حذر مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق زبيجنيو بريجينسكى من هزيمة عسكرية للغرب بقيادة الولاياتالمتحدة فى أفغانستان تماثل هزيمة الاتحاد السوفييتى السابق. وطالب بضرورة إدخال تغييرات جذرية على الاستراتيجية الأمريكية فى أفغانستان لتفادى الهزيمة. ويذكر أن بريجينسكى كان مستشارا للأمن القومى فى عهد الرئيس الأسبق جيمى كارتر حين قام الاتحاد السوفييتى بغزو أفغانستان، وكان هو مهندس الجهاد الأفغانى ضد السوفييت. وأضاف بريجينسكى فى كلمة أمام مؤتمر للاستراتيجية الدولية نظمه فى جنيف المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن أن التدخل الغربى فى أفغانستان بلغ حجما يضاهى التدخل السوفييتى فى ثمانينيات القرن الماضى. وقال بريجينسكى، وهو أحد واضعى أجندة السياسة الخارجية لأوباما فى معركته الانتخابية: «أرى أننا نخاطر الآن بأن نكرر ما حدث للسوفييت. فقد غزونا أفغانستان قبل ثمانى سنوات واستطعنا الإطاحة بحركة طالبان بثلاثمائة جندى فقط. أما الآن، وبعد ثمانى سنوات، فإن عدد جنودنا فى أفغانستان بدأ يقترب من عدد الجنود السوفييت فى الثمانينيات، بينما يقول قادتنا العسكريون إن النصر العسكرى ما زال بعيد المنال». وعلى صعيد متصل أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن استعداد بلاده للدخول فى محادثات متعددة الأطراف رفيعة المستوى مع إيران لبحث الملف النووى الإيرانى وقضايا أخرى منها تطورات الموقف فى أفغانستان باعتبار إيران لاعبا مؤثرا فى الملف الأفغانى وسبق أن شاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية حول أفغانستان بحضور أمريكى بارز. واستبعد مسئول أمريكى بارز أن تضغط واشنطن من أجل فرض عقوبات أشد صرامة على إيران بشأن ملفها النووى بسبب حاجة الأمريكيين إلى تعاون إيران فى احتواء الخطر المتنامى لحركة طالبان. وكانت إيران قد وضعت تعاونها بشأن أفغانستان ضمن حزمة المقترحات التى قدمتها للدول الغربية لتسوية ملفها النووى. تتزامن هذه التطورات مع ظهور انقسام واضح داخل دوائر صناعة القرار فى واشنطن بشأن التعامل مع الحرب فى أفغانستان. ففى حين يشهد المعسكر الديمقراطى الذى ينتمى إليه الرئيس باراك أوباما تمردا على خططه لزيادة القوات الأمريكية فى أفغانستان أعرب الجمهوريون عن تأييدهم لزيادة هذه القوات.