الصحيفة: ترامب يعتزم جعل التعاون الأمنى حجر الزاوية فى تعامله مع المنطقة.. ومسئول بالبيت الأبيض: دعمنا العسكرى والاقتصادى للقاهرة سيستمر مستقبلًا رأت صحيفة«نيويورك تايمز» الأمريكية أمس، أن التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض قبيل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن التى تبدأ رسميا اليوم عن أن الإدارة الأمريكية لن تسمح لقضايا حقوق الانسان بأن تصبح نقطة نزاع علنية مع مصر، يعد تحولا عن السياسة الخارجية الأمريكية استمرت لسنوات فى هذا الشأن. وأشارت الصحيفة فى تقرير إلى إعلان مسئولين فى البيت الأبيض أن الزعيمين المصرى والأمريكى سيركزان خلال القمة المقررة غدا على المسائل الأمنية والاقتصادية، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن حقوق الإنسان لا تزال تشكل مصدر قلق، فإن ترامب يفضل التعامل مع هذه المسائل بشكل خاص وسرى. وفيما يخص المساعدات الأمريكية لمصر، قال مسئول بالبيت الأبيض، «لدينا علاقة طويلة مع مصر تشمل المساعدات العسكرية والاقتصادية وهذا الدعم مستمر ونتوقع استمراره فى المستقبل»، موضحا «نحن الآن نعمل على إعداد الميزانية وهذه المناقشات ما زالت جارية ولكننا سنحافظ على درجة كافية من الدعم»، وفقا لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية. وكان ترامب قد اقترح، قبل أسبوعين، تخفيضات كبيرة فى ميزانية المساعدات الخارجية، وأكدت الخارجية الأمريكية آنذاك أن المساعدات لإسرائيل ستبقى دون مساس، مشيرة إلى أن المساعدات للدول الأخرى ومن بينها مصر والأردن قيد التقييم. من ناحية أخرى أشارت الصحيفة إلى قرار تهميش قضايا حقوق الإنسان فى مصر فى المحادثات العلنية جاء بعد أيام من إخطار إدارة ترامب للكونجرس استئناف مبيعات الأسلحة إلى البحرين بعد إلغاء شروط شأن حقوق الإنسان فرضها الرئيس السابق باراك أوباما على هذه المبيعات. وقالت الصحيفة إن هذه التحركات مجتمعة تعزز الرسالة بأن ترامب يعتزم جعل التعاون الأمنى حجر الزاوية فى نهجه تجاه المنطقة، دون أن تصبح حقوق الإنسان عقبة، على عكس الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذى أكد أيضا على تطور الديمقراطية، أو أوباما، الذى ضغط على الدول الاستبدادية لتخفيف القمع. ونقلت الصحيفة عن سارة مارجون، مديرة مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية فى واشنطن قولها إن«الشيك على بياض الذى منحه الرئيس ترامب بشأن المخاوف حول حقوق الإنسان فى مصر ليس مفاجئا، لكنه يعنى أن على الكونجرس أن يتدخل ويستمر فى استخدام سلطاته للحد من الدعم الأمريكى بالنظر إلى مدى خطورة حجم القمع هناك»، على حد تعبيرها. من جانبه، قال توم مالينوسكى، مساعد وزير الخارجية المكلف بقضايا حقوق الإنسان فى عهد أوباما، إن «المساعدات الأمريكية لمصر لم تترجم أبدا إلى دعم متوقع (من مصر) للسياسة الأمريكية»، موضحا: «لقد منحنا مصر 70 مليار دولار على مر السنين، وأخيرا دققت ووجدت أنه لا توجد طائرات مصرية من طراز F16 تساعدنا فى محاربة داعش فى الرقة والموصل». ولفتت «نيويورك تايمز» إلى «إعلان 5 أعضاء مجلس الشيوخ أنهم سيعرضون قرارا يحث مصر على تخفيف قمع المعارضة»، مشيرة إلى أن السيناتور ماركو روبيو كان قد دعا ترامب إلى «الضغط من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين فى مصر، بما فى ذلك السجناء الأمريكيين، وتشجيع مصر على إتاحة مساحة أكبر للمجتمع المدنى وحرية التعبير للجميع». ونوهت الصحيفة إلى قضية الأمريكية آية حجازى، العاملة فى مجال المساعدة الإنسانية التى اعتقلت فى مايو 2014 بتهمة الاتجار فى البشر وإساءة معاملة الأطفال، مشيرة إلى أن منظمات حقوق الانسان ترى أن تلك الاتهامات جزء من حملة واسعة النطاق ضد منظمات الاغاثة ذات التمويل الاجنبى فى مصر. ولفتت الصحيفة إلى تصريحات المسئولون بالبيت الأبيض، أمس الأول، بشأن قضية حجازى، والتى قالوا فيها «سوف نجد أفضل طريقة لمناقشة هذه القضية مع الحكومة المصرية لزيادة فرص حلها بشكل إيجابى». ورجحت «نيويورك تايمز» أن يناقش ترامب والسيسى الملف الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن مستشارو ترامب يناقشون إعلان الإخوان «منظمة إرهابية» منذ توليه مهام منصبه فى يناير الماضى، ولكن الزخم الداخلى المحيط بتلك الخطوة أبطأه القلق من أنها ستؤدى إلى عزل مسلمين أكثر اعتدالا ودفعهم نحو الجماعات العنيفة مثل تنظيم القاعدة وداعش وحركة الشباب الصومالية. وأشار مسئولو البيت الأبيض فى بيانهم، أمس الاول، إلى أنه لم يتخذ أى قرار بتسمية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، لكنهم توقعوا أن يثير الرئيس السيسى تلك المسألة.