بعد شكاوى عديدة قدمها أهالي قرية الصيادين بسبب العيش في مكان عشوائي، استجاب المسئولون في محافظة دمياط لمطالب أهالي القرية الواقعة في منطقة الجربي التابعة لمصيف رأس البر، فقد زار الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، محافظة دمياط، وعقد اجتماعاً تنسيقيا مع أهالي عزبة الصيادين، باستضافة نادي الشرطة برأس البر، وبحضور ممدوح طه السكرتير العام المساعد لمحافظة دمياط، نائبا عن محافظ دمياط؛ لتضع الزيارة حدًا لمعاناة أهالي القرية. حيث أعلن الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، أثناء لقائه مع أهالي القرية، عن بدء تطويرها، مؤكدا أن فكرة التطوير اعتمدت على توفير السكن الآمن لسكان المنطقة، وسيتم التطوير في ذات البيئة للحرص على البعد الاجتماعي والبيئي لهم، ونقلهم من محل سكنهم الأصلي، وسيتم إنشاء عمارات سكنية لنقل السكان إلى الوحدات بتلك العمارات، حيث تبلغ مساحة الوحدة 80 مترًا مربعًا. بينما أكد ممدوح طه سكرتير عام المحافظة، أن القرية يسكنها حوالي 200 أسرة، في منازل متهدمة وعشش وأكشاك خشبية، وتشكل بؤرة من بؤر العشوائيات بالمدينة، إضافة إلى الإعداد والتجهيز لبدء تنفيذ أعمال تطوير المنطقة وتوصيل المرافق والخدمات الأساسية؛ وذلك بعد الحصر الكامل لسكان القرية لإنشاء الوحدات السكنية، وكذلك تطوير كورنيش النيل بهذه المنطقة، مؤكدا هو الآخر أن بناء الوحدات السكنية وتطوير المنطقة سينتهي في خلال عام تقريبا. وقرية الصيادين، في وضعها الحالي، تفتقر إلى الخدمات الأساسية كمياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي، فهناك بعض الأهالي قاموا بتوصيل هذه المرافق بشكل عشوائي، ولكن لا يستطيع الجميع القيام بذلك. ويصف إبراهيم خميس، أحد سكان القرية والمتحدث باسم الأهالي، أن القرية تقع في منطقة محاطة بعدد كبير من «فيلات» ومساكن بعض رجال الأعمال والمسئولين، حيث تبعد بأمتار قليلة، وهي في الأساس منطقة سياحية، لذلك يتم تحرير محاضر الحجز على الشقق بالقرية المتواضعة في القرية، لتسديد ما يسمى بالعوائد على الخدمات التي نفتقدها في الأساس، أيضا يصعب على الأطفال الذهاب إلى مدارسهم وقت النوات أو سقوط الأمطار نتيجة لصعوبة التحرك والسير في الشوارع، فنحن نعيش في عشش متهالكة لا يزيد عدد الأدوار للعشة الواحدة عن دور واحد علوي، وهذه العشش تطل على شاليهات وفيلات فخمة، مما تمثل مفارقة صارخة تجسد الفروق الاجتماعية الصارخة بين الطبقات في مدينة رأس البر، حسب وصفه. وأضاف «خميس»: «نحن نعيش هنا منذ أكثر من 50 عاما، والبعض منهم حصل على أحكام تملكهم من الأرض، أو توفير مساكن بديلة لهم ضمن مشروع إسكان الأولى بالرعاية، ولكن ظل المسئولون يتجاهلون تحقيق مطالبنا، إلى أن جاء محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، ليجدد الأمل بنقلنا من خانة العشوائيات لوضعها كمنطقة تدخل ضمن مشروع التطوير الحضاري الذي تتبناه محافظة دمياط على مدار الفترة الماضية».