعات الحدودية بين المناطق الثلاث. ونقلت الجارديان عن آرى بن منشاى وهو مستشار أمنى إسرائيلى مقيم فى كندا، حصلت شركته على عقد بقيمة 6 ملايين دولار للدفاع عن مصالح حفتر ورئيس مجلس النواب الليبى فى طبرق عقيلة صالح – قوله إن البيت الأبيض «اطلع على الوضع فى ليبيا، ومستعد للعب وفقا لشروطنا». وتابع: «لن يحدث أى تقسيم، فلا أحد من إدارة ترامب كان يعلم حقيقة ما الذى يجرى فى ليبيا، إلا أننا أطلعناهم بشكل مكثف على الوضع فى ليبيا وفهموا أن السراج لن يتمكن أبدا من العمل».