- لهذا السبب تشاجر يوسف إدريس مع سكرتير تحرير جريدة الجمهورية - الدول المحكومة بسلطة دون قيود تصنع من رؤسائها آلهة - طلبوا مني كتابة «البخت» في «آخر ساعة».. ولم أفعل لأنها بحاجة إلى صحفي أكثر لؤما - موسى صبري نصحني عند أول سفر إلى الخارج: لا تقبل أموالا أو هدايا - دخلت السجن عام 1966.. وفي عام 1968 اتهموني بالتشاؤم بعد رحلة طويلة مع الكتابة الصحفية تعود بداياتها إلى عام 1950/1951، اختار الكاتب الصحفي الكبير محمد العزبي، تاريخ ميلاده المدون في سجلات الحكومة بيوم الحادي والعشرين من فبراير، ليضع قلمه جانبا، معتزلا الكتابة، بالتزامن مع بلوغه عامه السادس والثمانين. وفي الحوار الذي تنشره بوابة "الشروق" على حلقتين، يروي العزبي محطات من مشواره مع صاحبة الجلالة، في تجربة بالغة الثراء، انتقل خلالها من مرحلة إلى أخرى في رشاقة مغامر، وحماس متفائل كبير. تفاؤل لم يحل دونه سجن حينا أو منع من الكتابة حينا آخر. وإلى نص الحوار: - احك لنا كيف بدأت قصتك مع الصحافة؟ كنت في الثانوية العامة حين بدأت أتابع أخبار اليوم، مع محاولات لعمل مجلات حائط، وكان ذلك في عام 1950/1951. بعد نجاحي في الثانوية بمجموع 65% دخلت كلية طب القصر العيني، والتقيت زملاء كانوا يصدرون مجلة باسمها، وكان يسبقنا في الكلية بسنوات، الصامت السارح يوسف إدريس، وكانت الجامعة وقتها مليئة بالتيارات السياسية مع وضد الملك فاروق والإخوان المسلمين وغيرهم. صدر من المجلة عدد واحد، ونشرت فيها موضوعا بعنوان: طب القصر العيني يقود المعركة.. تحقيق سياسي عن النشاط الوطني في الكلية. كانت هذه أول تجاربي الصحفية، وقادتني للسقوط في السنة الثانية كما أنني لم أكن أحب مذاكرة مادة التشريح، ولا الذهاب إلى المشرحة، لذلك تكرر الرسوب عدة مرات. وذات يوم أخبرنا زميلنا بالكلية صبري أيوب أن سكرتير تحرير مجلة "آخر ساعة" سليم زبال يبحث عن اثنين، فذهبت أنا وحمدي قنديل، وكنا معا في نفس الكلية، والتقينا زبال والأستاذ محمد حسنين هيكل، وكان الأخير رئيسا للتحرير، ومنحتنا المجلة راتبا 15 جنيها شهريا، ثم بدأنا محاولات طموحة، لكن كانوا يطلبون منا أحيانا كتابة البخت أو بريد القراء. - وهل كتبت البخت للناس يوما؟ لم أكتب البخت للناس. كتابة البخت تحتاج لصحفي أكثر مني لؤما ويبيع الهواء، وأشهر حكاية عن كتابة البخت يرويها رئيس تحرير الجمهورية الأسبق محمد علي إبراهيم، حيث جاءته، ذات صباح، مكالمة من شخصية كبيرة في رئاسة الجمهورية، أثناء حكم مبارك، تلومه بشدة عن المنشور في الجريدة، فطلب إيضاحا فقالوا إن البخت المنشور ليوم كذا فيه كلام محبط، وهذا اليوم هو عيد ميلاد الرئيس. - وكيف كانت العلاقة مع الأستاذ هيكل؟ هيكل طول عمره أستاذ منذ كان عمره 20 عاما، كان يحتفظ بحدود في علاقاته، وكان لديه فريقا أقدم منا يعاونه. سافرت إلى بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على سيناء ومدن القناة بعدما حصلت على موافقته، وكنت أكتب التقارير الصحفية من المدينة وأذهب سريعا خارجها لأرسلها إلى المجلة مع سائق الأتوبيس الوحيد الذي ظل يعمل أثناء فترة العدوان بين القاهرة وبورسعيد، وكان ينتظر الركاب خارج المدينة بسبب العدوان. وبعد عشرة أيام، عدت إلى المجلة، دون أن أسمع أنها نشرت لي شيئا، وقد كنت أظن أنني أصنع المجد، فسألت الأستاذ هيكل عن سبب عدم النشر، فقال: حمدا لله على السلامة، ثم أضاف: أنت تكتب بعاطفة، والصحافة بحاجة إلى الأخبار. قلت: يا أستاذ هيكل، هل من الممكن أن يكون، في ظل عدوان أجنبي، مكانا لغير العاطفة، فقال: نحن صحفيون، وعلمني درسا. كانت وجهة نظره صحيحة، فلم أكن ذاهبا إلى بورسعيد لكي أبكي، لكنني أصبت بنوع من الإحباط. - وماذا جرى بعد مرحلة "آخر ساعة"؟ بعد عدوان 1956 أنشأت ثورة يوليو مجلة "التحرير"، وذهبت إليها أنا وحمدي قنديل وأحمد بهجت ونهاد رجب وإبراهيم راشد، وعرض علينا رئيس التحرير وقتها، وكان ضابطا من الصف الثاني اسمه عبد العزيز صادق، راتبا قيمته 25 جنيها، لكن بعد فترة قصيرة عاد بهجت وراشد ورجب إلى "آخر ساعة"، ثم ذهب حمدي قنديل إلى التلفزيون، وبعد فترة وجيزة أغلقوا المجلة، وأخذوني إلى جريدة الجمهورية، وظللت في الجمهورية إلى طالون (ضاحكا) أقصد حتى الآن. - ما أبرز ما تتذكره عن هذه المرحلة؟ كان الناس يحترمون بعضهم، وكانت الكفاءة غالبة، تدخل صالة تحرير بها 20 صحفيا، فتنبه زميلك إلى أن فلانا وفلانا مستواهم ضعيف، أما اليوم فتدخل لتخبر زميلك أن فلانا وفلانا مستواهم جيد والبقية العكس. كانت هناك منافسة، وأذكر أنني التقيت رئيس جمهورية لاتينية بعدما ترك الحكم على ظهر مركب في بورسعيد، بعدما علمت من صحيفة أجنبية أنه سيمر من قناة السويس، وقد احتفى بي جدا سعد الدين وهبة وقد كان وقتها مديرا للتحرير. وأذكر أيضا أنه حين رشحتني الجمهورية لتغطية انتخابات الكويت، قال لي موسى صبري: يوسف إدريس سيكون موجودا، أنت تؤدي عملك الصحفي، ويوسف يكتب ما يريد. ثم نصحني، وقد كانت أول مرة أسافر: سيعرضون عليك هدية أو نقودا فلا تقبل شيئا، سيقولون لك النبي قبل الهدية، لا تقبل أبدا. وكان هذا درس تعلمته وأتذكره عند كل سفر إلى أي بلد عربي. واصلت عملي في الجمهورية إلى أن عملت مديرا لتحرير العدد الأسبوعي، على الرغم من اعتقالي ستة أشهر، ومنعي من الكتابة بعض الوقت. - حدثنا عن تجربة الاعتقال عام 1966 .. ما الذي حدث بالضبط؟ كان هناك تنظيم شيوعي اسمه «وحدة الشيوعيين» يضم إبراهيم فتحي، وكانوا يعتبرونه أبا روحيا، وبعضوية صلاح عيسى وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وجمال الغيطاني والأردني غالب هلسا ويحيى الطاهر عبد الله، وشقيقي أحمد العزبي، وكان واضحا أن شقيقي كان قياديا معهم. أنا لم أكن شيوعيا، لكنني كنت في رحلة بالخارج وزرت الصين وكتبت عنها، ولأن التنظيم كان يميل إلى الصين، وأنا زرت هذه البلد، فالأمن اعتبرني مبعوثا دوليا لوحدة الشيوعيين، وأضافوا أناسا آخرين لعضوية التنظيم من عمال ومثقفين ليبدو الأمر قصة متكاملة، وتم الاعتقال في يوم أغبر، ثم خرجنا بدعوة من المفكر الفرنسي جان بول سارتر، حيث كان يستعد لزيارة مصر، فدعا للإفراج عنا واستجابت له السلطة. - قلت مرة عن تجربة الاعتقال إنك لا تنظر إلى الخلف بغضب.. كيف تنظر لتلك التجربة اليوم؟ تجربة من أقسى التجارب. يكفي أن تنام على الأرض ببطانية واحدة في الشتاء، وتجعل من حذائك وسادة، وأذكر من تلك الأيام أن احتفلنا بحلول رأس السنة الميلادية، وأمسك الكاتب الصحفي صلاح عيسى قضبان العنبر، ورددنا خلفه بعصبية شديدة: أعطني حريتي أطلق يديا. اكتشفت أيضا قسوة النوم خلف باب لا تستطيع أن تفتحه، وأن تشرب الشاي من «جردل». كنا جميعا ناصريين، وكنا نهتف قبل السجن: لا حرية لأعداء الشعب، بمعنى أنه لا مانع لدينا من سجن هؤلاء «الأعداء»، إلى أن فوجئنا أننا أنفسنا داخل هذا السجن، وكان الوفديون الذين مشوا في جنازة النحاس باشا في العنبر المقابل، والإخوان بعدهم في عنبر ثالث، وعدد من المحامين كانوا ينتقدون الأوضاع وهم في الكويت وحين وصلوا مصر أدخلوهم عنبرا رابعا، وحين لم يجدوا لهم تهمة، أطلقوا عليهم تهمة «النشاط المعادي». كان الشعب كله داخل عنابر السجن. - بم كنتم تشعرون وقتها؟ (ضاحكا) كنا نشعر أن كلهم أولاد كلب. كان عمري 34 عاما وكنت أكبر من في العنبر، وكان عبد الحليم حافظ يرسل علب سجائر إلى الأبنودي، فيخفيها الأخير ويوزعها علينا باعتبارها من سجائره الخاصة. - وكيف استقبل الشاعر الراحل سيد حجاب، وهو معكم سجينا، بث السجن عبر الإذاعة أغنيته «يا ما زقزق القمرى على ورق الليمون.. علشان بلدنا يا وله وجمال بلدنا يا وله كله يهون»؟ كان سعيدا جدا، وكان يقول لي ضاحكا: سامع؟ سامع؟ كل يوم يغنون لي "يا ما زقزق القمري" وصاحب القمري نفسه في السجن. كان يستمع بإنصات شديد، فقد كانت أول أغنياته المذاعة. - وماذا عن منعك من الكتابة؟ نستطيع القول إنه كان منعا من نشر اسمي. كنت مديرا للتحرير في 1968 وكانت تشيكوسلوفاكيا تتحدث عما سمي وقتها "الاشتراكية الإنسانية"، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يكون الاشتراكيون أولاد كلب وقتلة، وأنا كنت أميل إلى الاشتراكية، وكان هناك صراع بين قائد الجيش التشيكي ورئيس الحزب، فكتبت حلقتين عن الموضوع في الجمهورية، فاستدعاني مكتب وزير الإعلام الأستاذ محمد فائق حينذاك، والتقيت شخصا يدعى علام، وقيل لي إن كتاباتي سوداء، فقلت لهم: "هوا فيه حد بعد يونيه 1967 يكتب حاجة غير سوداء؟". واتهموني في هيئة الاستعلامات بإشاعة التشاؤم. كانوا يتصورون أنني ألمح بالكتابة عن رئيس الحزب وقائد الجيش التشيكي، إلى الصراع بين الرئيس جمال عبد الناصر وقائد الجيش عبد الحكيم عامر، ولما عدت إلى الجريدة قال لي فتحي غانم: "انت تنزل تعمل شغلك عادي وكله هيتحل وكأن شيئا لم يكن". - تجربة السفر سافرت إلى بلدان كثيرة خلال تجربتك الصحفية الثرية.. فكيف تنظر للسفر في حياة الصحفي وحياة الإنسان عموما؟ السفر تجربة مفيدة حتى لو لم تفعل شيئا، وقد وجدت نفسي صدفة في اندونيسيا ليلة الإطاحة بسوكارنو، حيث كنت في جولة آسيوية شملت الصين وفيتنام وكوريا الشمالية، والتقينا صحفيين من اندونيسيا عرضوا علينا زيارة بلدهم، فوافقت على الفور، وكان لدي موعد مع وزير الإعلام هناك خلال الزيارة، لكن لاحظت تأخر المرافق الاندونيسي طويلا، وبعد حوالي ثلاث ساعات جاء مكفهر الوجه، فقلت له إننا تأخرنا كثيرا، فقال: "مش مهم هتلاقيه قاعد مستنينا"، وحين قلت له إن هذا لا يصح، أجاب: "متقلقش لأنهم أطاحوا بسوكارنو وكل مسؤول قاعد مش عارف هيعمل ايه". - سافرت إلى كوريا الشمالية أيضا والتقيت كيم إيل سونج.. وقلت في كتابك "كُناسة الصحف" إنك رأيت صناعة عبادة الفرد على أصولها.. هل استعرنا في مصر هذه الصناعة؟ كل الدول التي تحكم فيها السلطة بلا قيود، تعرف كيف تصنع من الحكام آلهة، واليوم هناك شركات تعمل في مجال كيفية صناعة الزعيم المحبوب، وفوجئت أنني حين دخلت مصنعا في كوريا الشمالية وجدت العامل يحدثني بحماس أن المصنع بناه القائد الملهم كيم إيل سونج بينما الماكينات مكتوب عليها "صنع في ألمانيا". - وماذا عن تجربتك في رئاسة تحرير الإجبيشيان جازيت؟ تولى رئاسة تحرير الجازيت رؤساء تحرير أجانب في البداية، وكان أول رئيس تحرير مصري أستاذ جامعة اسمه أبو العينين، تلاه آخر اسمه الحلواني، ثم الأستاذ سامي الشاهد الذي تولى المنصب لفترة طويلة. وكان يرغب الشاهد في التفرغ، فكان شرط سمير رجب، رئيس مجلس إدارة دار التحرير وقتها، أن يوفر بديلا، وحدثني الشاهد، ثم اتصل بي سمير رجب وأوكل إلى مهمة رئاسة التحرير لسنتين مابين عامي 1989 و1991. - ألم تواجه ضغوطا معينة أو محاولات لفرض كتاب بعينهم عليك خلال رئاستك لتحرير الجازيت؟ لم يحدث ذلك، تعاملت مع المهمة كتجربة، وكنت أنشر ملخصات لمقالات بعض الكتاب المعارضين في الوفد والأحرار، واتفقت مع عدد من الكتاب والدبلوماسيين بالكتابة للجريدة، وحرصت على تطوير محتواها، فمثلا لم تكن الجريدة تنشر أخبار الحوادث مطلقا، لكن نشرت حادثة وقعت لامرأة من مستوى راق جدا وابنها يتعلم في مدارس أجنبية، تورطت في "النشل"، بالصفحة الأولى، رغم معارضة بعض الزملاء. وحصلت على جائزة مصطفى وعلي أمين عن تطوير الجازيت. - هل تحدث إليك مرة أخرى سمير رجب؟ أذكر أنني نشرت مقالا في الجمهورية عن رواية إبراهيم عيسى "مقتل الرجل الكبير"، فسألني: "ايه اللي انت كاتبه ده"، فقلت له:"الرواية حلوة"، فسألني:"انت مش عارف الرواية عن إيه"، فقلت:"لا مخدتش بالي"، فبدأ يركز على الجانب الأخلاقي وقال:"طيب يصح واحد محترم زيك يكتب عن رواية فيها كلمات أبيحة بالمفتشر كدة"، وهنا تدخل الزميل ناجي قمحة وقال إنني كتبت عن إبراهيم عيسى آخر. - كيف تنظر لمنصب رئيس التحرير في مشوارك المهني؟ أنا كما تراني، غلبان وبعيد عن الأضواء، لا أغالي فيما أكتب وما أقول، ولا رغبات لدي في مدح فلان أو قدح آخر، ولا فلان قرأ لي ومعجب بالكلام أو فلان أرسل لي بوكيه ورد.. هذه طبيعة "ربانية"، وأراها غير جيدة، فالصحفي يحتاج أن يكون لديه "شوية فهلوة". - كيف تقول ذلك وصديقك الراحل يوسف إدريس كان يعتبر الإطراء للكاتب كقطعة الشيكولاته للطفل؟ أنا عرفت يوسف إدريس جيدا، لكن ليس جيدا جدا، لا أحد عرف يوسف بدرجة جيد جدا. - بمعنى؟ كانت لديه أوجه مختلفة، وشخصية متقلبة؛ متحمس جدا، يخطىء بسرعة، ويمدح بسرعة. كان شخصية هادرة، بركان، وكان يكتب ببراعة لكن شخصيته كانت صعبة المراس. - يقال أيضا إنه لم يكن يحب تقديم وجوه جديدة في الأدب؟ الأنانية تبدو أمرا معتادا لدى الكتاب. - لكنك لست أنانيا؟ "أنا مش فنان". - تقصد كتاب الأدب؟ نعم.. يوسف إدريس كان فنانا خلاقا، وهذا الكلام لماذا قيل؟ أظن لأنه لم يحتف بجمال الغيطاني. - بالضبط.. نجيب محفوظ حاول تقديم جمال الغيطاني له، فكان الرد من إدريس، بحسب ما يُروى عن الواقعة :"كل واحد تقولي عليه ده خليفتك في القصة". من ساعتها والغيطاني كان يحمل على إدريس، وكانت للغيطاني فرقته وأصبح نجما لامعا. أعجبتني كتابات إدريس جدا حتى في مقالاته، وسافرنا معا تونس ونحن في طريقنا إلى الجزائر بعد الاستقلال، وكان في شخصيته جانبا طفوليا، وأنا شاهدته مرة وكان هائجا ويكاد يضرب سكرتير التحرير في الجمهورية وقد عملت على تهدئته وقتها. - ماذا جرى في هذه الواقعة بالضبط؟ كان لدينا سكرتير تحرير اسمه عبد الله نوار، وكان يوسف إدريس ينشر رواية بعنوان:"البيضاء" مسلسلة في حلقات بالجريدة، وكان يتأخر في إرسال الحلقات، مما أثار جنون نوار بسبب تعطل العمل في التنفيذ والطباعة، فكتب أسفل آخر حلقة وصلت إليه من إدريس، كلمة "تمت"، وحين رأى يوسف إدريس الحلقة منشورة وأسفل منها كلمة "تمت"، اشتعل غضبا، وكاد يضرب نوار لولا أنني كنت بينهما. - وكيف تم حل المشكلة؟ (ضاحكا) "خلاص تمت".. حل عجيب أسطوري، لكن إدريس نشر الرواية كاملة مطبوعة في كتاب فيما بعد.